أخبار الغازالتقاريرتقارير الغازرئيسيةغاز

نورد ستريم 2.. روسيا تؤمن إمدادات الطاقة إلى أوروبا لعدة عقود

بعد تراجع أميركا عن معاقبة الشركة الروسية

آية إبراهيم

على الرغم من الانتقادات الأوربية المتكررة، ومحاولات الولايات المتحدة التصدي لمشروع خط أنابيب الغاز الروسي "نورد ستريم 2"، فإن المشروع يعدّ أحد المصادر الرئيسة لدول القارّة العجوز، وفي مقدمتها ألمانيا، لتوفير إمدادات الوقود خلال العقود القادمة.

تأتي أهمية المشروع - والذي نجا أخيرًا من العقوبات الأميركية، بعد تنازل إدارة الرئيس جو بايدن عن العقوبات المفروضة على الشركة الروسية المنفّذة للمشروع- في وقت تسعى فيه الدول الأوروبية إلى تقليل اعتمادها على الوقود الأحفوري، في إطار خطتها لتحقيق الحياد الكربوني بحلول 2050.

إمدادات الغاز الروسي لأوروبا

قال عضو اللجنة التنفيذية لشركة "وينترشال د إي أيه" الألمانية، ثيلو ويلاند: "أنا على ثقة من أن روسيا ستواصل تقديم الدعم المادي لإمدادات الطاقة إلى أوروبا على مدى العقود القادمة، ليس فقط بسبب توافر الموارد، لكن أيضًا لإنتاج الهيدروجين من الغاز الطبيعي عن طريق الانحلال الحراري للميثان، لخفض معدل الانبعاثات وتحقيق الحياد الكربوني".

وأضاف أنه جرى توفير 400 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي إلى أوروبا عبر نورد ستريم، منذ بدء تشغيله في عام 2011، لذلك، أسهم خط أنابيب الغاز في إمداد أوروبا بالطاقة بشكل فعّال وموثوق وصديق للبيئة، حسبما ذكرت وكالة تاس الروسية، اليوم الأربعاء.

وتعدّ شركة وينترشال القابضة، ومقرّها كاسل، أكبر منتج للنفط الخام والغاز الطبيعي في ألمانيا، وكانت شركة فرعية مملوكة بالكامل لشركة "بي إيه إس إف"، وتعمل وينترشال في مجال استكشاف وإنتاج النفط والغاز، مع عمليات في أوروبا وشمال أفريقيا وأميركا الجنوبية، فضلًا عن روسيا ومنطقة الشرق الأوسط.

موقع تنفيذ خط غاز نورد ستريم 2
موقع تنفيذ خط غاز نورد ستريم 2

رفع العقوبات الأميركية

انتهى الخلاف بين الولايات المتحدة وألمانيا، بإعلان إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن في وقت سابق من الشهر الجاري، عن نيتها التنازل عن العقوبات المفروضة على الشركة الروسية المشرفة على بناء خط الأنابيب، ما أسهم في تهدئة التوتر بين البلدين.

وترى إدارة بايدن أن الولايات المتحدة ليست على استعداد للتنازل عن علاقتها مع ألمانيا.

كانت العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة على مشروع خط أنابيب الغاز بين روسيا وألمانيا قد تسبّبت في انسحاب 18 شركة أوروبية على الأقلّ من المشروع، حيث رأت في ذلك الوقت أن المشروع يهدد الأمن عبر المحيط الأطلسي، من خلال زيادة اعتماد أوروبا على إمدادات الطاقة الروسية.

وأشار ويلاند إلى أن أوروبا لا تستطيع الاستغناء عن الغاز الطبيعي، بينما الإنتاج الداخلي يتراجع، وهناك رغبة متزامنة لتحقيق أهداف حماية المناخ.

أهمية نورد ستريم 2

يرى المسؤول الألماني أن نورد ستريم 2 مشروع مهم لتوفير الغاز لألمانيا والاتحاد الأوروبي وتنويع المصادر، كما تعدّ شبكات نقل الغاز الجديدة من الأصول المهمة في إطار البحث عن حلول قابلة للتطبيق، لبناء اقتصاد الهيدروجين.

وقال ويلاند: "إن خط أنابيب الغاز هو الجسر الذي يربط ألمانيا بروسيا، ويربط الاتحاد الأوروبي بشبكة الغاز الروسية، ومن الضروري توطيد العلاقات بين هذه الدول، والحفاظ عليها، وتجنّب تدميرها".

واستطرد: "نورد ستريم ونورد ستريم2 -كونهما جزءًا من الممر الشمالي- يقدّمان الطريق الأكثر وفرة إلى أوروبا، وبسبب القرار المتعلق بتوسيع البنية التحتية أو تحديثها، تمكّنت أوروبا من إنشاء مسار تنافسي وسوق غاز مترابط بشكل جيد".

و"نورد ستريم 2" مشروع روسي لمدّ أنبوبَي غاز بطاقة إجمالية تبلغ 55 مليار متر مكعب سنويًا، من الساحل الروسي، عبر قاع بحر البلطيق، إلى ألمانيا، وتمّ تنفيذ معظم أعمال المشروع.

وأكد ويلاند أنه يمكن إنتاج الهيدروجين الأزرق بكميات ضخمة من الغاز الطبيعي، مضيفًا أن إنتاج الهيدروجين منخفض الكربون عبر تقنيَتَي الإصلاح البخاري عن طريق احتجاز الكربون وتخزينه، والانحلال الحراري للميثان، مناسب تمامًا.

وتمتلك روسيا احتياطيات الغاز الطبيعي المطلوبة لعقود قادمة، فضلًا عن هيكل مناسب تحت الأرض لحقن ثاني أكسيد الكربون.

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق