منتدى الاستثمار الأفريقي يدعو دول القارة إلى التعاون في قطاع الطاقة

سيطر قطاع الطاقة على أغلب مناقشات المشاركين في فعاليات المنتدى الأول لهيئات الاستثمار في أفريقيا، المنعقد حاليًا في مدينة شرم الشيخ المصرية، ما يقدّم فرصًا واعدة غير مستغلة، فضلًا عن التكامل المنشود بين الدول العربية والأفريقية في القطاع.

وانطلقت، أمس الجمعة، أعمال المنتدى الأول لوكالات ترويج الاستثمار في أفريقيا، المُنعقد حاليا في مدينة شرم الشيخ، ويستمر حتى الإثنين المقبل.

والمنتدى تنظمه الهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة في مصر، بحضور وزراء ورؤساء هيئات الاستثمار في 34 دولة أفريقية وممثلي كُبرى المؤسسات الاقتصادية بالقارة.

الشحن الجوي في أفريقيا

شهدت الجلسات، اليوم السبت، خلال فعاليات المنتدى، اتفاق الحضور على أن عمليات دعم الشحن الجوي في أفريقيا أثبتت كفاءتها بوصفها وسيلة لتعزيز التجارة البينية وزيادة تنافسية المنتجات الأفريقية.

وقال وزير الطيران المدني المصري، الطيار محمد منار، إن زيادة حصة أفريقيا من التجارة العالمية مرتبطة بتخفيض تكلفة الطيران بين الدول الأفريقية، ورقمنة حركة النقل.

أما عن جهود مصر لتحسين التجارة مع القارة، فقال منار إن شركة الطيران الوطنية المصرية لها 36 نقطة طيران في قارة أفريقيا، وتستعد للتوسّع في السنوات المُقبلة بعد انتهاء الجائحة.

كما عُقدت شراكات مع العديد من الدول الأفريقية لإنشاء كيانات تُسهّل حركة البضائع عبر الطيران مع باقي الدول الأفريقية، وأولى هذه الشراكات كانت مع دولتي السودان وجنوب السودان، كما جرى التوسّع في أسطول الشحن الجوي، وهو أمر مهم لزيادة حركة التجارة.

وأضاف الوزير أن مصر تُنسّق الجهود لضبط اتفاقيات الأجواء المفتوحة لحماية صناعة الطيران الأفريقية الوطنية الوليدة، لتقوم بدور فاعل في تحسين حركة التجارة البينية الأفريقية.

وأشارت وزيرة التجارة والصناعة المصرية، نيفين جامع، إلى تخفيض رسوم الشحن إلى أفريقيا بنسبة 80%، حتى تزيد تنافسية المنتج المصري في السوق الأفريقية، وهو ما يزيد حركة التنقلات والسلع بين مصر وأفريقيا.

سد تنزاني على نهر روفيجي

من جانبه، قال وزير الدولة للاستثمار في تنزانيا، جيوفري إيديلفونس ومبي، إن التكامل بين دول القارة هو الطريق الأمثل لزيادة حصة أفريقيا في التجارة والاقتصاد العالمي، وهذا يظهر في العلاقات الاقتصادية القوية بين مصر وتنزانيا.

وأشار الوزير إلى دور الشركات المصرية في إنشاء سد لتوليد الطاقة الكهرومائية على نهر روفيجي، وإنشاء مؤسسة السويدي مصنعًا كبيرًا للمحولات والكابلات الكهربائية، وهي إنشاءات أساسية لتوفير البنية التحتية والطاقة اللازمة للقاعدة الصناعية في تنزانيا.

الربط الكهربائي

شهدت جلسات المنتدى فعاليات عن دور البنية التحتية وربط طاقة الدول الأفريقية، إذ قال وزير الكهرباء والطاقة المتجددة المصري الدكتور محمد شاكر، إن مصر أصبحت مركزًا للربط الكهربي بين القارات الـ3 بعد الطفرة التي حقّقتها في مجال إنتاج الطاقة، بفضل الدعم الرئاسي لخطط التوسّع في إنتاج الطاقة.

وأوضح أن مصر ترتبط كهربائيًا بالسودان وليبيا والأردن، ومن المخطّط تنفيذ الربط الكهربائي مع السعودية، وأن وزارة الكهرباء تستهدف توليد غاز الهيدروجين الأخضر وتصديره، مؤكدًا أنه من المصادر الأقل تكلفة في إنتاج الكهرباء والصديقة للبيئة.

وأكد شاكر أن الوسيلة الأفضل لتعظيم قدرات إنتاج الطاقة في أفريقيا هي الاعتماد على الطاقة المتجددة.

واستعرض وزير الكهرباء والطاقة المتجددة نجاحات الوزارة في استخدام الطاقة المتجددة، إذ تعتمد مصر بنسبة 20% على الطاقة المتجددة بنهاية عام 2021، قبل عام كامل من المخطط، كما حقّقت مصر درجة من التقدّم التكنولوجي أسهمت في تخفيض تكلفة إنتاج الطاقة المتجددة.

وأشار شاكر إلى أن النجاح المصري راجع إلى عدة عوامل هي الإرادة السياسية، وتوفير التمويل والتطوير الدائم، وإذا أخذت دول القارة بهذه الأسباب ستصل إلى استخدام أفضل لمواردها من الطاقة المتجددة.

جودة الطرق والطلب على الوقود

قال وزير النقل المصري، كامل الوزير، إن مصر خطت خطوات كبيرة لربط مصر بأفريقيا عبر شبكة بنية تحتية قوية، إذ تُنفّذ الحكومة المصرية طريق "القاهرة- كيب تاون"، كي يربطها بدول القارة.

كما تسير الحكومة المصرية في اتجاه آخر بربط القطار المُمتد حتى محافظة مطروح بوصلة خاصة إلى مدينة السلوم، وجارٍ التنسيق مع الحكومة الليبية لمد خط السكك الحديدية إلى مدينة بنغازي الليبية.

ويُعدّ مؤشر جودة الطرق داعمًا لزيادة الطلب على الوقود، لزيادة الاستخدامات على هذه الطرق.

وأضاف الوزير أن شبكة الطرق القومية تمثّل شرايين التنمية والاستثمار في مصر، وقد شهد قطاع الطرق والكباري تطورًا كبيرًا انعكس على ترتيب مصر في مؤشر التنافسية الدولية في مجال جودة الطرق، إذ قفزت مصر نحو 90 مركزًا من المركز 118 إلى المركز 28.

وأكد الوزير استعداد مصر لنقل خبراتها فيما يخص الطرق الذكية إلى بقية الدول الأفريقية.

وقال وزير الاستثمار في جمهورية جنوب السودان، ضيو مطوك دينج، إن تدشين الحكومة المصرية طريق "القاهرة- كيب تاون" وإطلاق المنتدى الأول لوكالات ترويج الاستثمار في أفريقيا، هي خطوات تُظهر الاهتمام المصري المتزايد بدول القارة.

"القاهرة- كيب تاون"

أشار ضيو مطوك دينج إلى تعويل دولته على طريق "القاهرة- كيب تاون"، وأن بعض المناطق في هذا الطريق طُورت داخل جمهورية جنوب السودان، وأن حكومته تأمل في أن تتصل جنوب السودان بمصر بخط سكك حديدية بعد انتهاء ربط مصر بالسودان.

وقال ضيو مطوك دينج إن حكومته تسعى للتعاون مع الحكومة المصرية لزيادة كفاءة إنتاج الطاقة، وإن هناك فرصًا كبيرة لنقل الخبرات والتكنولوجيا المصرية إلى جمهورية جنوب السودان.

وقال العضو المنتدب بهيئة ترويج الاستثمار في جمهورية الكونغو الديمقراطية، أنتوني نكينزو كامولي، إن هناك تعاونًا بين القاهرة وكينشاسا في مجال الطاقة وإنشاء المدن وتطوير البنية التحتية والسدود في الكثير من أقاليم جمهورية الكونغو الديمقراطية، مشيرًا إلى أن على الدول الأفريقية بذل مزيد من الجهد لتحقيق التقارب الاقتصادي عبر وضع أطر تشريعية وتنفيذية متوافقة ومتناغمة لتحقيق شعار المؤتمر "التكامل من أجل النمو".

اقرأ أيضا..

• الطاقة المتجددة تسيطر على مناقشات منتدى رؤساء الاستثمار الأفارقة
• وزير الكهرباء المصري: أفريقيا تمتلك 40% من إجمالي الطاقة الشمسية عالميًا