سلايدر الرئيسيةتقارير الطاقة النوويةطاقة نوويةعاجل

خطة يابانية لتصريف مياه محطة فوكوشيما النووية في المحيط الهادئ

الصيادون والسكان يعارضونها.. والوكالة الدولية تدعمها

حياة حسين

من هيروشيما إلى فوكوشيما ارتبط اسم اليابان بالنوائب النووية، ومن المنتظر أن يكون المحيط الهادئ -قريبًا- مكانًا لقصة جديدة، وهي المياه النووية التي ستكون مُحزنة لكثيرين، على رأسهم الصيادون والسكان المحليون.

من المتوقع أن يتخذ رئيس الوزراء الياباني، يوشيهيدي سوغا، قرارًا نهائيًّا خلال أيام، بتصريف المياه النووية الملوثة المتراكمة في محطة فوكوشيما دايتشي في مياه المحيط الهادئ، حسبما ذكرت بعض الصحف المحلية يوم الجمعة، ونقلته وكالات أنباء عالمية مثل "أسوشيتد برس".

أزمة المياه النووية

تتلخص أزمة المياه النووية في أن محطة فوكوشيما تولِّد كمية هائلة من المياه الملوثة بالإشعاع بعد استخدامها لتبريد الوقود المنصهر.

ورغم أن هذه المياه تُعالج بنظام متقدم -يُعرف باسم "إيه إل بي إس" الذي يزيل معظم الملوثات- فإن مادة التريتيوم المشعة تبقى في المياه، وهو منتج ثانوي للمفاعلات النووية.

وكانت فوكوشيما قد تعرضت لأضرار كبيرة عام 2011؛ بسبب زلزال بقوة 9 درجات على مقياس ريختر، وتسونامي، حيث ذابت 3 مفاعلات في المحطة.

وأدت الأضرار إلى تسرب مياه التبريد من أوعية الاحتواء الأولية التالفة، ما دفع إلى ضخ ماء إضافي في المفاعلات لتبريد الوقود المنصهر المتبقي بداخلها.

وبعد ضخ المياه ومعالجتها، يُخزن الباقي في نحو 1000 خزان بالمحطة.

ومن المتوقع أن تنفد السعة التخزينية لخزانات المياه في المجمع، التي تراكمت لديها أكثر من 1.2 مليون طن من المياه المعالجة في خريف عام 2022 تقريبًا، حسبما ذكرت "جابان تايمز".

قرار سريع

تسعى حكومة سوغا إلى اتخاذ قرار رسمي في أسرع وقت ممكن؛ كون المسألة قد تحتاج إلى نحو عامين من التجهيز لتصريف المياه النووية.

وأخبر رئيس الوزراء كبار المسؤولين في اتحاد مصايد الأسماك، يوم الأربعاء، أن الحكومة ترى تصريف المياه في المحيط أكثر الخيارات منطقية، وأنه سيكون هناك قرار بذلك في غضون أيام.

ورغم أن مسؤولي الحكومة رفضوا تأكيد المعلومات بشأن القرار لـ"كيودو نيوز" فإنه من المتوقع أن يُعلن القرار رسميًّا بعد اجتماع حكومي يُعقد في وقت مبكر يوم الثلاثاء المقبل، إذ اتخذت الحكومة بالفعل قرارًا نهائيًّا، وفقًا لمصدر مسؤول من وزارة الصناعة.

وتدرس الحكومة اليابانية منذ 7 سنوات سبل التخلص من المياه الملوثة بالمحطة، دون مزيد من تضرر يصيب سمعة فوكشيما، ومصايد الأسماك، والأنشطة الأخرى في المنطقة.

طرق التخلص من المياه النووية

أشار تقرير -قبل عامين- إلى أن أنسب طريقة للتخلص من هذه المياه هو تصريفها في البحر.

وأوضح التقرير أن عملية التخلص من المياه الملوثة عن طريق التبخير كانت أقل السبل المطروحة قبولاً خلال المناقشات.

ويواجه إطلاق المياه النووية في مياه المحيط معارضة شديدة من الصيادين والسكان المحليين، رغم أن المعلومات المُسربة للصحف المحلية تشير إلى أن الحكومة تعتزم تصريف المياه في المحيط خلال 30 عامًا حتى لا تسبب أضرارًا.

وقال رئيس تعاونيات صيد الأسماك اليابانية، هيروشي كيشي، إنه يرفض خطة سوغا، داعيًا الحكومة إلى توضيح كيفية معالجة الأضرار التي ستلحق بصيد الأسماك.

كما عبّرت دول مجاورة مثل الصين وكوريا الجنوبية عن قلقها من خطة اليابان لتصريف المياه النووية في المحيط.

خطة غير مقبولة

رغم أن الخطة لا تتمتع بقبول شعبي فإنها تحظى بدعم الوكالة الدولية للطاقة الذرية، إذ قال المدير العام للوكالة، رافاييل غروسي -أثناء زيارته لمجمع فوكوشيما في فبراير/شباط- إن العملية "تتماشى مع الممارسات الدولية في الصناعة النووية".

ومع ذلك -وفقًا لجابان تايمز- لا تزال 15 دولة ومنطقة تقيد واردات المنتجات الزراعية والسمكية اليابانية بعد أكثر من 10 سنوات من أزمة فوكوشيما النووية، وهو ما يزيد من المخاوف بشأن الخطة.

يُذكر أن أميركا كانت قد ضربت كلاً من هيروشيما وناغازاكي اليابانيتين بأول قنبلة ذرية في الحرب العالمية الثانية عام 1945.

اقرأ أيضا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق