أسبوع سيرا.. تباين الرؤى حول مستقبل النفط واتفاق على نقص الاستثمارات
فريق يتبنّى الطاقة المتجددة نهايةً للوقود الأحفوري وآخر لا يراها بديلًا
اختلف رؤساء شركات نفط وقادة في القطاع، خلال مشاركتهم في أسبوع سيرا، على مستقبل النفط وذروته، بينما اتفقوا على نقص الاستثمارات في القطاع، إثر تداعيات جائحة كورونا، العام الماضي، من خسائر ومخاوف.
فحتى مع نهج تحوّل الطاقة، مازال الطلب على النفط ينمو، باستثناء عام 2020، الذي انخفض فيه الطلب على الخام بنسب تقترب من 20%، وفق مشاركين في أسبوع سيرا للطاقة، الذي انطلق افتراضيًا، أمس، ويستمر حتى يوم الجمعة المقبل، من هيوستن الأميركية.
ويتمثّل التحدي الأبرز خلال الـ20 عامًا القادمة، أمام شركات النفط، في كيفية إدارة استثماراتها وموازناتها أمام تحوّل الطاقة، وهو ما يقودها إلى تركيز الاستثمارات على الأماكن الأكثر كفاءة وحظًّا في التنقيب والاستكشاف -وفق ممثّلين من شركات النفط الكبرى-.
إكوينور النرويجية
قال نائب الرئيس التنفيذي للتطوير والإنتاج الدولي في شركة إكوينور النرويجية الحكومية آل كوك: "نحن ندرك أن هناك طلبًا محدودًا على النفط والغاز، وأنه يتعين علينا تحقيق عوائد للمساهمين".
واستطرد في كلمته بـ أسبوع سيرا: "لكننا نعتقد أنه ستكون هناك مستويات متزايدة من الطلب على النفط والغاز، وحاجة حقيقية للهيدروكربونات في عشرينيات وحتى ثلاثينيات القرن الحالي".
وتخارجت إكوينور من معظم عملياتها البرّية في الولايات المتحدة، وركّزت في المجالات الأساسية الرئيسة بمناطق خارجية، بما في ذلك البرازيل وبحر الشمال البريطاني وخليج المكسيك.
وقال كوك في هذا الصدد: "هذا يتعلق بتركيز قدراتنا التشغيلية، حيث نعتقد أننا الأفضل في العالم".
هيس كورب
من جانبه، قال الرئيس التنفيذي لشركة هيس كورب الأميركية، جون هيس، إن الطلب على النفط من المتوقع أن يرتفع، على مدار الأعوام الـ10 المقبلة.
أضاف: "وكالة الطاقة الدولية أوضحت أن العالم بحاجة إلى استثمار ما بين 500 مليار دولار إلى 600 مليار دولار سنويًا، لتنمية قطاع النفط والغاز العالمي، لمواكبة نمو الطلب في المستقبل".
وتابع: "بلغ الرقم الذي جرى إنفاقه، العام الماضي، 300 مليار دولار، وفي السنوات الـ 5 الماضية، 300 مليار دولار إلى 450 مليار دولار"، في إشارة إلى قلّة الاستثمارات، وهو ما عبّر عنه هيس بقوله، علاوة على ذلك، إذا كان إجمالي الإنفاق أقلّ من الاحتياجات، فإن الإنفاق على الاستكشاف بشكل خاص قد تأخّر، خلال السنوات الأخيرة".
انتعاش الطلب على النفط
قال جون هيس في أسبوع سيرا: "نحن في انتعاش للطلب على شكل حرف V، وانتعاش للعرض على شكل حرف U".
وأوضح: "لكن بمجرد سحب المخزونات والتخلص من التخمة، سنحتاج إلى مزيد من المعروض وأسعار أقوى لتشجيع هذا الاستثمار.. نرى الطلب ينمو في السنوات الـ 10 المقبلة".
من جهته، قال الرئيس التنفيذي لـ"بنك الاستثمار في الطاقة تيودور بيكرينغ هولت آند كو" ماينارد هولت، إنه مع ارتفاع أسعار خام غرب تكساس الوسيط مؤخرًا فوق 60 دولارًا للبرميل، وبرنت أعلى ببضعة دولارات، فإن السوق تتعافى بالفعل.
وقال، إن هناك "الكثير من رأس المال" المتاح لتجربة أشياء جديدة في مجال الطاقة.
وأضاف: "أعتقد أن القطاع سيحصل على شكل جديد، لا سيما مع الإجراءات الاحترازية في أسواق النفط والغاز العالمية، لتقليل الانبعاثات"، مشيرًا إلى أن "الرؤية طويلة المدى هي أن العالم ينمو، وسيحتاج إلى النفط والغاز".
ذروة النفط
قال هيس: "نحن لا نستثمر بما يكفي لنمو النفط والغاز في المستقبل.. لا نعتقد أن ذروة النفط ستحدث قريبًا جدًا.. نتوقع أن ينمو الطلب على مدار الأعوام الـ 10 المقبلة،. موضحًا أن الأسعار ستحتاج إلى الارتفاع لدعم هذا الاستثمار.
ويقول الرئيس التنفيذي لبنك الاستثمار تيودور بيكرينغ هولت آند كو" ماينارد هولت، متحدثًا بإحدى اللجان في أسبوع سيرا: "إن التركيز على الاستثمار في الطاقة المتجددة قد يؤدي إلى ارتفاع أسعار النفط".
وبينما من المرجح أن يتعافى الطلب بشكل حادّ بعد الوباء، سيكون العرض أبطأ لاستئنافه، حيث يعمل منتجو النفط الصخري على وجه الخصوص، بشكل متحفظ، لتلبية احتياجات المساهمين -وفقًا لـ هيس-.
من جانبه، يؤكد الرئيس التنفيذي لشركة ريبسول، جوزو جون إيماز: "أنا فخور بكوني شخصًا في مجال النفط والغاز.. سنحتاج إلى النفط والغاز في السنوات المقبلة".
لكن الرئيس التنفيذي لشركة شل بن فان بيردن، قال: "نعتقد أن إنتاجنا من النفط بلغ ذروته، ليس لأننا نعتقد أنه بلغ ذروته في العالم".
وتابع: "سنستثمر المزيد من الوقت والمال ورأس المال فيما نسمّيه نظام الطاقة في المستقبل، وتأثير ذلك هو أنه سيكون لدينا محفظة أكثر تركيزًا من الأصول المنتجة للنفط".
اشتباك
أشاد الرؤساء التنفيذيون لشركة بريتيش بتروليوم بي بي -ومقرّها لندن-، وشركة رويال داتش شل -ومقرّها هولندا-، بجهودهم لتحويل أعمالهم في مجال النفط والغاز، منذ قرن من الزمان، إلى قادة في مجال الطاقة النظيفة.
في حين قال الرؤساء التنفيذيون لشركة هيس كورب -ومقرّها نيويورك-، وريبسول -ومقرّها مدريد-، إنهم واثقون من أن الطلب على الوقود الأحفوري سيستمر في النمو، مع زيادة تعداد سكّان العالم.
يقول الرئيس التنفيذي لشركة بي بي برنارد لوني: "لقد كنا شركة نفط وغاز، منذ 112 عامًا، وأعتقد أن هذه لحظة يتعيّن علينا فيها إعادة اكتشاف الشركة".
وأضاف: "قررنا أن نتبنّى حقًا تحوّل الطاقة، لكونه فرصة عظيمة، ولا ننظر إليه على أنه نوع من التهديد لأعمالنا الأساسية".
وعلى النقيض، قال قادة شركات النفط هيس كورب، وبيكر هيوز، وكارلايل الدولية للطاقة، إنهم يرون زيادة الطلب على النفط والغاز الطبيعي، خلال العقد المقبل.
ووافقهم في الرأي الرئيس التنفيذي لشركة بيكر هيوز الأميركية لورنزو سيمونيلي، بقوله: "لا تزال المواد الهيدروكربونية ضرورية لتوفير الطاقة للعالم، خاصة على المدى القريب".
أمّا نائب رئيس أسواق النفط والطاقة والتنقّل بشركة آي إتش إس ماركت "جيم بوركهارد"، فقد أشار إلى أن صعود السيارات الكهربائية أزاح نحو 400 ألف برميل يوميًا من الطلب العالمي على النفط، في عام 2020، أي أقلّ من 1% فقط من إجمالي الطلب العالمي.
غير أنه قال: "على الرغم من أن هذه المستويات صغيرة في الوقت الحالي، إلّا أن هذا هو الاتجاه الذي يسير فيه العالم".
اقرأ أيضًا..
- أسبوع سيرا.. شنير إنرجي تعوّل على آسيا في نمو الطلب على الغاز
- أسبوع سيرا.. غياب مفاجئ لـ أمين عام أوبك
- أسبوع سيرا.. بيكر هيوز تتوقع توازن أسواق النفط في 2022