3 أولويات تحتاجها صناعة الطاقة لتحقيق أهداف المناخ (تقرير)
120 دولة أعلنت أهداف الوصول للحياد الكربوني بحلول 2050
تحرير - أحمد شوقي
تشهد عملية التحوّل للطاقة النظيفة زخمًا لم يحدث من قبل، مع تسارع الدول والشركات لتحقيق هدف الحياد الكربوني بحلول منتصف القرن الحالي.
ومع هيمنة عدم اليقين على السياسات العامة، تبرز 3 أولويات مهمة في مجال الطاقة لتحقيق الأهداف المناخية، كما يوضح تقرير حديث صادر عن منتدى الطاقة الدولي.
زخم تحوّل الطاقة
أعلنت 120 دولة أهداف الحياد الكربوني بحلول منتصف هذا القرن، في الوقت الذي تخضع فيه أكثر من نصف تريليون دولار من قيمة أصول شركات النفط والغاز لتحقيق هذا الهدف.
كما ضخ مستثمرو المحافظ الاستثمارية أكثر من 2.5 تريليون دولار في أصول الأسهم المستدامة، وفقًا للتقرير.
فيما ارتفعت العقود الآجلة لأسعار الكربون في نظام تجارة الانبعاثات التابع للاتحاد الأوروبي بأكثر من 80% منذ بداية العام، محطمة رقمًا قياسيًا يوم 12 مايو/أيّار عند 55 يورو (66.69 دولارًا) للطن من مكافئ ثاني أكسيد الكربون.
وفي الوقت نفسه، تتراوح تقديرات تكلفة تحوّل الطاقة في أي مكان من 7 تريليونات دولار إلى 130 تريليون دولار في غضون 30 عامًا، وهو ما يمثل فجوة واسعة، بحسب التقرير.
ومع ذلك، يجب على الشركات التي تحكمها معايير الوصول للحياد الكربوني أن تستثمر بشكل مستمر في إمدادات جديدة، وتوسيع نطاق الوصول إلى الطاقة، وتعزيز الكفاءة ودعم الابتكار، فضلًا عن تطوير البنية التحتية الحالية.
وعلى سبيل المثال، التزمت شركات النفط الكبرى بزيادة الاستثمارات منخفضة الكربون سنويًا من 6 مليارات دولار العام الماضي إلى 15 مليار دولار عام 2025.
ومع ذلك، فإن الصناعة بأكملها بحاجة ماسة إلى الوضوح حول 3 موضوعات رئيسية تتعلق بالاستدامة، بحسب منتدى الطاقة الدولي.
التحول والآثار الاجتماعية
أولًا، سيحتاج العالم إلى إدارة عملية المفاضلة المطلوبة بين الأمور -بعبارة أخرى: التنازل عن ميزة مقابل الحصول على أخرى- من قبل المجتمعات المحلية والمواطنين، ومن ثم الحكومات خلال العقد المقبل.
وتكمن المشكلة الرئيسة بأنه في حالة السيناريوهات المشتركة بين الأجيال والمتعلقة بالمناخ العالمي، يتجاهل الجميع الربط بين هذه السيناريوهات وصناع القرار إلى حد كبير، بحسب التقرير.
وفي العديد من الدول التي تفكر في التخلص التدريجي من الفحم، فإن الآثار الاجتماعية كبيرة، بالنظر إلى أن لوساتيا في ألمانيا، يوجد أكثر من 8700 عامل إما في قطاع الفحم أو الكهرباء.
وعلى جانب آخر، في تشيلي، المعروفة بإستراتيجيتها الطموحة للهيدروجين الأخضر، أدت الاحتجاجات العنيفة على مستوى البلاد إلى تغيير قرار زيادة أسعار الكهرباء بنسبة 9% في أواخر عام 2019.
المهام سهلة الإنجاز
ثانيًا، تركيز خطط الإنفاق والتخصيص الرأسمالي على المهام التي يسهل القيام بها بطريقة عملية مثل تقليل انبعاثات الميثان، والاعتماد على الهيدروجين منخفض الكربون، فضلًا عن توسيع نطاق استخدام عملية احتجاز الكربون وتخزينه والتقاط الكربون من الهواء مباشرة.
ومع حقيقة أن بناء البنية التحتية الحالية للطاقة استغرق معظم القرن الـ20، فإن إزالة الكربون من قطاعي النقل والصناعات سوف تتطلب مزج الوقود الحالي مع البدائل منخفضة الكربون.
ومع تفاقم أزمة وصول الانبعاثات الكربونية للغلاف الجوي، ربما يكون الميثان أكثر الغازات الضارة بالبيئة التي يتجاهلها العالم في طريق تحقيق الحياد الكربوني، بحسب التقرير.
معايير قوية
أخيرًا، تعد المعايير القوية أمرًا بالغ الأهمية لضمان السلامة العلمية لأنظمة ائتمان الكربون والمواءمة مع الممارسات التنافسية.
وأطلقت الصين أكبر خطة تجارة للانبعاثات في العالم في فبراير/شباط الماضي، تغطي أكثر من 2000 محطة لتوليد الكهرباء وتعمل بالفحم والغاز.
وتحت مظلة الصفقة الأوروبية الخضراء المطبقة أواخر عام 2019، تعمل أوروبا -صاحبة أكبر نظام تجارة للانبعاثات عالميًا- على تعزيز قضية إزالة الكربون خارج حدودها مع حماية القدرة التنافسية الصناعية.
وبالنسبة للعديد من الصناعات، تعد تكاليف الطاقة عنصرًا حاسمًا في القدرة التنافسية، وفقًا للتقرير.
اقرأ أيضًا..
- دول النفط والغاز مهددة بخسارة تراكمية 4.8 تريليون دولار في 30 عامًا
- إنفاق الدول السبع على الوقود الأحفوري يتخطى الطاقة النظيفة (تقرير)