وزن السيارات الكهربائية.. أمان محفوف بالمخاطر (تقرير)
يمثّل 4 أضعاف السيارات العاملة بالبنزين
محمد فرج
- الأشخاص في السيارات الكهربائية أقل عرضة للإصابة في حوادث التصادم
- السيارات الكهربائية لا تحمل محركًا معدنيًا كبيرًا تحت غطاء المحرك
- تزن السيارات الكهربائية بشكل عام أكثر بكثير من نظيرتها المماثلة التي تعمل بالبنزين
جذبت صناعة السيارات الكهربائية استثمارات الشركات العالمية العاملة في المجال، والتي تكثّف جهودها لتطوير التكنولوجيا والتقنيات المستخدمة.
وتزن السيارات الكهربائية بشكل عام أكثر بكثير من السيارات المماثلة التي تعمل بالبنزين، ومنها على سبيل المثال سيارة من طراز جي إم سي الكهربائية، إذ تضم عددًا كبيرًا من البطاريات للسير بمدى كبير وقوة إضافية بسعة تتجاوز 9 آلاف رطل (4082 كيلوغرامًا)، وهو ما يمثّل 3 أضعاف وزن سيارة هوندا سيفك.
وعلى الرغم من أن الوزن له تداعيات إيجابية على الأمن والسلامة، فإنه أكثر تعقيدًا من التفكير التقليدي الذي يدور حول قضايا الكتلة والسرعة.
وحول ما يتعلق بالسلامة عند الاصطدام، يساعد الوزن الزائد الأشخاص داخل السيارات الكهربائية في الواقع، حسبما ذكر موقع دبليو آر إل تيكواير.
الأمن والسلامة
يُعدُّ الوزن واحدًا من أهم معايير القياس من وجهة نظر السلامة، للمقارنة في الاختلافات بين السيارات.
وتظهر إحصائيات مطالبات التأمين أن الأشخاص في السيارات الكهربائية أقل عرضة للإصابة في حادث تصادم من الأشخاص في سيارات مماثلة تعمل بالبنزين.
ويمكن أن يرجع ذلك إلى حقيقة أن السيارات الكهربائية لا تحمل محركًا معدنيًا كبيرًا تحت غطاء المحرك، لذلك لديها مساحة فارغة أكبر يمكن أن تخفّف من الركاب.
وقال المتحدث باسم معهد التأمين لسلامة الطرق السريعة، جو يونغ، إن "السيارات الهجينة -التي تعمل بالوقود والكهرباء- تنطبق عليها المواصفات نفسها الخاصة بالسيارات الكهربائية المرتبطة بالوزن".
ويبدو أن الوزن الزائد يمكن أن يكون خبرًا سيئًا للأشخاص الذين يصطدمون بسيارات كهربائية، إذ تُنقل قوة الاصطدام الإضافية إلى السيارة الأخرى الأخف وزنًا.
رُبّ ضارة نافعة
يشير الخبراء إلى أنه حال اصطدام جسمين متحركبن ببعضهما بعضًا، فإن الجسم الأثقل يميل إلى الاستمرار في الاتجاه الذي كان يسير فيه.
ومن ناحية أخرى، فإن الأخف وزنًا سيغيّر اتجاهه فجأة، حتى لو لم تُحطم تلك السيارة الأخف وزنًا، وأن هذا الانحراف المزعج يضر بالداخل.
وفي الوقت نفسه، بالنسبة إلى الأشخاص في السيارة الأثقل التي تشق طريقها، يمكن أن يكون الوزن الزائد هو المنقذ.
ومن الملاحظ أن السيارات الكهربائية تزن أكثر من النماذج المماثلة العاملة بالبنزين، إذ تزن السيارة الكهربائية من طراز فورد إف- 150 قرابة 1600 رطل (725 كيلوغرامًا)، ويُعدّ حجمها -بالفعل- أكثر من شاحنة مماثلة تعمل بالغاز من طراز إف-150.
وكذلك فإن السيارة الكهربائية فولفو إكس سي 40 تزن قرابة (453 كيلوغرامًا)، ويُعدُّ حجمها -أيضًا- أكبر من سيارة من طراز إكس سي 40 العاملة بالغاز، حسبما ذكر موقع دبليو آر إل تيكواير.
الحوادث والاصطدامات
تتمتع السيارة الكهربائية "جي إم سي هامر" بأطول مسافة قيادة وأكبر قوة من أي إصدار من تلك الشاحنة، ويعني المدى الطويل والقوة الكبيرة الكثير من البطاريات الثقيلة.
وقال المتحدث باسم جنرال موتورز، ميخائيل فرح، إن البطاريات الثقيلة -بالإضافة إلى أجزاء الطرق الوعرة شديدة التحمل- هي سبب وزنها الكبير.
وتابع: "عندما بدأنا تطوير السيارة كنا نفكّر في كيفية تقليل فرص وقوع حادث تحطم بالسيارة".
وأضاف أن هناك مجموعة متنوعة من تقنيات تجنب الاصطدام، مثل المساعدة في الحفاظ على الممرات واكتشاف المشاة، التي تتوفّر في العديد من السيارات الحديثة.
ومن المؤكًد أن زيادة وزن السيارات ليست جديدة، كما أنها ليست فريدة من نوعها بالنسبة إلى السيارات الكهربائية.
وبحسب تقرير صادر عن وكالة حماية البيئة، فإن متوسط وزن السيارات ارتفع خلال الأربعين عامًا الماضية، من قرابة 3200 رطل (1451 كيلوغرامًا) إلى قرابة من 4200 رطل (1905 كيلوغرامات).
ويرجع ذلك إلى تفضيلات المستهلكين التي تتجه نحو الشاحنات وسيارات الدفع الرباعي وتلك السيارات نفسها أصبحت أثقل، حسبما ذكر موقع دبليو آر إل تيكواير.
البنية التحتية والطرق
قال نائب الرئيس الأول لأبحاث السيارات في معهد آي آي إتش إس، ديفيد زوبي، إنه عندما تلتقي سيارة صغيرة وشاحنة في حادث تصادم يكون فارق الوزن كبيرًا جدًا، لدرجة أنه لن يحدث فرق إذا كانت الشاحنة كهربائية، ولكن حال اصطدام سيارتي ركاب ببعضهما بعضًا، إذا كانت إحداهما تحمل 1000 رطل (453 كيلوغرامًا) من البطاريات، فقد يحدث ذلك فرقًا في النتيجة.
وأضاف زوبي: "من الناحية النظرية، هناك خطوات يمكن لشركات صناعة السيارات اتخاذها لتخفيف الضربة عندما تصطدم السيارات الكهربائية الثقيلة -على سبيل المثال- يمكن تصميم السيارات بمساحة إضافية قابلة للطي تتجاوز ما هو مطلوب لحماية الركاب أنفسهم".
ويمكن للسيارات الأثقل -أيضًا- أن يكون لها تأثير على البنية التحتية للطرق والجسور، لكنّ الخبراء يختلفون في مقدار المشكلة التي ستكون بالفعل. صُمّمت معظم الطرق والطرق السريعة والجسور لتحمل وزن الشاحنات التجارية الضخمة التي تكون أثقل بكثير من حتى أقوى السيارات الكهربائية.
نظرة متفائلة
قالت مهندسة البنية التحتية في شركة الاستشارات جي إتش دي الرئيسة المنتخبة للجمعية الأميركية للمهندسين المدنيين، ماريا ليمان، إن مرور السيارات على الطرق بشكل متكرر يمكن أن يكون له أثره بمرور الوقت، ما يستدعي تطوير الطرق وتأهيلها بشكل دائم.
وقال مسؤول من برنامج الطرق المحلية بجامعة كورنيل، ديفيد أور: "إن أقصر الطرق المحلية يمكنها مواجهة ثقل السيارة الكهربائية جي إم سي هامر، ولن يتم حدوث أي تلفيات في الطريق نتيجة سيرها".
اقرأ المزيد..
-
مع طفرة السيارات الكهربائية.. العالم بحاجة لاستثمارات ضخمة في بطاريات الليثيوم
-
تمويل سياسات التغير المناخي يتطلب تريليونات الدولارات.. مَن يدفع التكاليف؟ (تقرير)