التقاريرتقارير الغازتقارير النفطرئيسيةسلايدر الرئيسيةعاجلغازنفط

العالم سيظل بحاجة لإمدادات النفط والغاز رغم تحول الطاقة (تقرير)

تقلبات الأصول تُقدر بـ14 تريليون دولار

سالي إسماعيل

من المحتمل أن يخلق التحول العالمي في مجال الطاقة حالة من عدم اليقين بشأن أصول تُقدَّر قيمتها بنحو 14 تريليون دولار فيما يتعلق باستخراج النفط والغاز الطبيعي.

ويأتي ذلك في سياق تقرير نشرته شركة الاستشارات وود ماكنزي، اليوم الخميس، مع الإشارة إلى أنه حتى مع التحول السريع في الطاقة سيحتاج العالم إلى إمدادات النفط والغاز لعقود مقبلة.

وتتناقض هذه الرؤية بشكل صارخ مع التقرير الصادر مؤخرًا عن وكالة الطاقة الدولية، الذي يدعو لوقف تمويل مشروعات الوقود الأحفوري (النفط والغاز الطبيعي والفحم) على الفور إذا كان العالم يريد الوصول لهدف الحياد الكربوني بحلول عام 2050.

ومع تعافي العالم من جائحة كورونا، من المقرر أن يتجاوز الطلب على النفط والغاز الرقم القياسي البالغ 160 مليون برميل يوميًا من النفط المكافئ المسجل في عام 2019، وفقًا للتقرير.

مخاطر وتقلبات

يُعدّ النفط والغاز عملًا محفوفًا بالمخاطر، لكن حدّة هذه المخاطر خفّت على مرّ السنين من خلال عقيدة واحدة، وهي أن الطلب سيستمر في الارتفاع لأجل غير مسمى.

ومع اكتساب تحوّل الطاقة زخمًا، ربما يتلاشى هذا الاعتقاد، لكن هناك حقيقة مؤكدة، وهي استمرار الحاجة لإمدادات قطاعي النفط الغاز.

وتُقدّر وود ماكنزي أن نطاق التقييمات المستقبلية قبل خصم الضرائب لأنشطة التنقيب في قطاعي النفط والغاز تصل لنحو 14 تريليون دولار، حال التحول السريع في مجال الطاقة.

ويقارن ذلك مع سيناريو استمرار نمو الطلب لنحو عقد آخر، حيث تتراوح التقلّبات في أصول الاستكشاف لقطاعي النفط والغاز الطبيعي بين 9 إلى 23 تريليون دولار.

ويقول نائب رئيس شركة وود ماكنزي، فريزر مكاي، إنه بينما تمتعت الصناعة بنحو 100 عام من النمو شبه المستمر في الطلب، فإنها تجد نفسها الآن مضطرة لتوريد النفط والغاز لعالم يكون فيه مستقبل الطلب والأسعار غير مؤكد إلى حدّ كبير.

ويقول مكاي: "سيظل العالم بحاجة لإمدادات النفط والغاز لعقود قادمة، وسيظل حجم الصناعة هائلًا".

السيناريو الأول

تعتقد وود ماكنزي أن التحول التدريجي للطاقة -أو بعبارة أخرى استمرار نمو الطلب على النفط لنحو عقد آخر أو أكثر- من شأنه أن يشهد بقاء الطلب على النفط فوق 90 مليون برميل يوميًا حتى عام 2050.

ونتيجة لذلك، سيكون هناك حافز للاستثمار في الإمدادات الأكثر تكلفة، إضافة إلى دعم الأسعار أعلى بقليل من 80 دولارًا للبرميل بحلول عام 2030.

السيناريو الثاني

مع ذلك، إذا قرر العالم التصرف بشكل حاسم، والحدّ من ظاهرة الاحتباس الحراري إلى 2 درجة مئوية بحلول عام 2050، فإن الطلب على النفط سيبلغ ذروته قبل حلول عام 2025، وسيتراجع إلى 35 مليون برميل يوميًا بحلول عام 2050 أو أقلّ بنحو 70% عن مستويات الذروة.

كما سيبلغ متوسط سعر خام برنت 40 دولارًا للبرميل بحلول عام 2030، ثم سيواصل الانخفاض بعد ذلك، كما يشير التقرير.

ويرى مدير الأبحاث في وود ماكنزي، أنغوس رودجر، أن المشروعات الاستثنائية منخفضة التكلفة فقط ستنجح في جميع سيناريوهات الطلب.

وتابع: "حتمًا، سترتفع تكلفة رأس المال وتكلفة ممارسة الأعمال التجارية في مجال النفط والغاز".

مرونة الغاز الطبيعي

في كلا السيناريوهين، سيظل الطلب على الغاز الطبيعي وأسعاره يتمتعان بالمرونة، بحسب التقرير.

وتقول وود ماكنزي إن هذا يأتي بدعم استبدال الفحم بالغاز الطبيعي في آسيا، مضيفة أن هذا سيجذب المزيد من الاستثمارات نحو إنتاج الغاز بدلاً من النفط.

ومن شأن السيناريو الأول إبقاء أسعار الغاز الطبيعي المسال عند نطاق يتراوح بين 8 إلى 9 دولارات لكل مليون وحدة حرارية بريطانية حتى عام 2040 وما بعده.

بينما في السيناريو الثاني، ستظل أسعار الغاز المسال قوية عند مستوى يتراوح بين 7 إلى 8 دولارات لكل مليون وحدة حرارية بريطانية، قبل أن تبدأ في الانخفاض بعد عام 2040.

وطبقًا للتقرير، من المرجح أن تتحول الاستثمارات إلى الغاز الطبيعي، ما ينهي هيمنة النفط الممتدة لفترة طويلة.

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق