مقاولو النفط والغاز في بحر الشمال يعتزمون التحول للطاقة المتجددة
في ظل التنافس العالمي لخفض الانبعاثات
نوار صبح
- ازدياد مستويات الثقة لدى مقاولي النفط والغاز للتأثير في تحوّل الطاقة
- 3 أرباع شركات سلاسل إمداد النفط والغاز تتوقع الانتقال إلى أعمال الطاقة المتجددة
- توقّع المقاولون أن يمثّل نشاط النفط والغاز 68% بحلول عام 2025
- ستُجري 37% من الشركات "تقييمًا" للأثر الكربوني لمورّديها عند منح العقود أو تجديدها
في مارس/آذار، أجْرت غرفة التجارة بمنطقة أبردين وغرامبيان، في المملكة المتحدة، استطلاعًا لآراء 100 مقاول ومشغّل يوظفون 27 ألفًا و400 شخص، وذلك بمشاركة وحدة "فرايسر أف ألاندر إنستيتيوت"، التابعة لجامعة "ستراثكلايد"، وشركة المحاسبة "كي إم بي جي".
كشفت نتائج الاستطلاع الذي نشر مؤخّرًا، ازديادًا في مستويات الثقة والتصميم لدى مقاولي النفط والغاز، في بحر الشمال، الذين يتطلعون بشكل متزايد للتأثير في تحوّل الطاقة، حسبما أورد موقع "إنرجي فويس".
سلاسل إمداد النفط والغاز
أشار الاستطلاع إلى أن 75% من شركات سلاسل إمداد النفط والغاز تتوقع الانتقال إلى أعمال الطاقة المتجددة خلال السنوات الـ3 إلى الـ5 القادمة.
ويُعدّ هذا هو أعلى مستوى سُجِّل منذ طرح السؤال لأول مرة في مسح النفط والغاز، الذي أجرته غرفة التجارة في أبردين وغرامبيان، في عام 2015.
وعلى ضوء الأزمة المناخية، وتغيّر الظروف الاستثمارية، توقّع المقاولون أن يمثّل نشاط النفط والغاز 68% من أعمالهم، بحلول عام 2025، بانخفاض عن المتوسط الحالي البالغ 86%.
وقال الشريك الأول لدى "كي إم بي جي" في أبردين، مارتن فيندلاي، إن الصناعة توشك على التحول، وإن العديد من نتائج الاستطلاع تشير إلى "شعور جماعي بالتوقع" المتفائل حول تحوّل الطاقة.
نظرة متفائلة
قال مارتن فيندلاي، إن هناك مفهومًا خاطئًا وشائعًا عن أن النفط والغاز هما السبب في الكثير من أزمة المناخ التي نواجهها، في حين إنهما يمثّلان، غالبًا، القوة الدافعة لثورة محتملة في مصادر الطاقة المتجددة، وأضاف أنه سيتعين على الشركات مواصلة ترسيخ خططها لإزالة الكربون.
وأشار نحو 38% من المستطلَعين إلى أنهم رغم التزامهم بالحياد الكربوني، لم يحددوا موعدًا نهائيًا لتحقيق ذلك، كما إن 30% أخرى ليس لديها هدف الحياد الكربوني.
ولم يتوقع فيندلاي، رغم اطمئنانه لمعرفة أن سلسلة التوريد لديها نظرة مستقبلية أكثر إيجابية، أن تقوم الشركات ببذل جهود إضافية لمعالجة هذا الأمر، على المدى القصير، رغم أهميته للحصول على أعمال جديدة.
ومن المتوقع أن تُجري 37% من الشركات "تقييمًا" للأثر الكربوني لمورّديها عند منح العقود أو تجديدها، خلال الـ12 شهرًا القادمة.
قد يكون القيام بذلك أمرًا حيويًا للفوز بالعمل. خلال الـ12 شهرًا القادمة ، تتوقع 37% من الشركات "تقييم" البصمة الكربونية لمورّديها عند منح العقود أو تجديدها.
استطلاع صناعة النفط
أظهر أحدث استطلاع لصناعة النفط أن 39% من المشاركين أكثر ثقة، مقارنة بالعام الماضي، بينما كان 33% أقلّ ثقة، حسبما أورد موقع "إنرجي فويس".
وأشار الاستطلاع الـ32، الذي نُشر في نوفمبر/تشرين الثاني 2020، إلى أن 78% كانوا أقلّ تفاؤلاً، مما وضع المعنويات عند أدنى مستوى لها منذ تراجع 2015.
- شركة بريطانية تستثمر 10 مليارات دولار في المشروعات الخضراء
- اتفاقية لشحن الهيدروجين الأخضر عبر ميناء خدمات النفط في إسكتلندا
- تدشين أول فرن يعمل بالهيدروجين لمصفاة تكرير في بريطانيا
وتعكس خطط التوظيف لدى بالشركات هذا الارتفاع، حيث قال ما يقرب من نصف المقاولين، إنهم يعتزمون توظيف مواهب جديدة في العام المقبل، ولكن استمرار انخفاض مستويات النشاط البحري، لن يعوّض عن الأضرار التي وقعت لصناعة النفط والغاز خلال الـ15 شهرًا الماضية.
بوادر التعافي من الأزمة
في ديسمبر/كانون الأول، قدّر رئيس إحدى نقابات العمّال أن 12 ألف وظيفة بقطاعي النفط والغاز في المملكة المتحدة، قد ضاعت في الأشهر الـ9 السابقة، كما أدّى تفشّي فيروس كوفيد-19 وتراجع أسعار السلع الأساسية في العام الماضي إلى تسريح أعداد كبير من الموظفين.
وقد أسهم اتّساع حملات التطعيم ضد الوباء، والقيود الدولية على إنتاج النفط والغاز، في رفع الأسعار واستقرارها، في حين أدّى اتفاق صفقة انتقال بحر الشمال مع حكومة المملكة المتحدة في مارس/آذار إلى تحسين الحالة المزاجية.
ولاقت الصفقة استحسانًا لاعترافها بدور صناعة النفط والغاز في المملكة المتحدة في الانتقال إلى الحياد الكربوني.
بموجب الاتفاقية، وافقت الصناعة على إجراء تخفيضات للانبعاثات، على المدى القريب، بينما تعهدت الحكومة البريطانية بتقديم الدعم المالي للشركات المتحمسة للمشاركة في مشروعات إزالة الكربون.
دعم التحوّل للطاقة المتجددة
توقّع غالبية المشاركين في الاستطلاع أن يؤثّر قرار حكومة المملكة المتحدة بسحب التمويل والدعم لمشروعات الوقود الأحفوري الخارجية تأثيرًا سلبيًا على أنشطة التصدير لديهم.
وتستطيع الشركات الصغيرة الاستمرار في الحصول على التمويل، خلال فترة سماح، مدّتها عام واحد، لمساعدتها على التكيّف، ويمكن للمورّدين الذين لديهم خطط انتقال "موثوقة" الاستمرار في الاستفادة من دعم تمويل الصادرات في المملكة المتحدة.
بالمقابل، وفي وقت سابق من هذا العام، حددت الحكومة الاسكتلندية خططًا لاتخاذ خطوة مماثلة.
وقال فيندلاي، إن سحب الدعم "غير مقبول دائمًا"، لكن الشركات ستجد طريقة للتكيف.
وأوضحت 83% من الشركات إنها ستفكر في سياسة عمل أكثر مرونة للتغلب على عادات العمل التي تغيّرت بسبب تفشّي الوباء.
اقرأ أيضًا..
- مزايا ضريبية وتسريح للعمال في شركات النفط والغاز الأميركية (إنفوغرافيك)
- إكوينور نموذجًا.. كيف تتحول شركة من النفط إلى الطاقة المتجددة؟
- إيني تنشئ أول مركز لتكنولوجيا التحول في مجال الطاقة والحياد الكربوني
- صفقة بحر الشمال.. خطة بريطانية لدعم تحول النفط والغاز إلى طاقة نظيفة