حقيقة المباني الخضراء.. هل ينتهي الاعتماد على الوقود الأحفوري؟
شبكة آكان المناخية: أكبر عقبة بلا منازع هي الطاقة التي يستهلكها البناء
نوار صبح
لا يبدو أن جميع المحللين مقتنعون بالموثوقية البيئية للبرج المغطّى باللبلاب، الذي صممته وروّجت له شركة ميك آركيتكتس، على أنه "خالٍ من الوقود الأحفوري".
ومن المقرر أن يعمل البرج بالطاقة المتجددة بنسبة 100%، ويصل إلى الحياد الكربوني التشغيلي، مع تمتّع المستأجرين بفوائد تصميم معقّد لأوراق الشجر المتدلية، حسبما أوردت صحيفة الغارديان البريطانية.
وتجدر الإشارة إلى أن النباتات المعلقة تخنق جدران المبنى المكتبي الجديد المقترح في منطقة سالفورد، في المملكة المتحدة، مما يجعله يبدو كمدينة مهجورة استعادتها الطبيعة، بعد وباء كوفيد19.
حرق كمية هائلة من الوقود الأحفوري
قال منسّق حملات شبكة العمل المناخي المعماريين (آكان)، جو جيدينغز، من الغريب أن نرى شيئًا يوصف بأنه" خالٍ من الوقود الأحفوري"، عندما يكون مصنوعًا من الخرسانة والصلب والزجاج، حيث يستلزم إنتاج هذه المواد حرق كمية هائلة من الوقود الأحفوري.
وأضاف قائلًا: "إن حالة الطوارئ المناخية ليست لعبة، ولا يمكننا تخطي طريقنا من خلالها، نحن بحاجة إلى التفكير في مصدر موادنا، وكيفية تصنيعها، واستجواب سلسلة التوريد بأكملها من البناء إلى الهدم وإعادة الاستخدام ".
وترى شبكة العمل المناخي المعماريين (آكان)، أن أكبر عقبة بلا منازع هي الطاقة التي يستهلكها البناء، في أثناء السباق الذي تخوضه المملكة المتحدة للوصول إلى الحياد الكربوني بحلول عام 2050.
ويجري اتخاذ تدابير تعتني بكفاءة الطاقة المقترحة للمباني بمجرد شغلها، لكن حتى الآن لم يعطَ اهتمام كبير للكربون المنبعث من بنائها وتفكيكها في النهاية، بدءًا باستخراج المواد الخام، ومكونات التصنيع، والهدم، إلى المنتجات الثانوية السامّة المتسربة في مكبّات النفايات.
وتقدّر شبكة (آكان) أن هذا "الكربون المتجسد" يمثّل ما يصل إلى ثلاثة أرباع إجمالي انبعاثات المبنى على مدار عمره، وهي نسبة ستزداد فقط بتزايد إزالة الكربون من شبكة الطاقة مع صعود مصادر الطاقة المتجددة.
وقد أصبحت الطاقة المجسدة للبناء العنصر الحيوي الذي يستحق الاهتمام، نظرًا لمساهمة البيئة المبنية بنحو 45% من إجمالي الكربون المنبعث في المملكة المتحدة.
انبعاثات البناء
قال مؤسس شركة الاستشارات الكربونية "تارغتينغ زيرو"، المهندس المعماري سيمون ستورجيس، إنه على مدى الـ60 إلى 70 عامًا القادمة، ستكون المشكلة الأكثر إلحاحًا هي انبعاثات البناء، وهو أمر لا تراعيه لوائح البناء في الوقت الحالي".
وتابع ستورجيس قائلًا، من المهم فهم العلاقة بين تحسين الانبعاثات التشغيلية وتكاليف الكربون للقيام بذلك، فقد تقلّل النوافذ ذات الزجاج الثلاثي من متطلبات التدفئة، لكن الكربون المتجسد فيها ضخم.
اقرأ أيضًا..