وكالة الطاقة تحدد شروطًا لوصول الدول النامية إلى الحياد الكربوني
زيادة استثمارات الطاقة النظيفة 7 مرات بحلول 2030
سالي إسماعيل
تعتقد وكالة الطاقة الدولية أن الدول النامية بحاجة إلى دفعة قوية في استثمارات الطاقة النظيفة، للوصول إلى الحياد الكربوني بحلول منتصف القرن، مع الإشارة إلى أن العالم لن يحقّق هذا الهدف دون تلك البلدان.
وأوضحت وكالة الطاقة -في تقريرها الصادر اليوم الأربعاء- أن حجم الاستثمارات السنوية في الطاقة النظيفة داخل الاقتصادات النامية يجب أن يزيد بمقدار 7 مرات بحلول نهاية العقد إذا كان العالم يسعى للوصول إلى الحياد الكربوني بحلول 2050.
وتُعدّ الدول النامية موطنًا لنحو ثلثي سكان العالم، كما ستمثّل 90% من الزيادة المستقبلية في الانبعاثات الضارة بالبيئة.
ومع ذلك، تشير الوكالة -التي تتخذ من باريس مقرًا لها- إلى أن البلدان النامية تتلقّى 20% فقط من التمويل الذي يخصص للتقنيات منخفضة الكربون والاستثمارات الخضراء.
ويأتي هذا التقرير الجديد بالتعاون مع البنك الدولي ومنتدى الاقتصاد العالمي، بعد أسابيع من تقرير وكالة الطاقة الدولية بشأن الوصول إلى الحياد الكربوني.
استثمارات عاجلة
تقول وكالة الطاقة إن الاقتصادات الناشئة والنامية يجب أن تعزز استثماراتها في الطاقة النظيفة لأكثر من تريليون دولار بحلول عام 2030.
وفي هذه الحالة فقط، يمكن أن يصبح العالم على المسار الصحيح لتحقيق هدف الحياد الكربوني بحلول عام 2050.
وكانت استثمارات الطاقة النظيفة في الاقتصادات الناشئة والنامية تراجعت بنحو 8% في العام الماضي، لتتراجع لأقل من 150 مليار دولار، وسط توقعات بتعافٍ محدود للغاية في العام الجاري.
ومن شأن ذلك أن يتطلّب جهودًا بعيدة المدى لتحسين البيئة المحلية، من أجل استثمارات الطاقة النظيفة داخل تلك البلدان النامية.
ودون اتخاذ إجراء أكثر صرامة، فإن الانبعاثات الكربونية ذات الصلة بقطاع الطاقة، التي ستخلفها هذه البلدان النامية خصوصًا في آسيا وأفريقيا وأميركا اللاتينية، قد تنمو بنحو 5 مليارات طن على مدى العقدين المقبلين.
مسؤولية أخلاقية
يقول المدير التنفيذي لوكالة الطاقة، فاتح بيرول، إن البلدان لم تبدأ الرحلة من المكان نفسه، فالكثير منها لا يستطيع الوصول إلى الأموال التي يحتاجونها للانتقال بسرعة.
ويضيف خلال التقرير: "لا يوجد نقص في الأموال على الصعيد العالمي، لكنها لا تجد طريقها إلى البلدان والقطاعات والمشروعات التي هي في أمس الحاجة إليها".
وذكر بيرول أن الدول الغنية تتحمّل مسؤولية أخلاقية لمساعدة البلدان النامية على التحوّل إلى وقود نظيف، نظرًا إلى أن معظم الانبعاثات تأتي من الاقتصادات الصناعية.
انقسام في الآراء
تنقسم الآراء بشدة، إذ يُشيد حماة البيئة بدعوة وكالة الطاقة لتحقيق الحياد الكربوني عبر الوقف الفوري لاستثمارات الوقود الأحفوري، باعتبارها خطوة إيجابية لمكافحة تغير المناخ.
في حين تُعدّ بعض الحكومات وشركات الوقود الأحفوري أن سيناريو وكالة الطاقة غير واقعي، ولم يأخذ في الحسبان أنماط الاستهلاك الحالية.
ويُعدّ الوقود الأحفوري -النفط والغاز الطبيعي والفحم- ضروريًا بالنسبة إلى العديد من الأسواق الناشئة من أجل تلبية الطلب على الطاقة وتحقيق النمو الاقتصادي، كما تقول المحللة في آر بي سي كابيتل ماركتس، حليمة كروفت، في تعليقات نقلتها صحيفة فاينانشيال تايمز.
اقرأ أيضًا..
- 5 رسائل خاطئة لخريطة طريق وكالة الطاقة بشأن الحياد الكربوني
- وكالة الطاقة: تعهدات الحياد الكربوني غير كافية.. وخارطة طريق لتفادي الأزمة