ضريبة الاستهلاك قد تُجبر مصافي الصين على زيادة واردات النفط
تحرير - أحمد شوقي
من المحتمل أن تستورد الصين كميات أكبر من النفط الخام في المدة المقبلة، بعد قرار بكين المفاجئ بشأن فرض ضريبة الاستهلاك على بعض واردات مشتقات النفط.
والأسبوع الماضي أعلنت الصين اعتزامها تطبيق ضريبة الاستهلاك على واردات زيوت التشحيم خفيف اللزوجة والمركبات الأروماتية -مثل البنزين والتولوين والزيلين-، وذلك بدءًا من 12 يونيو/حزيران المقبل.
ويأتي هذا الإجراء ضمن خطة تعزيز سوق النفط الخام في الصين بقيمة 7 مليارات دولار، والمعلنة في مارس/آذار الماضي.
ومن شأن هذا القرار أن يُجبر مصافي التكرير على زيادة إنتاج تلك المشتقات النفطية محليًا، ومن ثم استيراد كميات إضافية من النفط، وكذلك تحويل بعض المواد الخام من المنتجات النفطية الأخرى، وفقًا لتحليل نشرته وكالة ستاندرد آند بورز غلوبال بلاتس.
زيادة واردات الصين
أظهرت بيانات صادرة عن الإدارة العامة للجمارك في بكين أن واردات الصين من الخام ارتفعت بنسبة 8% على أساس سنوي خلال الأشهر الـ4 الأولى من العام الجاري، لتصل إلى مستوى 10.97 مليون برميل يوميًا.
ومن المتوقع أن يؤدّي التحوّل في أنماط الإنتاج المحلي -نتيجة لفرض ضريبة الاستهلاك- إلى زيادة واردات النفط، مع حقيقة أن المصافي الصينية الحكومية ستكون الأكثر استيعابًا للكميات الإضافية من الخام، وفقًا للتقرير.
المصافي الحكومية في الصدارة
يرى محللو ستاندرد آند بورز أن المصافي التي تديرها الدولة سيكون لها نصيب الأسد من الشحنات الإضافية المتوقعة من النفط، في حين أن المصافي المستقلة ستتلقى أحجامًا أصغر نسبيًا.
ومن المرجح أن تُجبر ضريبة الاستهلاك على مزيج البيتومين المصافي المستقلة على استخدام حصتها من واردات الخام لشراء المواد الخام لإنتاج الأسفلت، حتى تجد طريقة أخرى للتحايل على هذه الطريقة، بحسب التقرير.
وأضاف المحللون أن شراء المصافي المستقلة لواردات النفط مقيد بحصة الاستيراد، كون الحكومة تحقّق في تجارة الحصص غير القانونية، ما قد يجعل شراء هذه المصافي المستقلة أقل.
وخصّصت بكين 118.52 مليون طن من حصة واردات الخام لنحو 43 مصفاة مؤهلة لعام 2021.
وحسبما ذكر التقرير، فإن نحو 50% من هذه الحصص قد استخدم لواردات الخام خلال الفترة من يناير/كانون الثاني إلى أبريل/نيسان الماضي.
خامات النفط المستفيدة
من المتوقع أن تستورد الصين النفط -الذي يحتوي على إنتاجية أعلى للديزل، مثل خامات الشرق الأوسط وإسبو الروسي (ESPO) وتوبي البرازيلي (Tupi)- لتعويض انخفاض المعروض، بحسب التقرير.
ولا يزال الطلب على خامات الشرق الأوسط يعتمد على الصين وسط تفشي فيروس كورونا في الاقتصادات الآسيوية الرئيسة.
وفي الوقت نفسه، من المتوقع أن تبحث المصافي المستقلة الصينية عن الخام الثقيل، ليحل محل خام ميري (Merey) الفنزويلي، الذي تستورده بوصفه مزيجًا من البيتومين، لتلبية إنتاج الأسفلت.
ومن المرجح أن يتحسّن الطلب على الأسفلت مع اقتراب موسم البناء، ما يشجّع المصافي على البحث عن المواد الخام التنافسية، وفقًا للتقرير.
اقرأ أيضًا..
- الصين.. ضريبة استهلاك على بعض واردات النفط
- من النفط إلى المعادن.. الصين تتوسع في استثماراتها بأفريقيا