الطاقة المتجددة في أستراليا ..إمكانات كبيرة وافتقار لسياسات حكومية واضحة
الشمس والرياح قد تحوّلان كانبرا إلى مصدر للطاقة
حياة حسين
أستراليا بلد واعد في مجال الطاقة المتجددة، لكن ينقصها خطط جيدة، سواء من الحكومة الفيدرالية، أو حكومات الولايات، والتنسيق بينها، حسب معهد "غراتان" للطاقة، وبنك الكومنولث.
وقال مدير سياسات معهد غراتان، توني وود : "كل حكومات أستراليا سواء الفيدرالية أو في الولايات ترتكب حماقات عندما يتعلق الأمر بسياسة الطاقة..حكومات الولايات تتصرف على هذا النحو لأنه لا يوجد سياسة عاقلة من الحكومة الفيدرالية"، حسبما ذكر موقع "فايننشال ريفيو"، اليوم الإثنين.
تحوّل الطاقة
أوضح المدير العامّ للمصادر الطبيعية والطاقة في البنك، غرانت ويلز، أن أستراليا تُعدّ من قادة العالم في مجال تحوّل الطاقة بفضل مزايا البلاد في مجال الطاقة المتجددة من الشمس والرياح التي تتفوق بها على العالم.
وأشار أن هناك فرصة عظيمة أمام كانبرا لتكون مُصّدرًا للطاقة.
وتابع :"هناك حشد كبير للاستثمارات العالمية في قطاع الطاقة المتجددة، وتبحث تلك الأموال على أوراق اعتمادها الخضراء، ولا شك أن أستراليا يمكن أن تكون عاصمة لهذه الاستثمارات".
غير أن وود يرى أنه رغم إتاحة تلك الأموال، إلّا أن غموض سياسات الطاقة في أستراليا، يدفع المستثمرين إلى تجنّب إقامة مشروعات طاقة متجددة كبيرة في البلاد.
على سبيل المثال، يتجنّب المستثمرون مشروعات في توسعة الشبكة أو في الصناعات الكبيرة التي تختار التحوّل إلى الطاقة الخضراء.
طاقة أنظف
أضاف وود أن :"كثيرًا من كبار المصنّعين يتحوّلون إلى سياسات طاقة أنظف، لأنه اتجاه عالمي، وهم مجبرون على ذلك..بالنسبة للمستثمرين هناك عدّة طرق أكثر كفاءة وحرفية للاستثمار أكثر من انتظار سياسات واضحة".
وعلى سبيل المثال، تتجه شركة أستراليا الغربية لصناعة الأسمدة إلى الاعتماد كليًا على الكهرباء المُولّدة من الشمس والرياح، والغاز وبطاريات الوقود بنهاية عام 2023.
يعتقد وود أن الربط مع الشبكة بشكل صحيح أمر أساسي ومهم.
كما يرى أنه على الحكومات فهم أن نظام الطاقة في البلاد سيكون مختلفًا تمامًا في المستقبل، وأن هناك حاجة للتعاون بين الولايات والحكومة الفيدرالية في كانبرا.
وقال: "لا توجد رؤى واضحة من الحكومة الفيدرالية خلال انطلاقنا التدريجي للطاقة المتجددة ..الحكومات يجب أن تكون ذات عزيمة في هذا الشأن بغضّ النظر عن تحوّل الطاقة..للأسف يبدو أن الموقف يتجه للأسوأ قبل التحسّن".
من جانبه، توقّع ويلز استقبال الشبكة القومية استثمارات ضخمة خلال فترة بين 5 سنوات إلى 10 سنوات مقبلة.
وأضاف ويلز: "الطريق لا يزال طويلًا أمام أستراليا، وسيكون لديها حاجة لتطوير الشبكة كليا..البنية التحتية غير موجودة إطلاقًا في بلادنا، لكن كانبرا لديها خيارات عند تحديد كيفية توزيع الطاقة".
المشروعات الكبيرة محلّ جدل
قال ويلز : "رغم أن كلًا من الشمس والرياح سيقودان مزيج الطاقة في البلاد مستقبلًا، لا تزال مشروعاتهما الكبيرة محلّ جدل".
وأوضح أن الكهرباء المولدة من الرياح في أستراليا تحظى حاليًا بشعبية، وتنمو الكهرباء المولدة من محطات الرياح البحرية، حيث تتمتع بساحل كبير، ومع ذلك تتفوق عليها دول أخرى.
وتقود بريطانيا سوق طاقة الرياح البحرية عالميًا، ويخطط رئيس الوزارة بوريس جونسون لزيادتها بمقدار 4 أضعاف إلى 40 غيغاواط بحلول عام 2030.
ووجدت الشركة التي تستعد لتدشين أول مزرعة رياح في مضيق باس ويدعى "نجمة الجنوب" أن مزرعة بطاقة توليد 2.2 غيغاواط قادرة على توفير طاقة لـ 1.2 مليون منزل في فيكتوريا.
وقال وود: "إن الطاقة المتجددة لديها كثير من الزخم عالميًا، خاصة في ألمانيا وبريطانيا، رغم أنهما لا تمتلكان ميزات أستراليا في هذا الشأن".
الشمس والرياح
رغم حماسة كل من وود وويلز لطاقة الشمس والرياح، إلّا أنهما يعتقدان أن مصادر الطاقة المتجددة الأخرى قد لا تكون ناجحة في أستراليا.
وقال وود، إن طاقة الكتلة الحيوية بسيطة من الناحية الفنية ولكنها غير اقتصادية، كما ثبت أن الطاقة الحرارية الأرضية صعبة للغاية.
ويوافق ويلز على أنه في حين كون الكتلة الحيوية مثيرة للاهتمام ، فإن السؤال الكبير هو ما إذا كان يمكن أن تلعب دورًا ذا مغزى في مستقبل الطاقة.
وأضاف أن "هناك أنواعًا أخرى مثل طاقة الأمواج، و تسخير طاقة المحيط ، لكنها متأخرة عقودًا عن طاقة الرياح والطاقة الشمسية".
إلّا أن ويلز ينصح بعدم استبعادها، حتى تكون مصدرًا مناسبًا بعد مدّة من التطوير، مثلما حدث لطاقة الشمس والرياح.
اقرأ أيضًا:
- أستراليا ترفض الالتزام بالوصول للحياد الكربوني في 2050 (فيديو)
- أستراليا تزيد مخزونها من النفط بعد اتفاق مع أميركا
- الرياح والشمس تعززان أمن الطاقة في ألبانيا