بعد عام قياسي.. ماذا يحتاج العالم من طاقة الرياح لتحقيق الحياد الكربوني؟
%53 نموًا خلال 2020
سالي إسماعيل
على عكس المألوف، شهدت طاقة الرياح عالميًا نموًا قياسيًا خلال عام الوباء، ليكون 2020 الأفضل في التاريخ بالنسبة لصناعة الرياح العالمية.
ومن أجل تحقيق أهداف الحياد الكربوني لمواجهة تغيّر المناخ، فإن العالم بحاجة لتعزيز سعة طاقة الرياح المثبتة عالميًا بوتيرة أسرع 3 مرات على مدى العقود الـ3 المقبلة، وفقًا للمجلس العالمي لطاقة الرياح.
وعلى مدار العقد الماضي، فإن حجم سوق طاقة الرياح العالمية زاد بنحو 4 أمثال تقريبًا، لتكون هذه الصناعة واحدة من أكثر مصادر الطاقة مرونة وتكلفة تنافسية في كلّ أنحاء العالم.
طاقة الرياح في 2020
طبقًا لتقرير المجلس العالمي لطاقة الرياح، الصادر اليوم الخميس، فإن العام الماضي شهد تركيب أكثر من 93 غيغاواط من طاقة الرياح عالميًا.
وأظهر النمو القياسي في منشآت طاقة الرياح، والبالغ 53% على أساس سنوي، المرونة الفائقة لصناعة الرياح خلال عام الوباء، خاصةً بالنظر إلى أن 2020 كان عامًا مليئًا بالصعوبات، وتعطّل كلّ من سلاسل التوريد العالمية وإنشاء المشروعات.
وفي سوق طاقة الرياح البرية، كان هناك 86.9 غيغاواط قد تمّ تركبيها في العام الماضي، بزيادة 59% مقارنة مع مستويات عام 2019.
وتظل الصين والولايات المتحدة السوقين الأكبر لإضافات سعة الرياح الجديدة، حيث قاما معًا بتركيب 75% من الإضافات الجديدة في العام الماضي.
أمّا بالنسبة لسوق طاقة الرياح البحرية، شهد العالم تثبيت 6.1 غيغاواط في العام الماضي، ما يجعل 2020 ثاني أفضل عام على الإطلاق رغم انخفاض المشروعات الجديدة عن عام 2019.
طاقة الرياح
من شأن المنشآت الجديدة لطاقة الرياح والمسجلة في العام الماضي أن تدفع سعة طاقة الرياح العالمية التراكمية إلى 743 غيغاواط.
وتساعد السعة الإجمالية لطاقة الرياح عالميًا حتى نهاية 2020، في تفادي العالم أكثر من 1.1 مليار طن سنويًا من ثاني أكسيد الكربون، ما يعادل انبعاثات أميركا الجنوبية الكربونية.
ماذا يحتاج العالم؟
حذّر المجلس العالمي لطاقة الرياح من أن النمو المسجل في العام الماضي ليس كافيًا لضمان تحقيق العالم هدف الحياد الكربوني بحلول عام 2050.
ويحتاج العالم لتثبيت 180 غيغاواط من طاقة الرياح الجديدة على الأقلّ بشكل سنوي، من أجل تفادي التداعيات الأسوأ لتغيّر المناخ.
كما سيكون هناك حاجة ملحّة لتركيب ما يصل إلى 280 غيغاواط سنويًا من طاقة الرياح للحفاظ على مسار يتماشى مع تلبية هدف الحياد الكربوني بحلول عام 2050.
ويعني ذلك أن صناعة الرياح وصنّاع السياسة بحاجة -كما يدعو المجلس العالمي لطاقة الرياح- إلى التحرك بسرعة، من أجل تسريع وتيرة انتشار طاقة الرياح.
ويشير تقرير المجلس إلى أنه ينبغي على حكومات العالم اتخاذ نهج طوارئ المناخ، من أجل توسيع البنية التحتية للشبكة في مسعى لزيادة سعة طاقة الرياح بالسرعة المطلوبة.
وتجدر الإشارة إلى أن طاقة الرياح تُعدّ بمثابة حجر الزاوية لتحقيق هدف الحياد الكربوني وتعزيز التعافي الأخضر بصفته مصدرًا للطاقة مرنًا ومنافسًا من حيث التكلفة.
اقرأ أيضًا..
- طاقة الرياح تسجّل أرقامًا قياسية رغم تداعيات كورونا
- ريستاد إنرجي: سعة طاقة الرياح البحرية المثبتة عالميًا قد تقفز 37%