إيلون ماسك وبيزوس وغيتس.. كيف يواجه مليارديرات التكنولوجيا أزمة التغيّر المناخي؟
أحمد شوقي
- أغنى 3 أشخاص في العالم لديهم خطط مختلفة لمواجهة تغيّر المناخ
- إيلون ماسك تعهّد باستثمار 100 مليون دولار في تقنيات جديدة لاحتجاز الكربون
- بيل غيتس يرى أن الطاقة النووية هي المستقبل في مواجهة تغيّر المناخ
- مؤسس أمازون يقدّم تبرعات لدعم عملية إعادة تشجير الغابات
- مليارديرات التكنولوجيا في مرمى الانتقادات رغم الاهتمام بأزمة المناخ
مع التنافس الشديد بين أثرياء التكنولوجيا في الاستثمار في قطاعات مختلفة، يُولي هؤلاء أهمية كبيرة لتغيّر المناخ من أجل إثبات وجودهم في عالم قد تُغيّره هذه الأزمة.
ويتّخذ أغنى 3 أشخاص في العالم -في مجال التكنولوجيا بشكل خاص- خططًا مختلفة لمواجهة التغيّر المناخي، إذ يهتم مؤسس أمازون، جيف بيزوس، بالتبرع لمنظمات الحفاظ على البيئة، في حين يستثمر مؤسس تيسلا، إيلون ماسك، بتقنيات احتجاز الكربون، بينما يرى مؤسس مايكروسوفت، بيل غيتس، أن الطاقة النووية هي المستقبل.
ويمتلك المليارديرات الثلاثة أكثر من 520 مليار دولار -بحسب مؤشر بلومبرغ للأثرياء- وبعض أكبر البصمات الكربونية الشخصية على هذا الكوكب، لذا أفضل ما يمكن أن يمتلكوه في الوقت الحالي خطة لإنقاذ العالم من التغيّر المناخي.
إيلون ماسك
لا شك أن أثرياء التكنولوجيا أصبحوا أكثر اهتمامًا بقضية تغيّر المناخ، وإن اختلفت جهودهم تجاه مواجهة هذه الأزمة.
في يناير/كانون الثاني الماضي، تعهّد الرئيس التنفيذي لشركة تيسلا، إيلون ماسك، باستثمار 100 مليون دولار في تقنيات جديدة لاحتجاز الكربون، وهي عملية إزالة انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، إمّا بشكل مباشر من الهواء، أو قبل أن تنبعث من المصانع ومحطات الطاقة.
ويأتي هذا التعهد بعد إنفاقه مبلغًا قدره مليون دولار على الأشجار في عام 2019، عندما قدّم تبرعًا لصاحب قناة ميستر بيست، جيمي دونالدسون، لمساعدته في الوصول إلى هدف إنفاق 20 مليون دولار على زراعة الأشجار.
وفضلًا عن ذلك، يتزعّم إيلون ماسك صناعة تقع في موقع الصدارة في المساعدة على مواجهة التغيّر المناخي، والابتعاد عن الوقود الأحفوري، حيث يترأّس تيسلا، أكبر شركة لصناعة السيارات الكهربائية الصديقة للبيئة، والبطاريات المنزلية.
بيل غيتس
أمضى غيتس الـ20 عامًا الماضية في استخدام ثروته لمعالجة القضايا الكبيرة، بما في ذلك الفقر والمرض وتغيّر المناخ.
ويعتقد غيتس أن الطاقة النووية هي المستقبل في مواجهة تغيّر المناخ، إذا تهدف شركة تيراباور، التي أسسها عام 2008، إلى بناء مفاعل نووي متقدم يعمل بكامل طاقته.
وأنشأ غيتس صندوق بريكثرو إنرجي -الذي يدعمه أيضًا مايك بلومبرغ وجورج سوروس ومارك زوكربيرغ- للاستثمار في المشروعات عالية المخاطر وطويلة الأجل، والتي تهدف إلى الوصول بالعالم للحياد الكربوني وتقليل الاحتباس الحراري.
هذا، ويدعو غيتس في كتابه الجديد -كيفية تجنّب كارثة مناخية- إلى تغييرات ضريبية واستثمارات كبيرة من الحكومات لمعالجة ما يسمّيه العلاوة الخضراء، وهي فرق التكلفة بين المنتج الذي ينبعث منه الكربون والآخر الذي لا ينبعث منه.
جيف بيزوس
من جهة أخرى، أنشأ مؤسس أمازون، صندوق بيزوس إيرث، بقيمة 10 مليارات دولار في فبراير/شباط من العام الماضي، لتقديم الدعم المالي للعلماء والمنظمات غير الحكومية والنشطاء والقطاع الخاص.
وحتى الآن، قدّم هذا الصندوق منحًا للعديد من المنظمات التي تركّز على عملية إعادة تشجير الغابات.
وفي نوفمبر/تشرين الثاني 2020، قدّم صندوق بيزوس إيرث أول تبرّع بقيمة 791 مليون دولار في شكل منح لمجموعة من مؤسسات الحفاظ على البيئة والمناخ.
كما وضع بيزوس تعهدًا مناخيًا لشركة أمازون يستهدف الوصول للحياد الكربوني بحلول عام 2040، من خلال التحول إلى الطاقة المتجددة، وشراء 100 ألف سيارة توصيل كهربائية.
هل يسيرون على الطريق الصحيح؟
رغم التعهدات والجهود المختلفة لأثرياء التكنولوجيا، الذين أصبحوا بلا شك أكثر اهتمامًا بالتغيّر المناخي، فإنهم لم يسلموا من الانتقادات.
ورغم اهتمام ماسك بالتغيّر المناخي، حيث يدير شركة سيارات كهربائية صديقة للبيئة نسبيًا، فقد تعرّض لانتقادات بسبب تأييده لعملة البيتكوين، التي تعدّ واحدة من أكبر مصادر انبعاث ثاني أكسيد الكربون في العالم.
وفي الوقت نفسه، رغم دعمه لمنظمات الحفاظ على البيئة، وتعهّد أمازون لتحقيق الحياد الكربوني بعد 20 عامًا، طالت الانتقادات جيف بيزوس، بسبب زيادة التلوث، التي تحدثها عملاق التجارة الإلكترونية، جراء طائراتها وشاحناتها واستخدام كميات مفرطة من الكرتون عند تغليف منتجاتها -رغم أن شركة التجارة الإلكترونية تقول، أن عبواتها قابلة لإعادة التدوير بنسبة 100%.
بينما يُهاجم بيل غيتس -أكبر مالك للأراضي الزراعية في الولايات المتحدة- كونه لا يرى أن زراعة الأشجار حل سحري لمواجهة التغيّر المناخي.
ومن المتعارف عليه أن زراعة الأشجار تُعدّ من بين أكثر طرق احتجاز الكربون كفاءة على وجه الأرض.
اقرأ أيضًا..
- ثروة مليارديرات الطاقة حول العالم تقفز 51 مليار دولار خلال 3 أشهر
- مسح: مخاوف تغيّر المناخ عالميًا أقل حدة خلال 2021