ليست صديقة للبيئة.. الطاقة الكهرومائية تهدد التنوع البيولوجي
دراسة حديثة: المحطات تُسهم بنسبة ضئيلة للغاية في إنتاج الطاقة
دينا قدري
سلّطت الطاقة الكهرومائية الضوء على حقيقة أن بعض مصادر الطاقة المتجددة لا تُعدُّ صديقة للبيئة، على الرغم من لجوء العديد من دول أوروبا إليها، في إطار سعيها إلى تقليل الانبعاثات، ما يبرز الأهداف المتضاربة في السياسة الأوروبية للبيئة والطاقة.
وأظهرت دراسة -أجراها معهد لايبنيز لبيئة المياه العذبة ومصايد الأسماك الداخلية- كيف أن التوسع في الطاقة الكهرومائية في رومانيا يتعارض مع أهداف السياسة البيئية للاتحاد الأوروبي.
ازدهار الطاقة الكهرومائية
يعود سبب ازدهار الطاقة الكهرومائية في رومانيا -بشكل أساسي- إلى تنفيذ التوجيه الأوروبي للطاقة المتجددة، الذي تصاحبه إعانات لبناء محطات الطاقة المتجددة وتشغيلها.
ونتيجة لذلك، بُني العديد من المحطات الصغيرة التي تصل سعتها إلى 10 ميغاواط، التي -بالكاد- تُسهم في إنتاج الطاقة -فقط 3% من إجمالي إنتاج الطاقة تأتي من هذه المحطات التي يزيد عددها على 500 محطة صغيرة-، وغالبًا لا تُؤخذ المعايير البيئية في الاعتبار بشكل كافٍ في أثناء البناء.
محطات الطاقة في رومانيا
مقارنةً بالدول الأوروبية الأخرى لا يزال لدى رومانيا العديد من المياه العذبة الطبيعية وشبه الطبيعية التي تُعدّ من النقاط الساخنة للتنوع البيولوجي.
ومع ذلك، فقد بُني -حتى الآن- ما لا يقل عن 545 محطة لتوليد الطاقة الكهرومائية، وسيُدعم إنشاء المزيد منها.
وفي عرضهم العام للتوزيع الجغرافي، أظهر الباحثون أن 49% من محطات الطاقة الحالية والمخطط لها تقع في مناطق النباتات والحيوانات والموائل التي حدّدها الاتحاد الأوروبي أو غيرها من المناطق المحمية.
وتؤثّر محطات الطاقة الكهرومائية -التي دُرست- بشكل كبير على تجمعات الأسماك في كل من المنبع والمصب في السد، على سبيل المثال عن طريق تحويل المياه من المجرى الرئيس، بوصفه حاجزًا أمام الهجرة، ومن خلال تنظيم النهر.
محطات صغيرة تضرُّ أكثر مما تنفع
تتعارض الطاقة الكهرومائية مع متطلبات توجيه النباتات والحيوانات والموائل، والتوجيه الأوروبي الإطاري للمياه، إذ تقع نحو نصف المحطات الحالية والمخطط لها في رومانيا في مناطق محمية طبيعية.
وتُعدّ هذه في الغالب محطات صغيرة، إذ تُسهم بنسبة 3% فقط من توليد الكهرباء في رومانيا، ولكنّها تهدّد التنوع البيولوجي، وفقًا لما نقلته منصة فيز المعنية بأخبار العلوم والبحث والتكنولوجيا.
لذلك، فإن سياسة الطاقة الأوروبية بحاجة ماسة إلى أن تكون متوافقة مع أهداف إستراتيجية التنوع البيولوجي للاتحاد الأوروبي، كما حذّر الباحثون.
وخلاف ذلك فإن هناك خطر حدوث خسائر كبيرة في التنوع البيولوجي للمياه العذبة، ما يعوق تحقيق أهداف الاتفاقية الخضراء للاتحاد الأوروبي.
دور الاتحاد الأوروبي
لخّص المؤلف المشارك في الدراسة، مارتن بوش، الوضع قائلًا إن "المشكلة لا تتعلّق فقط برومانيا أو جنوب شرق أوروبا، ولكنها تتطلّب توضيحًا جوهريًا".
وأكد أنه "ينبغي على الاتحاد الأوروبي أن يجعل سياساته الخاصة بالبيئة والطاقة على وجه السرعة متماسكة، من أجل حل التضارب الخطير بين الأهداف. وإلا فإن أهداف الاتفاقية الخضراء للاتحاد الأوروبي من الصعب تحقيقها مع اللوائح الحالية".
وتابع: "لحسن الحظ، هناك فرصة للتحول إلى إمدادات الطاقة المتجددة والحفاظ على معظم الجداول والأنهار الصغيرة في أوروبا، أو إعادة تطبيعها، لأن الطاقة الكهرومائية المنخفضة بها تكاد لا تُذكر لنجاح انتقال الطاقة".
اقرأ أيضًا..
- الطاقة الكهرومائية.. عنصر حاسم لمواجهة تغيّر المناخ
- سندات المناخ.. معايير جديدة لتنظيم تمويل مشروعات الطاقة الكهرومائية
- تلال بريطانيا.. مشروع عملاق لتخزين الطاقة الكهرومائية تحت الأرض