بالإعفاءات الضريبية.. بايدن يدعم إنتاج الوقود الحيوي والهيدروجين الأخضر
وسط ضغوط من المعنيين بقطاع الطاقة
آية إبراهيم
حمل مشروع الموازنة الأميركية الجديدة أنباء مُبشِّرة إلى أصحاب المصلحة في قطاع صناعة الوقود الحيوي الأميركي، الذين طالما سعوا -منذ تولي جو بايدن مقاليد الحكم- للحصول على الدعم اللازم لتطوير صناعة الوقود الحيوي.
واقترح الرئيس الأميركي جو بايدن تقديم ائتمانات ضريبية إلى صالح إنتاج كل من وقودي الهيدروجين والطيران المستدام، في خطوة تعكس الدعم العام من الصناعة والمُشرّعين، لدعم الوقود النظيف المتعلق بالطيران، حسبما ذكر موقع فلايت غلوبال.
وجاءت الإعفاءات الضريبية -الواردة في اقتراح الميزانية الـ10 التي طرحها الرئيس بايدن- مُحدّدة لأولويات الرئيس.
ودعت الاقتراحات حكومة الولايات المتحدة إلى تقديم ائتمان ضريبي يبدأ من 1.50 دولارًا للغالون الواحد للشركات التي تنتج وقود الطائرات المستدام (الوقود الحيوي).
الإعفاءات الضريبية
وفقًا لوثائق الميزانية، فإن الائتمان المحدد من عام 2022 إلى 2027، ينطبق فقط على وقود الطائرات المستدام، الذي يحقّق على الأقل خفضًا بنسبة 50% في الانبعاثات بالنسبة إلى وقود الطائرات التقليدي.
ومن المقرر أن يعمل الاقتراح المقدّم على زيادة الائتمان للوقود الحيوي الذي يوفّر خفضًا للانبعاثات بنسبة تزيد على 50%، حتى 1.75 دولارًا أميركيًا للغالون الواحد لوقود الهيدروجين، مع تقليل الانبعاثات بنسبة 100%.
الوقود الحيوي
يُعرف هذا النوع من الوقود بـ"الحيوي"، لأن مصدره ليس النفط أو الفحم، بل كائنات حية من النباتات والحيوانات، لهذا فإنه يُعدّ من أقدم أنواع الوقود.
وتطوّرت الأمور في العقود الأخيرة، فأصبح بالإمكان استخراج سوائل يمكن استخدامها في محركات الاحتراق الداخلي بدلًا من البنزين والديزل، كما أصبح بالإمكان -أيضًا- استخراج الغاز الحيوي واستخدامه في التدفئة أو في توليد الكهرباء.
وطبقًا للاتحاد الدولي للنقل الجوي، تؤدّي عملية حرق الوقود الحيوي إلى إطلاق الكربون الذي امتُصّ سابقًا من الغلاف الجوي بواسطة النباتات، ما يعني أن تأثير ثاني أكسيد الكربون لديها "محايد" تقريبًا.
وقود الطائرات المستدام
أوضحت وثائق الميزانية أن وقود الطائرات المستدام بدأ يدخل السوق الأميركية، ولكن بوتيرة بطيئة للغاية، إذ يشكّل الوقود المستدام -حاليًا- نسبة ضئيلة من إجمالي استخدام شركات الطيران.
وتساعد عملية تقديم الحوافز الضريبية لإنتاج وقود طيران مستدام -عن طريق توفير مزيد من المواد الأولية لإنتاجه- على إزالة الكربون من صناعة الطيران.
وقالت وثائق الميزانية إن وقود الطيران المستدام مؤهل -بالفعل- للحصول على ائتمان ضريبي بقيمة واحد دولار لكل غالون، ولكن ينتهي هذا الاستحقاق في ديسمبر/كانون الأول.
الهيدروجين الأخضر
أظهرت وثائق الميزانية أن الرئيس جو بايدن اقترح 3 دولارات لكل كيلوغرام من الهيدروجين المنتج بين 2022 و2024، الذي ينخفض إلى دولارين للكيلوغرام بين عامي 2025 و2027.
وأكدت الوثائق أن استخدام الهيدروجين منخفض الكربون -بصفته مصدرًا للوقود، أو مادة أولية صناعية أو لإنتاج الكهرباء وتخزينها- يمكن أن يلعب دورًا حاسمًا في تسريع الحد من انبعاثات الكربون.
وتشير الوثائق إلى أن "الهيدروجين منخفض الكربون فقط" مؤهل للحصول على الائتمان الضريبي، ما يعني أنه يجب إنتاجه بإحدى الطريقتين؛ الأولى عن طريق فصل جزيئات الماء إلى هيدروجين وأكسجين بالكهرباء -المولّدة من الطاقة النووية أو الطاقة المتجددة-، والثانية عن طريق إنتاجه من الغاز الطبيعي، ما دام الكربون المنبعث أثناء الإنتاج محجوزًا (عملية احتجاز الكربون).
ويُطبَّق الائتمان الضريبي على الهيدروجين المُنتَج لاستخدامه في صناعات الطاقة والصناعات الكيماوية والنقل.
ردّ فعل
تأتي ميزانية جو بايدن بعد أسبوع واحد من مطالبة ائتلاف من جماعات الضغط في مجال الطيران المشرعين بإصدار قانون يضمن تلقي تقنيات الطاقة النظيفة المتعلقة بالطيران للتمويل؛ بوصفه جزءًا من بنية تحتية ضخمة تعمل من خلال الكونغرس.
ودعت المجموعات إلى إعفاءات ضريبية لصالح وقود الطيران المستدام، وتمويل مبادرات أخرى مختلفة، بما في ذلك وقود الهيدروجين.
تعهّدات بايدن الخضراء
تعهّدت إدارة بايدن في أبريل/نيسان الماضي بخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري في الولايات المتحدة بنسبة 50-52%، بحلول عام 2030، مقارنةً بمستويات 2005.
وتأمل الإدارة الأميركية أن يساعد هذا الهدف الجديد في تحفيز الدول الأخرى ذات الانبعاثات الكبيرة على زيادة طموحها لمكافحة تغيّر المناخ.
ويدعم الهدف محاولات الولايات المتحدة استعادة الريادة العالمية في مكافحة الاحتباس الحراري، بعد أن سحب الرئيس السابق دونالد ترمب البلاد من الجهود الدولية للحد من الانبعاثات.
اقرأ أيضًا..
- من بين كل مصادر الطاقة المتجددة.. الوقود الحيوي أكبر الخاسرين نتيجة كوفيد19
- هل تجد صناعة الوقود الحيوي فُرصًا واعدة في عهد بايدن؟
- الرابحون من هدف بايدن خفض انبعاثات الكربون