9 سنوات تفصل الصين عن امتلاك أكبر أسطول مفاعلات نووية في العالم

تقترب الصين من تصدّر دول العالم في عدد المفاعلات النووية، مع اقتراب معظم المحطات النووية القائمة في اليابان والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة من انتهاء عمرها الافتراضي، البالغ 40 عامًا.

وأظهرت توقعات وكالة الطاقة الدولية، أن الصين بحلول 2030 ستمتلك أكبر أسطول للطاقة النووية في العالم.

وقال مسؤول توقعات الطاقة العالمية ونمذجة قطاع الطاقة وتحليله، في وكالة الطاقة الدولية، برنت وانر، إن الاتجاه المتصاعد للصين يدعمه غياب دعم سياسات التشغيل طويل الأجل لأسطول المفاعلات الحالي -حسبما ذكر موقع وورلد نيوكلير نيوز المهتم بشؤون الطاقة النووية-.

اتجاهات الطاقة العالمية 2050

في الوقت الذي يحتاج فيه العالم إلى المزيد من الكهرباء منخفضة الكربون، ونتيجة إغلاق المصانع والاستثمار المحدود في إنشاء مفاعلات جديدة، فإن الطاقة النووية في الاقتصادات المتقدمة تفقد قوّتها، رغم أنها تمثّل أكبر مصدر للكهرباء منخفضة الكربون.

وأشارت الوكالة الدولية للطاقة، والوكالة الدولية للطاقة الذرّية، في ندوة عبر الإنترنت، إلى أن تحوّلات الطاقة النظيفة تتسارع في جميع أنحاء العالم، في ظل الالتزامات باتفاقية باريس مع التعهدات المتزايدة للوصول إلى الحياد الكربوني، بحلول 2050.

وأوضح وانر في إحدى جلسات الندوة التي عقدت تحت عنوان "دور الطاقة النووية في الكهرباء"، أنه يمكن للطاقة النووية أن تقدّم مساهمة مهمة، بصفتها تقنية تجارية ناضجة منخفضة الكربون.

ويتوقف هذا على تأسيس سياسات الطاقة اللازمة وتصميمات السوق لتسهيل الاستثمارات في تقنيات توليد الكهرباء قابلة للتوزيع ومنخفضة الكربون.

وقال وانر -نقلاً عن تقرير الطاقة العالمية لعام2020، الصادر عن وكالة الطاقة الدولية في أبريل/نيسان من العام الماضي- إنه بفضل حصتها البالغة 10%، لا تزال الطاقة النووية ثاني أكبر مصدر للكهرباء منخفضة الكربون، بعد الطاقة الكهرومائية.

دور الطاقة النووية في خفض الكربون

على مدى الـ 30 عامًا الماضية، كانت الطاقة النووية، في الاقتصادات المتقدمة، أكبر مصدر لتوليد الكهرباء منخفضة الكربون، حيث توفر أكثر من الطاقة الكهرومائية، وتفوق حصتها حصة طاقة الرياح والطاقة الشمسية الكهروضوئية مجتمعة.

وقال وانر، إنه على مدار الـ 50 عامًا الماضية التي كانت فيها الطاقة النووية جزءًا أساسيًا في توليد الكهرباء، ساعد ذلك في تلافي انبعاث أكثر من 60 مليار طن من غاز ثاني أكسيد الكربون في جميع أنحاء العالم.

يأتي ذلك على الرغم من وجود توقعات بارتفاع انبعاثات ثاني أكسيد الكربون الناتجة عن توليد الكهرباء أعلى بنسبة 20% تقريبًا.

متوسط أعمار المفاعلات النووية

منذ بداية عام 2019، اقترب متوسط عمر المحطات النووية في الولايات المتحدة من 40 عامًا، وفي كندا والاتحاد الأوروبي كان نحو 35 عامًا، وفي اليابان كان 30 عامًا.

ونظرًا لفترات التصميم الأصلية وتراخيص العمل لمدة 40 عامًا، من المتوقع صدور قرارات قادمة تتعلق بغالبية الأسطول النووي في هذه المناطق بشأن ما سيحدث بعد ذلك.

واقع المحطات النووية في الصين

لم يواكب أسطول المفاعلات النووية الصينية متطلبات النمو المتسارعة، حيث يظهر تقرير توقعات الطاقة العالمية أنه رغم وجود أساطيل قديمة في عدد من الاقتصادات والقليل جدًا من أعمال البناء الجارية، فإن من المتوقع حدوث انخفاض في الإنتاج في إجمالي الأساطيل النووية النشطة، واستمرار تشغيلها، خلال العقدين المقبلين.

الواقع بدفع الصين لامتلاك أكبر أسطول نووي، بحلول عام 2030، كما ستشهد روسيا نموًّا كبيرًا، وكذلك الهند والشرق الأوسط، وهو ما يُعدّ تحوّلًا في مركز ثقل التقنيات النووية في العالم.

أسباب ازدهار نمو الطاقة الشمسية

إلى جانب المحطات النووية، تعدّ الطاقة الشمسية الكهروضوئية، الآن، أرخص مصدر للكهرباء في معظم البلدان، ومن المقرر أن تتضاعف 3 مرات، بحلول 2030، في إطار خيار "السياسات المعلنة" في تقرير توقعات الطاقة العالمية.

وأشار وانر إلى 3 أسباب رئيسة وراء النمو السريع للطاقة الشمسية:

1. المششروعات الجديدة أقلّ تكلفة من أيّ مصدر للكهرباء في معظم البلدان.
2. دعم سياسي للطاقة الشمسية في أكثر من 130 دولة.
3. التمويل يميل إلى أن يكون رخيصًا للغاية.

وقال وانر، إن الاستثمار في الكهرباء يحتاج إلى زيادة لقيادة عمليات انتقال الطاقة النظيفة، ولكن دون الطاقة النووية المكملة للطاقة المتجددة، يرتفع إجمالي الاستثمار بأكثر من 15%.

اقرأ أيضًا..

• المفاعلات النووية.. 413 محطة تواجه تحدّيات التشغيل والتخلص الآمن من النفايات
• أزمة الكهرباء في اليابان تستدعي ضرورة الاستعانة بالمحطات النووية