ضريبة الكربون.. أوروبا تتخذ خطوات صارمة لكبح الانبعاثات
على واردات الدول من خارج الاتحاد
محمد فرج
يعتزم الاتحاد الأوروبي وضع معايير صارمة لضمان عدم تهرب الشركات خارج الاتحاد من الالتزام بمواجهة انبعاثات غازات الاحتباس الحراري وتحقيق الحياد الكربوني، من خلال تطبيق ضريبة الكربون.
وقال مسؤولون في الاتحاد الأوروبي، إن الدعم يتزايد لفرض ضريبة أوروبية على الواردات من الدول التي لديها معايير أسهل لانبعاثات الكربون، في الوقت الذي يسعى فيه الاتحاد إلى فرض مبادئه التوجيهية على سوق تداول الانبعاثات.
ومن المقرر أن تقدّم المفوضية الأوروبية اقتراحًا في يونيو/حزيران المقبل، يطلب من المنتجين من خارج الاتحاد الأوروبي دفع رسوم قائمة على الانبعاثات لبيع السلع الملوّثة في أوروبا، مما يؤدي إلى تكافؤ الفرص مع شركات الاتحاد الأوروبي الخاضعة لمعايير انبعاثات أكثر صرامة.
تطبيق آلية جديدة
قال وزير المالية الفرنسي برونو لو مير، في كلمة ألقاها أمام مؤتمر نظمته الحكومة الفرنسية عبر الاتصال المرئي: "نجري مناقشات مع زملائنا الأوروبيين، وأسس الاتفاقية تتطور بسرعة"، حسبما ذكرت رويترز.
وبجانب فرنسا، دعت حكومات النمسا، وجمهورية التشيك، والدنمارك، وليتوانيا، ولوكسمبورغ، وسلوفاكيا، وإسبانيا، أمس الثلاثاء، إلى إنشاء آلية لتعديل حدود الكربون في الاتحاد الأوروبي بدءًا من عام 2023.
-
الاتحاد الأوروبي يخصص 1.2 تريليون دولار لدعم الاقتصاد الأخضر
-
الحياد الكربوني.. الاتحاد الأوروبي يضغط على أستراليا لاتخاذ خطوات جادة
ولتجنّب الوقوع في مخالفة قواعد منظمة التجارة العالمية وإثارة عقوبات انتقامية، يتعين تطبيق الضريبة بطريقة لا تميز بين المستوردين على أساس مصادرهم.
تطبيق بدل انبعاثات
يمكن أن تكون إحدى طرق العثور على بعض الجذب عن طريق مطالبة المستوردين بدفع بدل انبعاثات على الحدود بناءً على سعر نظام تداول الانبعاثات الحالي للكتلة.
وقال المفوّض الاقتصادي بالاتحاد الأوروبي باولو جينتيلوني: "على الرغم من أننا لم نحدّد خيارنا بعد، إلّا أن هناك بعض التقارب تجاه خيار يعكس نظام تداول الانبعاثات في الاتحاد الأوروبي".
وتؤيد باريس، التي طالما دافعت عن فرض ضريبة على حدود الكربون، مرحلة انتقالية حتى عام 2030، للتخلص التدريجي من بدلات الانبعاثات الحرّة لبعض شركات الاتحاد الأوروبي.
انخفاض في الانبعاثات بألمانيا
بحسب تقديرات معهد الأبحاث الاقتصادية الألمانية "آر دبليو إي" فإن ضريبة الكربون التي طُبِّقَت مطلع العام الحالي يمكنها أن تخفض حجم الانبعاثات الكربونية للسيارات في ألمانيا بمقدار 740 ألف طن على الأقلّ.
وأكد باحثو المعهد أن هذه الكمية تعادل نحو 8.0% من الانبعاثات الكربونية الصادرة من السيارات.
وذكروا أنه من الممكن تحقيق انخفاض بنفس هذه الكمية في حال وقف تشغيل نحو 360 ألف سيارة.
وفُرِضت ضريبة بقيمة 25 يورو على كل طن من الانبعاثات الكربونية الصادرة عن احتراق الديزل والبنزين وزيت التدفئة والغاز الطبيعي، ومن المنتظر أن ترتفع القيمة إلى 55 يورو للطن بحلول عام 2025.