كهرباءالتقاريرتقارير الكهرباءرئيسية

القرصنة على شبكة الكهرباء.. سلاح ردع جديد في المواجهة بين الهند والصين

دراسة تكشف تورّط بكين في انقطاع التيار عن مومباي

دينا قدري

اقرأ في هذا المقال

  • الدراسة توصلت إلى أن هناك حملة إلكترونية صينية واسعة النطاق ضد شبكة الكهرباء في الهند
  • المجموعة الصينية تستخدم بشكل منهجي تقنيات القرصنة الإلكترونية للوصول إلى البنية التحتية
  • الهجوم بمثابة رسالة تحذير من بكين إذا استمرّت ادّعاءات الهند الحدودية
  • الهجمات الإلكترونية أصبحت خيارًا آخر للردع، أقلّ تدميرًا من الهجوم النووي
  • متسللون مدعومون من الهند استخدموا رسائل بريد إلكتروني احتيالية لاستهداف المنظمات الصينية

أظهرت دراسة جديدة أن هناك علاقة محتملة بين التسلل الإلكتروني في شبكة الكهرباء الهندية وانقطاع الكهرباء عن مومباي، في أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي، وتزايد الاشتباكات الحدودية بين الهند والصين، في 2020، وفقًا لما نقلته صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية.

ورأت الدراسة التي أجرتها شركة "ريكورديد فيوتشر" الأميركية -التي تبحث في استخدام الإنترنت من قبل الجهات الحكومية- أن هذين الحدثين ربما كانا متصلين بجزء من حملة إلكترونية صينية واسعة النطاق ضد شبكة الكهرباء في الهند، لإرسال رسالة مفادها أنه إذا زادت الهند من إدعاءاتها الحدودية، فقد تنطفئ الأضواء في جميع أنحاء البلاد.

ووجدت الدراسة أن البرامج الضارة الصينية كانت تتدفق إلى أنظمة التحكم التي تدير الإمداد بالكهرباء في جميع أنحاء الهند، إلى جانب محطة فرعية لنقل الجهد العالي ومحطة طاقة تعمل بالفحم، مع استمرار المواجهة في وادي غالوان في ولاية لاداخ (منطقة حدودية متنازع عليها في جبال الهيمالايا) والتي أودت بحياة ما لا يقل عن 20 شخصًا.

وتوصلت إلى أن معظم البرامج الضارة لم يجرِ تنشيطها مطلقًا، لكنها لم تتمكّن من فحص تفاصيل الشفرة نفسها، التي جرى وضعها في أنظمة توزيع الكهرباء الإستراتيجية عبر البلاد، لأنها لم تتمكّن من الدخول إلى أنظمة الكهرباء في الهند.

قرصنة منهجية

أوضح كبير مسؤولي العمليات في شركة ريكوديد فيوتشر، ستيوارت سولومون، أن المجموعة التي ترعاها الدولة الصينية -والتي أطلقت عليها الشركة اسم ريد إيكو- "يُنظر إليها على أنها تستخدم بشكل منهجي تقنيات القرصنة الإلكترونية المتقدمة، للحصول على موطئ قدم بهدوء في ما يقرب من 12 نقطة مركزية حاسمة عبر البُنية التحتية الهندية لإنتاج ونقل الكهرباء".

وقال المحققون -الذين كتبوا دراسة ريكورديد فيوتشر-: إن "العلاقة المزعومة بين انقطاع الخدمة واكتشاف البرامج الضارة غير المحددة" في النظام "لا تزال غير مؤكدة"، لكنهم قالوا: إن "الأدلة الإضافية تشير إلى الاستهداف المنسّق لمراكز إرسال الأحمال الهندية"، والتي توازن بين الطلبات الكهربائية عبر مناطق البلاد.

رسالة تحذير

هذا الاكتشاف يثير تساؤلًا عمّا إذا كان انقطاع التيار الكهربائي، في 13 أكتوبر/تشرين الأول، في مومباي -أحد أكثر مراكز الأعمال ازدحامًا في البلاد- كان المقصود به رسالة من بكين حول ما قد يحدث إذا دفعت الهند بقوة مطالباتها الحدودية.

نقلت تقارير إخبارية في ذلك الوقت عن مسؤولين هنود، قولهم، إن السبب كان هجومًا إلكترونيًا من أصل صيني على مركز قريب لإدارة أحمال الكهرباء، وبدأت السلطات تحقيقًا رسميًا، من المقرر تقديم تقرير عنه في الأسابيع المقبلة.

صمت رسمي

أرسلت ريكورديد فيوتشر النتائج التي توصلت إليها إلى فريق الاستجابة لطوارئ الحاسب الآلي في الهند، وهو نوع من وكالة التحقيق والإنذار المبكر التي تحتفظ بها معظم الدول لتتبّع التهديدات التي تتعرض لها البُنية التحتية الحيوية.

وقد أقرّ المركز مرتين باستلام المعلومات، لكنه لم يقل شيئًا عما إذا كان قد عثر أيضًا على الشفرة في شبكة الكهرباء.

منذ ذلك الحين، التزم المسؤولون الهنود الصمت بشأن الشفرة الصينية، إذا ما كانت قد تسبّبت في انقطاع التيار الكهربائي في مومباي، والأدلة التي قدّمتها لهم شركة ريكورديد فيوتشر بأن العديد من عناصر شبكة الكهرباء في البلاد كانت هدفًا لجهود القرصنة الصينية المتطورة.

من الممكن أن يكون الهنود لا يزالون يبحثون عن الشفرة، لكن الاعتراف بإدخالها قد يعقّد الدبلوماسية في الأيام الأخيرة بين وزير الخارجية الصيني، وانغ يي، ونظيره الهندي، سوبراهمانيام غايشانكار، في محاولة لتخفيف التوترات الحدودية، بحسب ما أكده دبلوماسي هندي سابق.

ضرورة استبدال الأجهزة الصينية

جدّد الخبراء العسكريون في الهند الدعوات إلى حكومة رئيس الوزراء ناريندرا مودي لاستبدال الأجهزة الصينية الصنع لقطاع الطاقة في الهند ونظام السكك الحديدية الحيوي.

وقالت الحكومة الهندية، إن مراجعة عقود تكنولوجيا المعلومات الهندية، بما في ذلك مع الشركات الصينية، جارية، لكن الحقيقة هي أن تفكيك البُنية التحتية الحالية أمر مكلف وصعب.

سلاح ردع

هذا الاكتشاف هو أحدث مثال على كيف أن الوضع الواضح للبرامج الضارة في شبكة الكهرباء للخصم أو غيرها من البُنية التحتية الحيوية، أصبح أحدث شكل من أشكال العدوان والردع -وهو تحذير من أنه إذا جرى دفع الأمور بعيدًا، فقد يعاني الملايين.

تحتفظ كل من الهند والصين بترسانات نووية متوسطة الحجم، والتي كان يُنظر إليها تقليديًا على أنها الرادع النهائي، لكن لا يعتقد أيّ من الطرفين أن الطرف الآخر سيخاطر بتبادل نووي ردًا على الخلافات الدموية حول خط السيطرة الفعلية، وهو ترسيم حدود غير واضح المعالم، حيث تصاعدت الخلافات طويلة الأمد إلى صراعات مميتة من قبل الحكومات القومية بشكل متزايد.

تمنحهم الهجمات الإلكترونية خيارًا آخر -أقلّ تدميرًا من الهجوم النووي- لكنه قادر على منح دولة ما ميزة إستراتيجية ونفسية.

قراصنة هنود

يمكن للحكومة الصينية أن تجادل بأن الهند بدأت العدوان الإلكتروني، فقد تم ضبط مجموعة من المتسللين المدعومين من الهند يستخدمون رسائل بريد إلكتروني احتيالية -تحت عنوان فيروس كورونا- لاستهداف المنظمات الصينية في ووهان، في فبراير/شباط الماضي.

اتهمت شركة "360 سكيوريتي تكنولوجي" الأمنية الصينية المتسللين الهنود باستهداف المستشفيات ومؤسسات البحث الطبي برسائل البريد الإلكتروني الاحتيالية في حملة تجسّس.

بعد 4 أشهر، مع تصاعد التوترات بين البلدين على الحدود، أطلق قراصنة صينيون سربًا من 40300 محاولة اختراق على البُنية التحتية التكنولوجية والمصرفية في الهند، في 5 أيام فقط.

كانت بعض عمليات التسلل تُسمّى هجمات الحرمان من الخدمة التي أدّت إلى تعطيل هذه الأنظمة.

وقالت الشرطة في ولاية ماهاراشترا الهندية -موطن مومباي-، إن عمليات أخرى كانت هجمات تصيّد احتيالي.

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق