وكالة الطاقة المتجددة: الهيدروجين سيكون الأكثر طلبًا في 2050
90% من حلول إزالة الكربون ستشمل الطاقة المتجددة
دينا قدري
- وكالة آيرينا: تقنيات التقاط الكربون وإزالته ستؤدي إلى خفض الانبعاثات
- النقل سيشهد أعلى نمو للكهرباء بزيادة قدرها 30 ضعفًا
- انخفاض في استخدام الوقود الأحفوري بأكثر من 75% بحلول 2025
- سيتعين زيادة الاستثمار في مجال تحوّل الطاقة بنسبة 30% عن الاستثمار المخطط له
أكدت الوكالة الدولية للطاقة المتجددة "آيرينا" أن حلول إزالة الكربون، في عام 2050، ستشمل الطاقة المتجددة والهيدروجين الأخضر، في ظلّ العمل على خفض الانبعاثات ومواجهة ظاهرة الاحترار في العالم.
وأوضحت الوكالة في تقريرها بعنوان "توقعات تحوّلات الطاقة حول العالم"، أن حلول الطاقة المتجددة والهيدروجين الأخضر والطاقة الحيوية الحديثة ستهيمن على عالم الطاقة في المستقبل، حيث إن هناك العديد من التقنيات المثبتة لنظام حيادي الكربون موجودة بالفعل.
تحوّل الطاقة
اقترح التقرير -الذي استعرضته الوكالة اليوم الثلاثاء، خلال إحدى جلسات حوار تحوّل الطاقة في برلين- حلولًا لتحوّل الطاقة بشكل يتناسب مع المسار الضيق المتاح لاحتواء ارتفاع درجة الحرارة عن 1.5 درجة مئوية، ووقف الاحترار العالمي الذي لا يمكن التعامل مع عواقبه.
ستشمل 90% من حلول إزالة الكربون، في عام 2050، الطاقة المتجددة من خلال الإمداد المباشر للطاقة الكهربائية منخفضة التكلفة وعالية الكفاءة والمولدة بالطاقة المتجددة للاستخدام النهائي، بالإضافة إلى الهيدروجين الأخضر، بحسب ما نقله الموقع الرسمي لـ"آيرينا".
كما ستؤدي تقنيات التقاط الكربون وإزالته جنبًا إلى جنب مع الطاقة الحيوية إلى خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في "الخطوة الأخيرة" نحو نظام حيادي الكربون.
الكهرباء والهيدروجين الأخضر
يتوقع مسار الوكالة لوقف ارتفاع درجة الحرارة عند 1.5 درجة مئوية، أن الكهرباء ستصبح الناقل الرئيس للطاقة، في عام 2050، مع زيادة قدرة الطاقة المتجددة بأكثر من 10 أضعاف، خلال الفترة نفسها.
وسيشهد النقل أعلى نمو للكهرباء بزيادة قدرها 30 ضعفًا، مع إنتاج نحو 70% من خفض انبعاثات الكربون في النقل من الكهرباء المباشرة وغير المباشرة.
سيظهر الهيدروجين الأخضر بوصفه الأكثر طلبًا لتوليد الكهرباء، حيث سيمثّل 30% من إجمالي الاستهلاك، في عام 2050، وستكون الطاقة الحيوية جنبًا إلى جنب مع تقنيات إزالة الكربون ذات أهمية متزايدة للصناعة لتحقيق "انبعاثات سلبية" في مواجهة النسبة المحددة عند 1.5 درجة مئوية.
الوقود الأحفوري
يشهد "مسار 1.5 درجة مئوية" زيادة في توليد الكهرباء باستخدام مصادر الطاقة المتجددة بمقدار 3 أضعاف، في عام 2050، وانخفاض في استخدام الوقود الأحفوري بأكثر من 75%، خلال الوقت نفسه، مع تقلّص أسرع لاستهلاك النفط والخام.
ترى آيرينا أنه من المفترض بلوغ الغاز الطبيعي ذروته بحلول عام 2025، ليصبح أكبر وقود أحفوري متبقٍّ بحلول عام 2025.
وتعكس الأسواق المالية هذا التحوّل من خلال تخصيص رأس المال بعيدًا عن الوقود الأحفوري إلى الأصول المستدامة، مثل مصادر الطاقة المتجددة، حيث يستمر خفض تصنيف الوقود الأحفوري، مع انخفاض أسهم قطاع الطاقة الثقيلة للوقود الأحفوري في مؤشر "ستاندرد آند بورز" من 13%، في العقد الماضي، إلى أقلّ من 3%، اليوم.
الاستثمارات الخضراء
في المقابل، يضع المستثمرون أموالًا هائلة في مخزون الطاقة المتجددة، مع زيادة الطاقة النظيفة على مؤشر "ستاندرد آند بورز" بنسبة 138%، في عام 2020.
مع ذلك، سيتعين إعادة توجيه استثمارات كبيرة، بحسب ما أظهره تقرير توقعات الوكالة الدولية للطاقة المتجددة.
فقد أعلنت الاقتصادات الكبرى عن حزم تحفيز اقتصادي من شأنها أن تضخّ نحو 4.6 تريليون دولار أميركي مباشرةً في القطاعات ذات الصلة بالكربون، مثل الزراعة والصناعة والنفايات والطاقة والنقل، ولكن أقلّ من 1.8 تريليون دولار مخصصة للطاقة الخضراء.
على عكس ذلك، ستتعين زيادة الاستثمار في مجال تحوّل الطاقة بنسبة 30% عن الاستثمار المخطط له إلى ما يصل مجموعه إلى 131 تريليون دولار أميركي، من الآن وحتى عام 2050، أي ما يعادل 4.4 تريليون دولار سنويًا في المتوسط.
ستكون الفوائد الاجتماعية والاقتصادية هائلة، وسيخلق الاستثمار في التحوّل ما يقرب من 3 أضعاف فرص العمل مقارنةً بالوقود الأحفوري، لكل مليون دولار يجري إنفاقها.
ولمعالجة المخاوف بشأن الانتقال العادل، يدعو تقرير توقعات الوكالة الدولية للطاقة المتجددة إلى إطار عمل شامل ومتّسق مع السياسة العامّة.
الالتزام بتعهدات المناخ
مع اقتراب المواعد النهائية المحددة لأهداف عام 2030، تأتي هذه التوقعات في وقت حرج، أصبح فيه التصرّف بسرعة وجرأة نحو الالتزام بتعهدات المناخ أمرًا بالغ الأهمية، خاصةً في عامٍ حاسم يشهد حوارًا رفيع المستوى للأمم المتحدة بشأن الطاقة ومؤتمر غلاسكو للمناخ "كوب 26".
وقال المدير العامّ للوكالة الدولية للطاقة المتجددة، فرانشيسكو لاكاميرا: إن "الفرصة لتحقيق هدف اتفاق باريس بالحدّ من ارتفاع درجة الحرارة عند 1.5 درجة مئوية تتقلّص بسرعة.. الاتجاهات الأخيرة تُظهر أن الفجوة بين ما نحن فيه وما يجب أن نكون عليه لا تتقلّص، بل تتّسع.. فإننا نسير في الاتجاه الخاطئ".
وأضاف: "يبحث تقرير توقعات تحوّلات الطاقة حول العالم خيارات المسار الضيق لكي نتوافق مع هدف الحدّ من ارتفاع درجة الحرارة عند 1.5 درجة مئوية.. نحن بحاجة إلى تسريع جذري لتحوّلات الطاقة لإحداث تحوّل ذي مغزى. سيكون الوقت أهمّ متغير لقياس جهودنا".
دور جائحة كورونا في تغيذر الاقتصادات
أوضح لا كاميرا أنه "على الرغم من أن المسار شاقّ، إلّا أن عدّة عناصر مواتية يُمكن أن تجعله قابلًا للتحقيق، فالاقتصادات الكبرى المسؤولة عن أكثر من نصف انبعاثات ثاني أكسيد الكربون العالمية تتحول إلى الحياد الكربوني، كما يتحرك رأس المال العالمي، حيث نرى الأسواق المالية والمستثمرين يحوّلون رأس المال إلى أصول مستدامة".
وشدّد على أن جائحة فيروس كورونا سلّطت الضوء على تكلفة ربط الاقتصادات بالوقود الأحفوري، وأكدت مرونة الطاقة المتجددة.
وقال: "بينما تضخ الحكومات مبالغ ضخمة في عمليات الإنقاذ والتعافي، يجب أن يدعم الاستثمار تحوّل الطاقة. لقد حان الوقت للعمل، ويمكن للدول أن تقود الطريق بسياسات من أجل نظام طاقة آمن ومزدهر وعادل ومناسب للقرن الـ21".
اقرأ أيضًا..
- أوروبا تسعى إلى تعديل معاهدة الطاقة للتخلص من الوقود الأحفوري
- آيرينا تعقد شراكة جديدة لتعزيز الطاقة الكهرومائية المستدامة
- وكالة الطاقة المتجددة تبحث مستقبل التحوّل المستدام بعد كورونا