تقلبات الطقس.. هل تصبح الطاقة النووية أفضل خيار لتوليد الكهرباء؟ (تقرير)
نوار صبح
- تأكيد قدرة الطاقة النووية على استقرار أنظمة الكهرباء وتأمين الشبكات
- المبالغ الطائلة التي أُنفقت على مصادر الطاقة المتجددة غير المستقرة لم تعد بالمنفعة المرجوة
- معاناة اليابان من صدمة أسعار الكهرباء لم تشهدها منذ أزمة النفط في السبعينيات
أدّت التجارب القاسية والخسائر الفادحة، نتيجة تقلبات الطقس والسوق والإمدادات، التي ألحقت أضرارًا بشبكات الكهرباء ومستخدميها في مناطق عديدة حول العالم، إلى التفكير نحو السبل الكفيلة بدعم استقرار توليد الكهرباء.
وفي تحليل صدر مؤخّرًا، أكد محللون متخصصون بالطاقة النووية أن قدرة الطاقة النووية على استقرار أنظمة الكهرباء وتأمين الشبكة أمر بالغ الأهمية، حيث يتعذّر التنبؤ والتحكم بتقلبات الطقس،حسبما أورد موقع وورلد نيوكلير نيوز المهتم بشؤون الطاقة النووية.
معطيات واقعية تبرر الاعتماد على الطاقة النووية
يرى المحللون أن المبالغ الطائلة التي أنفقت على مصادر الطاقة المتجددة، غير المستقرة، لم تعد بالمنفعة المرجوة، ولا يزال الاعتماد على الوقود الأحفوري كبيرًا، كما أن أنظمة الكهرباء غير مستقرة ومكلفة وملوثة للبيئة.
وقد توالت في الأسابيع القليلة الماضية، صدمات الأسعار المفاجئة ومطالبة المواطنين بتقنين وترشيد استهلاك الكهرباء.
وهذا ما حدث مع شبكة الكهرباء الوطنية في المملكة المتحدة، التي أعلنت، في الآونة الأخيرة، عن محدودية فائض إمدادات الكهرباء، نتيجة ارتفاع أسعار المزاد لليوم التالي إلى نحو 690 دولارًا للميغاواط/ ساعة.
كما إن ألمانيا واليابان تستخدمان مصدرًا منخفض الكربون يحلّ محلّ مصادر الطاقة المتجددة والنووية، في حين يُسمح للفحم والغاز الأحفوري بمواصلة تلويث الهواء، مما يتسبب في عشرات الآلاف من الوفيات سنويًا.
وكانت مظاهر القصور في شبكات الكهرباء في جميع أنحاء العالم واضحة نتيجة تخمة الاستثمار في مصادر الطاقة المتجددة المتقطعة التي لم تقابلها استثمارات في توليد الأحمال الأساسية النظيفة.
وشهدت ولاية كاليفورنيا انقطاعًا في التيار الكهربائي، في الصيف الماضي، واضطر مشغّل نظام النقل السويدي "سفينكا كرافتنات" إلى مطالبة محطة رينغالز للطاقة النووية بإعادة الوحدة 1 للخدمة مبكرًا للمساعدة في استقرار الشبكة.
اتّساع نطاق مشكلة الكهرباء عالميًا
تتجلى مشكلة عدم استقرار إمدادات الكهرباء حول العالم بحلول فصل الشتاء، فقد عانت الشبكة في دول أوروبا، في يناير/كانون الثاني، من اضطرابات مقلقة في وتيرة الإمداد، مما أدى إلى انقطاع نحو 2 غيغاواط من قدرة التوليد في فرنسا وإيطاليا.
بعد بضعة أسابيع، عانت اليابان من صدمة أسعار كهرباء لم تشهدها منذ أزمة النفط في السبعينيات، نتيجة لمشكلات إمدادات الغاز الطبيعي المسال، في حين إن نسبة كبيرة من أسطول مفاعلاتها النووية التي تمّ تجديدها مؤخرًا لا تزال في وضع التوقيف.
ومنذ بداية العام، شهدت ولاية تكساس وإسبانيا والسويد صدمات أسعار مماثلة، كما عانى سكان تكساس، مؤخرًا، من استمرار انقطاع التيار الكهربائي لعدّة في أيام أثناء تدنّي درجات الحرارة نتيجة عجز شبكة الكهرباء.
الإجراءات التصحيحية الملحّة
دعا المحللون لدراسة التجارب الواقعية والمسارعة إلى اتخاذ إجراءات علاجية، حيث إن أزمات العرض الوشيكة وأزمات الإمداد التي بدأنا نراها لن تستمر فحسب، بل ستزداد سوءًا مع تحييد مصادر توليد الحمل الأساسي النظيف وعدم استبدالها.
وبيّن المحللون أن الأسابيع القليلة الماضية كشفت مدى الضعف أمام تقلبات أسواق الغاز الأحفوري، مما يقوّض أمن الطاقة.
وأوضحوا أن بإمكان الطاقة النووية ومصادر الطاقة المتجددة، إذا تم التخطيط لها بشكل صحيح، أن تكون شريكًا مثاليًا في توجّه العالم نحو الطاقة النظيفة في أعقاب الوباء، مع ضمان عدم التخلّي عن توفير الكهرباء لنسبة كبيرة من سكان العالم.
ودعوا إلى إصلاح أسواق الطاقة، بحيث تحفّز الاستثمارات طويلة الأجل في الطاقة النظيفة والبنية التحتية المستدامة، ووضع حدّ للتفكير الضيق والحوافز المالية قصيرة المدى التي أدّت إلى الوضع المتردي الذي نحن فيه اليوم.
وتتمثل الانطلاقة الجيدة في التعرف بشكل صحيح على مقومات استقرار الشبكة الذي توفره الطاقة النووية.
اقرأ أيضًا..
- الطاقة المتجددة.. جنوب أفريقيا تجني ثمار زيادة المشروعات
- باكستان تعتزم تنفيذ مشروع لتوليد الكهرباء من النفايات الصلبة