نيجيريا تكتفي بمشاهدة السباق العالمي نحو الهيدروجين
رغم تمتعها بمزايا تنافسية ضخمة
نوار صبح
- أصبح الهيدروجين وقودًا أساسيًا لانتقال الطاقة، وازداد الطلب عليه أكثر من 3 أضعاف منذ عام 1975.
- يتجاوز مستوى كفاءة خلية وقود الهيدروجين الثابتة 80%، لأن 0.997 لتر من غاز الهيدروجين يحتوي على نفس كمية الطاقة مثل 2.81 لتر من البنزين.
- الهيدروجين لا يتطلب تقنية البطاريات حيث تخزّن الطاقة من خلال استخدام خلايا وقود الهيدروجين.
نظرًا للمزايا العديدة التي يتمتع بها الهيدروجين كوقود لتشغيل الآلات والمركبات والأبنية، ولوفرته ومواصفاته البيئية المتماشية مع أهداف اتفاقية باريس للمناخ، فإنه يُعدّ جزءًا أساسيًا في السباق نحو الحياد الكربوني.
ولم تشهد نيجيريا الكثير من الجذب لاستثمار الهيدروجين كشكل جديد للطاقة، باستثناء ذكره في سياسة الطاقة الوطنية لعام 2018، حسبما أورد موقع نايرامتريكس النيجيري.
التوجهات العالمية نحو الهيدروجين
أطلقت اليابان وألمانيا والمملكة المتحدة وأميركا والصين والسعودية، استثمارات كبيرة ومشروعات رائدة في إنتاج وقود الهيدروجين.
كما دخل المغرب مؤخرًا في شراكة مع ألمانيا لتطوير أول مصنع هيدروجين أخضر في أفريقيا، وتسعى جنوب أفريقيا جاهدة لتعميق معرفة الكوادر المحلية في مجال تكنولوجيا الهيدروجين.
ووفقًا لوكالة الطاقة الدولية -وبدافع الحاجة إلى تنويع مزيج الطاقة وتوفير وقود نظيف يمكنه تشغيل الآلات الثقيلة- أصبح الهيدروجين وقودًا أساسيًا لانتقال الطاقة، وازداد الطلب عليه أكثر من 3 أضعاف منذ عام 1975.
ووفقًا لتحالف خلية وقود الهيدروجين في ولاية كونيتيكت الأميركية، يتجاوز مستوى كفاءة خلية وقود الهيدروجين الثابتة 80%، لأن 0.997 لتر من غاز الهيدروجين يحتوي على نفس كمية الطاقة مثل 2.81 لتر من البنزين.
يقدر مجلس الهيدروجين أن سوق الهيدروجين الدولي يمكن أن تصل قيمته إلى 2.5 تريليون دولار أميركي بحلول عام 2050، ما يلبي 18% من الطلب العالمي على الطاقة ويقلل من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بمقدار 6 غيغا طن سنويًا.
أما من ناحية مخاطر الإمداد بالمواد الأولية، يُعد الهيدروجين العنصر الأكثر توفرًا في الكون، نظرًا عدم وجود إمكانية للنضوب.
الفرص المتاحة لنيجيريا لمواكبة استثمارات الهيدروجين
من غير المبرر إخفاق نيجيريا في مواكبة التطور وجذب الاستثمارات المعنية بطاقة الهيدروجين، خصوصًا مع توجه شركات النفط الكبرى مثل شل للاستثمار في مشروعات تكنولوجيا وقود الهيدروجين، وزيادة التمويل والالتزامات التكنولوجية للدول المتقدمة تجاه طاقة الهيدروجين.
وقد راهنت شركات كبرى مثل توتال وإيني وريبسول على استثمارات الهيدروجين، حسبما أورد موقع نايرامتريكس النيجيري.
ورغم أن الهيدروجين الرمادي والأزرق يصدران انبعاثات، لأنهما مستخرجان من الوقود الأحفوري واحتجاز الكربون، فإن الهيدروجين الأخضر، الذي يستخدم الطاقة المتجددة لفصل جزيئات الماء لتحقيق الهيدروجين، ليس له أي انبعاثات كربونية في إنتاجه أو استخدامه.
تخزين الكهرباء
بخلاف الطاقة الشمسية أو طاقة الرياح التقليدية، فإن الهيدروجين لا يتطلب تقنية البطاريات حيث تخزّن الكهرباء من خلال استخدام خلايا وقود الهيدروجين، التي تدوم لفترة أطول من البطاريات.
ويقول الرئيس التنفيذي لشركة نيجيريا للغاز الطبيعي المسال المحدودة، طوني عطا، إن الغاز الطبيعي هو بالتأكيد وقود أحفوري أنظف "لكن الهيدروجين يتميز بفوائد كبيرة أيضًا".
ويتزايد الاهتمام بإنتاج الهيدروجين الأخضر كأحد مصادر الطاقة المتجددة الغنية في أفريقيا للتصدير إلى أوروبا، وتعد نيجيريا وجهة رئيسية لهذا النشاط.
وقدم بنك الاستثمار الأوروبي إي آي بي، في العام الماضي، أكثر من 3.53 مليار دولار أميركي من التمويل الجديد في أفريقيا، الذي يشمل تمويل الاستثمار المتعلق بالمناخ والتنمية المستدامة.
كما خصص الاتحاد الأوروبي ما لا يقل عن 35.28 مليار دولار أميركي للدول الأفريقية جنوب الصحراء الكبرى بموجب مبادرة الجوار والتنمية والتعاون الدولي الجديدة للفترة من 2021 إلى 2027، مع التركيز على أهداف المناخ.
اقرأ أيضًا..
- نيجيريا.. أكبر منتج للنفط في أفريقيا يعاني ارتفاع سعر الخام
- الحياد الكربوني.. شركات الطاقة العالمية تتحول لإنتاج الهيدروجين
- البرازيل تخطط لبناء أكبر محطة لإنتاج الهيدروجين في العالم
sfrerwe