طاقة متجددةالتقاريرتقارير الطاقة المتجددةرئيسية

أزمة الطاقة في باكستان.. هل يتحول سد كالاباغ إلى حل سحري؟

المشروع تأجل عدة عقود بسبب اعتراض بعض المقاطعات

حياة حسين

اقرأ في هذا المقال

  • الباحث الباحث أمجد جافيد: مشكلات تافهة تُعطل مشروع سد كالاباغ
  • الهند تبني السدود وتولد الطاقة الكهرومائية وشريكتها في الأنهار باكستان تكتفي بالاعتراض
  • معاهدة نهر السند تنظم استخدام مياه الأنهار وبناء السدود عليها بين الجارتين المتحاربتين
  • باكستان تعيش أزمة طاقة رغم فرص توليد الطاقة الكهرومائية المتوفرة

تعاني باكستان من شح الطاقة وارتفاع سعر الكهرباء، في وقت تستطيع فيه توليد كميات هائلة من الطاقة الكهرومائية من خلال بناء سد كالاباغ المؤجل منذ عدة عقود.

قال الكاتب والباحث أمجد جافيد، في مقال نشره موقع "مودرن ديبلوماسي"، عن أزمة المياه والطاقة في باكستان: "إن مشكلات تافهة عطلت مشروع مهم مثل السد، بينما تسعى الهند الجارة العدوانية والشريكة في أنهار باكستان بكل طاقتها لتوليد كميات هائلة من الطاقة الكهرومائية من سدود تقيمها على تلك الأنهار".

حروب وعهود

تحاربت الدولتان النوويتان عدة مرات رغم العهود والاتفاقيات بينهما، ومن بينها معاهدة مياه نهر السند التي تناستها الهند وألغت الوضع الخاص لكشمير "المحتلة".

وعقدت الدولتان اجتماعا في مارس/آذار الماضي -مؤجل منذ 2019- لحل القضايا العالقة، ركزت فيه باكستان على تأكيد اعتراضها على تصميم مشروعات الطاقة الكهرومائية الهندية على نهر تشيناب.

وتقوم الهند ببناء مشروع "باكال دول" للطاقة الكهرومائية بقدرة 1000 ميغاواط على نهر ماروسودار، أحد روافد نهر تشيناب، -يث يقع المشروع في منطقة كشتوار بجامو وكشمير.

كما تطور الدولة مشروعًا ثان على نهر تشيناب وهو كالناي السفلي.

ووقعت الدولتان معاهدة "إندوس" أو مياه نهر السند لتقاسم المياه عام 1960، برعاية البنك الدولي، وهي تنظم استخدام المياه المتاحة في نهر السند وروافده.

تقسيم مياه الأنهار

خصصت المعاهدة مياه الأنهار الغربية، وهي: السند، وجيلوم، وتشيناب لباكستان. وتحصل الهند على مياه الأنهار الشرقية، وهي: رافي وبيز وسوتليج للهند.

وبموجب معاهدة مياه السند، مُنحت الهند الحق في توليد الطاقة الكهرومائية من خلال مشروعات تشغيل على الأنهار الغربية، وفقًا لمعايير محددة للتصميم والتشغيل.

كما نصت المعاهدة على تمويل وبناء السدود، وقنوات الربط، والقناطر، والآبار الأنبوبية مثل سد تاربيلا على نهر إندوس وسد مانجلا على نهر جيلوم.

بعد 6 سنوات من المحادثات، وقع رئيس الوزراء الهندي حينها، جواهر لال نهرو، والرئيس الباكستاني آنذاك محمد أيوب خان، على معاهدة مياه السند في سبتمبر/أيلول 1960.

يقول الكاتب جافيد: "لم تتغير معاهدة السند على الرغم من خوض الدولتين عدد من الحروب، وبغض النظر عن التصريحات العدائية لإلغاء المعاهدة".

ورغم اعتراضات باكستان، أكملت الهند عام 2017 بناء سد كيشانغانغا في كشمير "المحتلة"، وواصلت العمل في محطة راتلي للطاقة الكهرومائية على نهر تشيناب، وفقًا للكاتب.

اعتراضات تافهة

لم تكن باكستان قادرة على إحراز تقدم في إنشاء سدود جديدة، خاصة سد كالاباغ، بسبب "اعتراضات تافهة"، أثارتها 3 مقاطعات هي: السند وبلوشستان وخيبر بختونخوا.

يضيف الكاتب أنه "بدلا من محاولة تطوير إجماع حول مشروعات المياه الحيوية، ظل السياسيون الباكستانيون منغمسين في حياكة المكائد لإسقاط أي حكومة كانت في السلطة".

حصل المشروع على موافقة البنك الدولي عام 1967، وكانت التكلفة التقديرية حينها 6.12 مليار دولار أميركي، ويستغرق بناءه 6 سنوات من 1977 إلى 1982.

ووافقت اللجنة الفنية للموارد المائية في باكستان على المشروع بعد مباحثات في الفترة بين 2003-2005، ولم يُنفذ حتى الآن.

ويرى جافيد أن باكستان تخسر مليارات الدولارات سنويًا من عدم بناء كالاباغ وسدود أخرى، وهي حساب تكلفة الفرص الضائعة في توفير المياه والطاقة.

وينقل وجهة نظر أحد المهندسين المتخصصين في هذا المجال، ومفادها أنه من المتوقع أن يوفر بناء سد كالاباغ مياه تكفي زراعة أكثر من 4 ملايين فدان إضافية.

الصين تولد 30 ألف ميغاواط من السدود

أضاف الكاتب في مقاله أن تجارب الدول تشير إلى دور السدود في توليد الطاقة، مثل الصين التي تخطط لتوليد نحو 30 ألف ميغاواط من السدود.

وقال: "حتى الهند لديها أكثر من 4 آلاف سد..نحن نخسر المليارات بسبب عدم بناء السدود".

وفي الختام، يرصد جافيد ملحوظات حول سوق الطاقة الباكستاني قائلا: تعاني البلاد من أزمة طاقة حادة منذ سنوات، وحتى نهاية ثمانينيات القرن الماضي، كانت الطاقة الكهرومائية تغطي 70% من احتياجاتها.

بعد عام 2013، بدأت تغطي باكستان 44% من احتياجاتها من الطاقة الحرارية المُولدة من زيت الأفران والديزل مرتفعة التكلفة، والنسبة الباقية من مصادر أخرى، ما انعكس على أسعار الكهرباء التي ارتفعت بنسب كبيرة.

ورغم ذلك، لا تزال الطاقة الكهرومائية مهملة، وسد كالاباغ في طي النسيان، حسب وجهة نظر الكاتب، صاحب عدة مؤلفات، وعدد من الشهادات العلمية، إضافة إلى نشره كثير من المقالات في الصحف المحلية.

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق