منوعاتالتقاريرتقارير منوعةرئيسية

بعد زيادة الطلب على الليثيوم.. صناعة السيارات الكهربائية معرضة لانتكاسة

واحتجاجات بيئية تواجه استثمارات أهم عناصر صناعة البطاريات

حياة حسين

اقرأ في هذا المقال

  • إيلون ماسك يغرد ساخرًا من اتّهامه بدعم بلاده في مساندة انقلاب بوليفيا بسبب الليثيوم
  • توقعات بارتفاع سعر الليثيوم عدّة أضعاف بحلول عام 2030
  • تطوير منجم لليثيوم في صربيا يثير مخاوف نشطاء البيئة والسكان
  • تزداد أهمية الليثيوم عالميًا بسبب إجراءات حماية المناخ وخفض الانبعاثات الكربونية
  • اكتشافات حديثة تجعل صربيا تستحوذ على 10% من الطلب العالمي على الليثيوم
  • الارتفاع السريع لإنتاج السيارات الكهربائية سيؤدي لعجز في المعروض من الليثيوم بحلول 2027
  • بوليفيا تضم 30% من خام الليثيوم في العالم

تتوجه العديد من دول العالم نحو زيادة الاستثمار في كل مشروعات الطاقة النظيفة، ضمن المساعي الدولية لخفض الانبعاثات وتحقيق الحياد الكربوني بحلول منتصف القرن الحالي.

السيارات الكهربائية واحدة من أهم عناصر تحوّل الطاقة، حيث شهدت خلال الفترة الأخيرة تناميًا كبيرًا في المبيعات واستحوذت على حصص واسعة من سوق سيارات الوقود، وهو ما يزيد الطلب على خام الليثيوم، الذي يعدّ العنصر الرئيس في صناعة بطاريات السيارات الكهربائية، وكذلك بطاريات تخزين الكهرباء.

زيادة أسعار الليثيوم

كشف تقرير حديث لشركة أبحاث الطاقة ريستاد إنرجي أن الارتفاع السريع لإنتاج السيارات الكهربائية سيؤدي إلى عجز في المعروض من الليثيوم بحلول عام 2027.

ويشير التقرير إلى أن العجز في المعروض من المعدن سيؤدي إلى تأخير إنتاج ما يعادل نحو 3.3 مليون سيارة كهربائية، تعمل ببطارية سعتها 75 كيلوواط/ساعة.

كما قد يؤدي العجز في المعروض إلى زيادة أسعار الليثيوم 3 أضعاف الأسعار الحالية بحلول عام 2030، ما يُشكّل ضغطًا إضافيًا على إنتاج السيارات الكهربائية.

وأشار تقرير لمنصة "إس آند بي غلوبال"، إلى ارتفاع سعر الليثيوم بنسبة 11% في مارس/آذار الماضي، ليسجل نحو 10 آلاف دولار للطن، وهي أكبر زيادة شهرية منذ بدء تعافي الأسعار في يناير/كانون الثاني.

الليثيوم
مواد خام خاصة بالليثيوم

احتجاجات في صربيا

تُعوّل صربيا ودول أخرى مثل بوليفيا، على خام الليثيوم -الذي بدأت تكتشف وجوده في أراضيها بكميات كبيرة- آمالًا كبيرة ليكون مصدرًا رئيسًا للدخل، في وقت تثور فيه الاحتجاجات من نشطاء البيئة وسكان المناطق القريبة من المناجم

ويواجه منجم لخام الليثيوم في صربيا-تستعد شركة "ريو تينتو"، وهي من كبرى شركات المعادن والتعدين في العالم لتطويره، في مكان قريب من مدينة لوزنيكا- معارضة شرسة من نشطاء البيئة والسكان.

تطوير المنجم في 2026

من المقرر أن تبدأ الشركة تطوير المنجم عام 2026، ووضع الإنشاءات اللازمة العام المقبل، لكن عدم وجود دراسات لآثاره البيئية المحتملة في التربة والهواء، إحدى أهم نقاط المعارضين له، حسبما ذكر موقع "إيميرجينج يورب".

اكتشفت شركة ريو تينو الأنغلو-أسترالية منجم جاداريتي في وادي نهر جادار -أحد روافد نهر درينا- عام 2004، وهو يحتوي على خامي الليثيوم والبورون، وهما من الخامات الرئيسة اللازمة لعدد من الصناعات.

وتشير بعض التقديرات إلى أن المنجم قد يحتوي على 200 مليون طن من خام الليثيوم، ما يجعل صربيا من بين أكبر المنتجين له عالميًا، كما ستكون صربيا مصدرًا لنحو 10% من الطلب العالمي على خام الليثيوم، إلّا أن بعض الخبراء يعتقدون أن أراضي صربيا لا تُخفي في باطنها أكثر من 1.5% من خام الليثيوم.

وتزداد أهمية الليثيوم عالميًا بسبب إجراءات حماية المناخ، وخفض الانبعاثات الكربونية، كونه خامًا تُصنّع منه بطارية السيارة الكهربائية غير الملوثة للبيئة.

سجلّ أسود

سجلّ شركة ريو تينتو الأسود في أقليم بوغاينفيلي بدولة غينيا، أسهم في زيادة إطلاق سهام نشطاء البيئة والسكان ضدّها بداية من أبريل/نيسان الماضي.

ويعاني سكان الأقليم مشكلات صحية ذات علاقة بمنجم نحاس وذهب، أنهت الشركة تطويره قبل 20 عامًا.

وقال رئيس منظمة بودرنجي (فريق ضد الفساد) "بي إيه كيه تي"، ميروسلاف ميجاتوفيك: "إنها قائمة طويلة من المخاطر تهدد غرب صربيا وشرق البوسنة والهرسك من بدء العمل في المنجم"، حيث يقع المنجم في منطقة على الحدود بين صربيا والبوسنة والهرسك.

وتُعدّ المنظمة من أكبر المعارضين لخطط ريو تينتو لاستخراج الليثيوم من المنجم.

وأضاف أن "من بين المشكلات التي تؤكد مخاوفنا عمر المنجم المتوقع الذي لن يقلّ عن 60 عامًا، ما يعني تراكم مخلّفات -ملوّثة مُحمّلة بمواد كيميائية ثقيلة- لن تقلّ عن 90 طنًا".

وتكشف عمليات الاستكشاف الأولية للمنجم عن الآثار البيئية المتوقعة، إذ ألحقت الضرر بالمياه الجوفية في الوادي بزيادة نسبة ملوحتها، وتتفاقم تلك المشكلة مع عملية التطوير، وفقًا لرئيس المنظمة.

أضرار الليثيوم

المشكلة الرئيسة للتلوث الناجم عن تطوير المنجم ستكون تدمير التربة الخصبة في المنطقة، التي لا يمكن علاجها لتكون صالحة للزراعة مرة أخرى، حسب وجهة نظر رئيسة أساتذة مركز الهندسة والكيمياء البيئية، دراغانا دورديفيك.

وأضافت أن "عملية التنجيم لاستخراج الخام تعني نقل عناصر سامة من باطن الأرض إلى سطحها، لتتراكم بجانب المخلّفات الملوثة، ما يزيد من نسب تلوّث التربة".

كما يزيد من الأضرار مخلّفات أطنان من حامض الكبريت التي ستحتاجها الشركة في عمليات استخراج الليثيوم يوميًا، ما يعني أن المنجم سيسبب تلوثًا للتربة والهواء والماء، وفقًا لدورديفيك.

ويلفت ميجاتوفيك الانتباه إلى أزمة أخرى، وهي أن مخاطر التلوث تزيد من مشكلة الفيضانات التي تتعرض لها المنطقة.

مشكلات الفيضانات

قال دورديفيك، إنه من المتوقع حدوث الفيضانات في كثير من الأحيان بسبب تغيّر المناخ، مشيرًا إلى تسرّب المخلفات الذي حدث في عام 2014 في منجم "ستوليس" في المنطقة، إذ كانت نسبة 40% من الأضرار مرتبطة بالمخلفات، رغم أن كميتها كانت أقلّ بنحو 100 مرة مما يُتوقع أن يولّده منجم الليثيوم.

وفي مقابل تلك الاتهامات ومخاوف السكان ونشطاء البيئة، نفت الشركة توقعات التلوث التي يردّدونها، وأكدت أنها ستستثمر 100 مليون دولار لحماية البيئة.

احتجاجات أنصار البيئة

من جهة أخرى، وبغضّ النظر عن احتجاجات مناصري البيئة والسكان، وافقت الحكومة الصربية مؤخرًا على خطط لإجراء مسح جغرافي، لتقييم إمكان استخراج مزيد من الليثيوم على بُعد نحو 3 ساعات شرقًا، قريبًا من مدينة بوزيغا.

وتنظر الحكومة إلى الليثيوم بوصفه واحدًا من الموارد الطبيعية التي يمكن أن تدعمها، لذلك جعلت استخراجه إحدى أولوياتها.

وتهكّم الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش على تلك الاحتجاجات، قائلًا: "لقد جعلتني أكاد أموت ضحكًا.. صربيا لا تطلّ على بحر أو غيره، وليست لها أيّ موارد طبيعية أخرى لتكون مصدرًا لملايين اليوروهات".

ومن تهكّم الرئيس الصربي إلى سخرية مؤسس شركة تيسلا للسيارات الكهربائية من الانقلاب على حاكم بوليفيا الذي ساندته أميركا في عهد الرئيس السابق دونالد ترمب، تنكشف الرؤية المستقبلية لخام الليثيوم.

مصنع جنرال موتورز- السيارات الكهربائية - بطاريات السيارات
بطاريات تخزين كهرباء
استثمارات الليثيوم في بوليفيا

كشف مسح جيولوجي أميركي أن دولة بوليفيا تضم 30% من خام الليثيوم في العالم، ما يؤهّلها لتحتلّ مكانة السعودية بوصفها واحدة من كبار منتجي ومصدّري النفط، لكن في قطاع الطاقة المتجددة.

الطمع في ثروة بوليفيا من الليثيوم، كان سبب دعم أميركا للانقلاب ضد الرئيس إيفو موراليس قبل عامين، من وجهة نظر موراليس.

كما إنه سبب لاتّهام أحد المغردين في تويتر لرئيس شركة تيسلا الأميركية أيلون ماسك بتأييده للانقلاب قبل 9 أشهر.

تيسلا تدخل على الخط

عندما اعترض ماسك على مساعدة الحكومة الأمريكية للعاطلين عن العمل بسبب كوفيد-19 في يوليو/تموز الماضي، ردّ عليه حساب باسم "هيستوري فارماني" قائلًا: "أتعلم ما ليس في مصلحة الشعب؟ أن تقوم الحكومة الأميركية بتنفيذ انقلاب ضد موراليس، حتى تستفيد أنت من الليثيوم الموجود في بوليفيا"، وذلك في إشارة لليثيوم الدولة اللاتينية.

إلّا أن ماسك، ردّ ردًّا متعاليًا، قال فيه: "سننفّذ انقلابًا ضدّ من نشاء.. تعايش مع الأمر"، وحذف ماسك التغريدة بعد ذلك، مؤكدًا أن تيسلا تشتري الليثيوم من أستراليا.

ورغم أن الليثيوم أكثر توفرًا من النفط، فإن مشكلته ليست في اكتشافه أو استخراجه، بل تكمن في تكييفه لاستخدامه في البطاريات، حسبما ذكر موقع "ذا ساكسون"

تكشف تغريدة ماسك عن واقع القرن 21، حيث تبتعد صناعة الطاقة العالمية عن الوقود الأحفوري، لتسير في طريق الطاقة المتجددة، ما يعني أن الواقع سيفرض تطوير تلك المصادر على حساب المصادر البيئية الخالصة.

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق