بعد الدعم الحكومي.. خسائر بيمكس المكسيكية تتراجع إلى 1.8 مليار دولار
خلال الربع الأول من 2021
آية إبراهيم
أسهم الدعم الحكومي، الذي قدّمه الرئيس المكسيكي أندريس مانويل لوبيز أوبرادور، إلى شركة بيمكس للنفط، لإنقاذها من الديون، في تراجع خسائرها خلال الربع الأول من العام الجاري.
ويرى المستثمرون ووكالات التصنيف الائتماني أن هذا الدعم ليس كافيًا لينقذ شركة النفط الحكومية من الخطر.
وقالت شركة بتروليوس ميكسيكانوس "بيمكس"، أمس الجمعة، إن صافي خسائرها تقلّص بنسبة 93%، ليصل إلى 1.8 مليار دولار في الربع الأول، بعد ارتفاع المبيعات وانخفاض الواردات، وإقرار التخفيضات الضريبية التي خفّفت الضغط على شركة النفط الحكومية المثقلة بالديون، حسبما ذكرت وكالة رويترز الإخبارية.
وأعلنت بيمكس -في بيان لها- تسجيل خسارة صافية في الربع الأول من هذا العام بلغت 37.297 مليار بيزو، ما يعادل 1.8 مليار دولار أميركي.
رأسمال بيمكس
تسبّبت تحركات العملات الأجنبية وتكاليف التمويل والمشتقات في خسائر لبيمكس، إلا أنها استطاعت تحقيق إجمالي دخل بنحو 317.6 مليار بيزو (15.7 مليار دولار أميركي) خلال المدة من يناير/كانون الثاني حتى نهاية مارس/آذار الماضي.
وارتفع دخل الشركة المكسيكية بنسبة 12%، مقارنة بالربع نفسه من العام الماضي مع نمو المبيعات في المكسيك ودول أخرى وتعافي أسعار النفط.
الدعم الحكومي
قال رئيس أبحاث الائتمان في "بي بي في إيه" في المكسيك، إدغار كروز، إنه يتوقع أن يتعافى الدخل والأرباح الصافية هذا العام بدعم حكومي كبير.
وتُعَدّ بانكو بيلباو فيزكايا أرغنتاريا "بي بي في إيه" شركة إسبانية متعددة الجنسيات للخدمات المالية، مقرها مدريد وبلباو في إسبانيا، وهي واحدة من كبرى المؤسسات المالية في العالم.
وقال كروز: "بدءًا من هذا الربع يمكننا أن نرى تأثير المساعدة التي ستقدمها الحكومة المكسيكية إلى شركة بيمكس هذا العام".
وأضاف كروز أن انخفاض الضرائب والدعم المالي الإضافي من حكومة الرئيس المكسيكي أندريس مانويل لوبيز أوبرادور، يدعمان الشركة بشكل فاعل، بالإضافة إلى خطوط الائتمان الحالية مع المصارف "سيكونان كافيين"، حتى تنجح شركة الحفر خلال العام.
ديون بيمكس
ارتفع الدين المالي لشركة النفط الأكثر مديونية في العالم بمقدار 700 مليون دولار أميركي أخرى خلال الربع إلى 113.9 مليار دولار أميركي.
وديون بيمكس -التي تبلغ قيمتها عشرات المليارات من الدولارات- مستحقة لمستثمرين في جميع أنحاء العالم، والشركة ملتزمة بسداد 6.4 مليار دولار أميركي هذا العام.
وقال المدير المالي لبيمكس، ألبرتو فيلاسكيز، إن بيمكس ستحصل على مزيد من الدعم الحكومي في الأشهر المقبلة، للوفاء بالتزاماتها، لكن الشركة ليست لديها خطط للاستفادة من أسواق السندات الدولية.
إنتاج بيمكس
أنتجت بيمكس متوسط 1.75 مليون برميل من النفط الخام يوميًا، باستثناء الشركاء، بانخفاض 1.4%، كما انخفض إنتاج الغاز الطبيعي، باستثناء الشركاء، بنسبة 0.4% إلى نحو 3.7 مليار قدم مكعبة يوميًا.
وعالجت بيمكس نحو 747 ألف برميل يوميًا خلال الربع الأول من العام الجاري، بزيادة 38% بعد إعادة تأهيل أنظمة التكرير.
ودعّم الرئيس المكسيكي -الذي راهن سمعته على إحياء شركة بيمكس- الشركة بحياة عملية جديدة، في شكل ضخ نقدي وإعادة تمويل السندات وخفض الضرائب.
الضرائب المُسدَدة
دفعت بيمكس ضرائب أقل بنسبة 11.3%، مقارنة بالربع الأول من عام 2020، كما تلقت دعمًا بـ32 مليار بيزو (1.5 مليار دولار أميركي) في فبراير/شباط.
وأثرت الإجراءات على التصنيف الائتماني السيادي، إذ أشار محلل وكالة موديز إلى إمكان الحصول على مزيد من الدعم بوصفه سببًا لإبقاء الوكالة على توقعات المكسيك سلبية.
كما اتخذ لوبيز أوبرادور سلسلة من الخطوات التي تهدف إلى إضعاف تأثير منافسي بيمكس، بما في ذلك التغييرات في تشريعات الطاقة التي تعزِّز قوتها السوقية على حساب الشركات الخاصة.
بيمكس ما زالت في خطر
يجادل لوبيز أوبرادور الرأي الآخر أن تحرير الحكومة الأخيرة لسوق الطاقة وضع بيمكس ومرفق الطاقة الحكومي كومسيون فيدرال دي إلكتريكيداد في خطر.
وقال المستثمرون ووكالات التصنيف الائتماني إن خطط لوبيز أوبرادور غير كافية لمعالجة المشكلات المالية والتشغيلية لشركة بيمكس.
وقبل خسارة الربع الأول، بسبب تشوهات الصرف الأجنبي، سجّلت شركة بيمكس ربعين متتاليين من صافي الأرباح.
وعلى الرغم من الانتعاش في النصف الثاني من عام 2020، سجلت أكبر شركة حكومية في المكسيك العام الماضي خسارة صافية بلغت نحو 480 مليار بيزو (23.7 مليار دولار أميركي).
وقال المسؤول السابق بوزارة المالية المكسيكية -الذي يشغل الآن منصب كبير الاقتصاديين في المكسيك في بنك إيتاو البرازيلي- جوليو رويز، إن التغييرات التشريعية الأخيرة لن تكون كافية لتغيير مسار الشركة، ولكنها ستكسب بعض الوقت فقط.
اقرأ أيضًا..
- شركة النفط المكسيكية توقف تشغيل مجمع بتروكيماويات بعد انقطاع الكهرباء
- المكسيك تتّجه لتأجيل إصلاحات الطاقة.. وإعادة تمويل لأعباء ديون "بيمكس"