تداعيات كورونا تعزز حركة ناقلات خام ألاسكا إلى الصين
وسط قلق السلطات الفيدرالية من تعطل السفن
نوار صبح
- أدّى انخفاض الطلب في الساحل الغربي إلى زيادة الإبحار إلى الموانئ الخارجية وخاصة إلى الصين
- هناك3 مرافئ فقط تلتزم بأفضل ممارسات الرابطة للسفن الكبيرة في المياه الجنوبية الوسطى
- الظروف البيئية المتقلّبة تجعل الرسو في المياه المفتوحة بخليج ألاسكا مغامرة تتراوح بين التهور والإهمال
- الخدمات اللوجستية تمنع كبار منتجي الفط من استخدام ناقلاتهم للإبحار عبر المحيط الهادئ، ولذلك يتعاقدون مع مشغّلي السفن الأجانب
في منتصف أبريل/نيسان الماضي، وخلال انتظارها زوارق القطر المرافقة إلى محطة "فالديز" البحرية، بولاية ألاسكا الأميركية، سحبت ناقلة النفط "ستينا سويد"، غير المحمّلة، مرساتها لما يقرب من 6.43 كيلومترًا، وسط أمواج خليج ألاسكا، مما أدى إلى عطب رافعة المرساة على متنها.
بعد عدّة ساعات، أجبر هبوب الرياح المتواصل طاقم الناقلة على عكس مسارها في محاولة لسحب المرساة، وفي غضون ذلك، انجرفت الناقلة "ستينا سويد" إلى موقع يبعد 26.55 كيلومترًا عن مدخل جزيرة هينشينبروك، حسبما أفادت صحيفة "أنكوريج دايلي نيوز" الأميركية.
في وقت متأخر من يوم 16 أبريل/ نيسان الماضي، وبعد جهد كبير، وصلت الناقلة "ستينا سويد" إلى محطة "فالديز" البحرية، ثم غادرت المحطة في 17 أبريل/ نيسان.
قلق السلطات الفيدرالية
رغم أن أضرار الناقلة، التي تحمل علم برمودا، اقتصرت على ذلك، أثارت الحادثة قلق السلطات الفيدرالية المكلفة بمتابعة نشاط صناعة النفط في مضيق الأمير ويليام، حسبما أفادت صحيفة "أنكوريج دايلي نيوز" الأميركية.
وتولّد ذات القلق لدى رابطة الملاحين البحريين، الذين يرافقون السفن الكبيرة في مياه جنوب ألاسكا الضحلة والخادعة، في كثير من الأحيان، بالقرب من الشاطئ.
ووفقًا للمجلس الاستشاري لمواطني الأمير وليام ساوند الإقليمي، وخدمة تتبّع السفن، قرر طاقم الناقلة "ستينا سويد"، التي يبلغ طولها 247 مترًا بإعادة إنزال المرساة، بعد تعطُّل محرك الرافعة، وعملوا على إصلاح رافعة المرساة، مع اشتداد الرياح في 14 أبريل/ نيسان.
مياه ألاسكا
منذ العام الماضي، تعبر المزيد من السفن التي ترفع أعلامًا أجنبية مياه ألاسكا، حيث أدّى انخفاض الطلب في الساحل الغربي إلى زيادة الإبحار إلى الموانئ الخارجية، وخاصة إلى الصين، منذ مايو/ أيار الماضي.
وقالت المتحدثة باسم المجلس الاستشاري لمواطني الأمير وليام ساوند الإقليمي، بروك تيلور، إن محاولة الرسو في خليج ألاسكا المفتوح أثارت حفيظة المجلس تجاه زيادة وتيرة الناقلات الأجنبية التي يستأجرها منتجو "نورث سلوب" لنقل خام ألاسكا إلى مصافي التكرير في جميع أنحاء العالم.
وأكدت تايلور أن المجلس مهتم بمعرفة تفاصيل إضافية عن إجراءات التدقيق التي تعتمدها شركات النفط لانتقاء مشغّلي الناقلات المستأجرة.
مخاطر جنوح السفن في الخليج
أعربت تايلور عن ارتياحها لكون الناقلة "ستينا سويد" غير محمّلة بالنفط الخام، رغم احتوائها على آلاف لترات الوقود، التي قد تُعرّض طاقم السفينة، ومياه خليج ألاسكا، للمخاطر.
وقالت تايلور، إن المجلس يريد في المقام الأول معرفة المزيد حول كيفية توصيل أفضل الممارسات التشغيلية الفريدة والمتطلبات التنظيمية في ألاسكا إلى أطقم الناقلات المستأجرة قبل انطلاق رحلتها.
وفي اجتماع منقول بتقنية الاتصال المرئي بتاريخ 6 مايو/ أيار، قال مسؤولو خفر السواحل، إن مسؤولي طاقم الناقلة "ستينا سويد" سألوا عمّا إذا كان لدى خفر السواحل أيّ اعتراض على جنوح الناقلة في الخليج، دون أن يطلبوا المساعدة.
بتاريخ 22 أبريل/ نيسان، وجّه رئيس رابطة الملّاحين، في جنوب غرب ألاسكا، النقيب جو مارتن رسالة إلى قائد قطاع خفر السواحل، النقيب ليان إم لوسك، تفيد أن هناك 3 مرافئ فقط مقبولة تلتزم بأفضل ممارسات الرابطة للسفن الكبيرة، في المياه الجنوبية الوسطى.
وتوجد هذه المرافئ في "نولز هيد" بمضيق الأمير ويليام، شرق "هومر سبيت"، في خليج كاشماك، وفي ميناء "سانت بول"، بالقرب من كودياك.
وألمح النقيب جو مارتن، في رسالته، دون ذكر الناقلة "ستينا سويد" تحديدًا، إلى أن الرابطة لا ترى أيّ مرفأ آمن في خليج ألاسكا ضمن منطقة إرشاد السفن التجارية البحرية الكبيرة والمياه البحرية المجاورة سوى المرافئ المذكورة.
ورأى مارتن أن الظروف البيئية المتقلبة، التي قد تظهر في أيّ وقت من السنة، تجعل الرسو في المياه المفتوحة في خليج ألاسكا، مغامرة تتراوح بين التهور والإهمال.
الجدير بالذكر أن الملاحين البحريين يستقلون سفنًا كبيرة قبالة ساحل ولاية ألاسكا، ويقدّمون العون لأطقم العمل عند الإبحار في المياه القريبة من الشاطئ، التي غالبًا ما تصادف مدًّا وجزرًا غريبًا أو طقسًا متقلبًا.
زيادة عدد الناقلات في خليج ألاسكا
قال المحامي والمحلل المتخصص في صناعة النفط في ألاسكا براد كيثلي، الذي يتتبّع شحنات خام ألاسكا أسبوعيًا، إن تفشّي وباء كوفيد-19 كان السبب الرئيس وراء ازدياد عدد الناقلات التي ترفع أعلامًا أجنبية تزور محطة "فالديز" في الأشهر الأخيرة.
وأدّى الانخفاض الحادّ في الطلب على وقود النقل في الولايات المتحدة إلى إلحاق ضرر كبير بمنتجي النفط في ألاسكا وبميزانية الدولة في الربيع الماضي.
وأجبر ذلك المصافي المنتشرة على امتداد الساحل الغربي -حيث يُرسَل نفط ألاسكا عادةً- إلى تقليص الإنتاج واحتياجاتها من النفط بشكل حادّ، ممّا دفع المنتجين إلى استئجار ناقلات أجنبية ينتهي بها المطاف في الصين، حسبما أفادت صحيفة "أنكوريج دايلي نيوز" الأميركية.
وأضاف براد كيثلي أن منتجي ألاسكا أرسلوا ما معدّله 2% تقريبًا من نفطهم إلى مصافي التكرير الأجنبية في السنوات السابقة لعام 2020، وارتفعت تلك النسبة في العام الماضي إلى 11%، وبلغت ذروتها عند 17% في الربع الثاني عند ازدياد تخمة النفط العالمية.
وقال، إن الخدمات اللوجستية تمنع كبار المنتجين من استخدام ناقلاتهم للإبحار عبر المحيط الهادئ، ولذلك يتعاقدون مع مشغّلي السفن الأجانب لنقل نفطهم.
وقال كيثلي، إن من المرجح أن تستمر الناقلات الأجنبية في القدوم ما دام الطلب من مصافي الساحل الغربي ضعيفًا واستقر على الأقلّ، مؤقتًا، عند نحو 20% أقلّ من مستويات 2019.
وعزا كيثلي السبب لتفشّي الوباء، وألمح إلى أن الأمر مرهون بمدى عودة الطلب الكامل في مصافي الساحل الغربي، كما أشار إلى أن بعض مالكي المصافي في كاليفورنيا التزموا بتحويل منشآتهم إلى إنتاج الديزل المتجدد.
خط أنابيب ترانس ألاسكا
تشير الخريطة البحرية التي قدّمها المجلس إلى أنه بدءًا من 6 مايو/ أيار، جرى تحميل ناقلات ترفع أعلامًا أجنبية في محطة "فالديز" 11 مرة منذ بداية عام 2020، من أصل 279 زيارة، بينما قامت الناقلات الأجنبية بـ8 زيارات فقط لمحطة "فالديز"، في السنوات الثلاث السابقة.
وقال روب كينير، مدير الشحن في شركة "هارفست ميدستريم"التابعة لشركة "هيلكورب إنرجي"، خلال اجتماع مجلس الإدارة، إن الشركة، التي تمتلك 49% من شبكة خط أنابيب "ترانس ألاسكا" لديها سفن مستأجرة عندما انحسرت حركة الناقلات التي تعمل في الساحل الغربي.
من جهتها، قالت المتحدثة باسم شركة "خدمات خط أنابيب أليسكا"، كيت دوغان، إن قانون التلوث النفطي لعام 1990 يقضي بأن تتمتع الناقلات الأجنبية بميزات التصميم، والهياكل المزدوجة، مثل سائر الناقلات المصمّمة خصيصًا للتعامل مع محطة "فالديز".
اقرأ أيضًا..
- شل تعتزم التنقيب عن النفط والغاز في الأسكا الأميركية
- جراح نفطية غائرة في ولاية ألاسكا الأميركية
- تمديد قرار منع كونوكو فيليبس من العمل بمشروع تطوير النفط في ألاسكا