المملكة المتحدة تتوقع 95% من توليد الكهرباء منخفض الكربون بحلول 2035
خفض الانبعاثات يكلفها 904 مليارات دولار ويعزز اقتصادها
نوار صبح
- ترى المملكة المتحدة أن تحقيق أهدافها الطموح لخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري بحلول منتصف القرن سيكلف 904 مليارات دولار
- تتطلب سياسة حماية البيئة في المملكة المتحدة أن تنخفض انبعاثات المملكة المتحدة بنسبة 78% بحلول عام 2035
- ترتبط التكاليف والفوائد، المتوقع أن تمتد على مدى 30 عامًا بين عامي 2020 و2050، بتلبية موازنة الكربون السادسة في المملكة المتحدة
وافق رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون -الذي يستضيف جولة مهمة من المحادثات الدولية حول ظاهرة الاحتباس الحراري في وقت لاحق من هذا العام- على برنامج شامل لخفض انبعاثات الوقود الأحفوري، الذي يُعتقد أنه يضر بالغلاف الجوي.
ويهدف التشريع -الذي يرمي إلى تحويل المملكة المتحدة نحو أشكال الطاقة النظيفة- إلى تحفيز جميع الدول لحماية الكوكب من الزيادات المفرطة في درجات الحرارة، حسبما أوردت وكالة بلومبرغ.
وترى المملكة المتحدة أن تحقيق أهدافها الطموح لخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري بحلول منتصف القرن سيكلّف 904 مليارات دولار، لكنه سيعود بفوائد أكبر بكثير لحماية البيئة وتعزيز الاقتصاد.
ويشير تقييم الأثر الرسمي الحكومي لخفض الانبعاثات، بنسبة 78% بحلول عام 2035 إلى أن الإجراء سيدعم الاقتصاد بنحو 1.27 تريليون دولار، ويعود ذلك إلى القيمة البيئية للانبعاثات الكربونية التي جرى التخلص منها، والتخفيضات في استخدام الوقود وتحسين جودة الهواء.
وقد اعتمدت لجنة تغيّر المناخ في المملكة المتحدة قياس البيانات بملايين الأطنان من مكافئ ثاني أكسيد الكربون.
سبيل تحقيق الحياد الكربوني
تتطلب سياسة حماية البيئة في المملكة المتحدة أن تنخفض انبعاثات المملكة المتحدة بنسبة 78% بحلول عام 2035.
وتترافق التقديرات الصادرة عن المملكة المتحدة، بالتعهدات التي قدّمتها الولايات المتحدة والصين واليابان وكندا في قمة المناخ التي استمرت يومين واستضافها الرئيس الأميركي جو بايدن.
ويُعدّ التحليل البريطاني مهمًا، لأنه يشير إلى أنه حتى أثناء التخطيط لإنفاق مليارات الجنيهات الإسترلينية على تقنيات جديدة -مثل احتجاز الكربون وتخزينه لمكافحة تغير المناخ- ترى الحكومة أن صافي الفوائد يصل إلى أكثر من 347 مليار دولار على مدى العقود الـ3 المقبلة.
متطلبات سياسة خفض الانبعاثات
ترتبط التكاليف والفوائد -المتوقع أن تمتدَّ على مدى 30 عامًا بين عامي 2020 و2050- بتلبية موازنة الكربون السادسة في المملكة المتحدة.
ويُوضع هذا سقفًا لمقدار ما يمكن أن تصدره الدولة للسنوات الـ5 من عام 2033 حتى 2037، وهو المستوى الذي أوصى به مستشارو الحكومة، لجنة تغير المناخ.
تُجدر الإشارة إلى أن التحليل لم يحدد الإرشادات بشأن السياسات التي يجب على الحكومة اتباعها لتحقيق هدفها؛ فقد خفّضت المملكة المتحدة بالفعل انبعاثاتها بنسبة 44% منذ عام 1990، وفقًا لبيانات عام 2019، وهي أحدث بيانات متاحة.
وتركزت الجهود حتى الآن على تنظيف المرافق من خلال تشجيع استغلال الرياح البحرية ومزارع الطاقة الشمسية والتخلص التدريجي من الفحم وقودًا لتوليد الكهرباء؛ وهذا يترك تخفيضات الانبعاثات لتُستغل لدى جعل المباني والنقل أكثر خضرة.
ولا يفترض التقييم خيارات سياسية محددة، "وفقًا لتقييم الأثر"، إذ توجد درجة عالية من عدم اليقين بشأن السياسات التي ستُستخدم للوفاء بموازنة الكربون السادسة، وتكاليفها وفوائدها.
مراحل تحوّل الطاقة
بحلول عام 2050، ستحتاج بريطانيا إلى مضاعفة توليد الكهرباء الحالي، لتلبية الطلب في قطاع النقل الذي تهيمن عليه السيارات الكهربائية، ولتوفير التدفئة منخفضة الكربون المطلوبة لجميع المنازل.
ويجب أن يأتي النمو في إنتاج الكهرباء في الغالب من مصادر خالية من الكربون. وتتوقع المملكة المتحدة أن يكون 95% -على الأقل- من توليد الكهرباء منخفض الكربون بحلول عام 2035، وتصبح ثلاثة أرباعه من مصادر متجددة متغيرة مثل مزارع الرياح والطاقة الشمسية.
وسيمثل الهيدروجين مصدرًا متزايدًا للطاقة منخفضة الكربون للقطاعات التي تصعب كهربتها، وفقًا للتقييم.
وليس من الواضح كيف سيُنتَج الوقود النظيف، على الرغم من أن معظمه سيأتي على الأرجح من الغاز الطبيعي باستخدام التكنولوجيا التي تحتجز وتخزّن الانبعاثات الناتجة في عملية الإنتاج.
اقرأ أيضًا..
- رئيس مؤتمر المناخ: المملكة المتحدة تقود الثورة الصناعية الخضراء
- صفقة بحر الشمال.. خطة بريطانية لدعم تحول النفط والغاز إلى طاقة نظيفة