نيوم تتيح لأرامكو وكبرى الشركات الاستفادة من الهيدروجين
بيتر تيريوم: 4 غيغاواط من الطاقة المتجددة مجرد بداية
قال رئيس قطاع الطاقة في شركة نيوم السعودية، بيتر تيريوم: إن عمالقة الصناعة في المملكة، مثل أرامكو وسابك ومعادن، يمكن أن يشاركوا في استخدام الهيدروجين من نيوم لإنتاج الوقود النظيف والأسمدة والبتروكيماويات.
وأوضح أن مدينة نيوم المستقبلية ستحتاج أكثر من 4 غيغاواط من الطاقة المتجددة المخطط لها، حيث يوفر الهيدروجين الأساس للمواد الأولية النظيفة المستخدمة في إنتاج الأسمدة والكيماويات ومشتقات النفط.
وأضاف تيريوم في تصريحات، اليوم الثلاثاء -حسب منصة إس آند بي غلوبال بلاتس-، أن "4 غيغاواط هي مجرد بداية"، موضحًا أن نيوم "تتضمن مدينة ونشاطًا تجاريًا ونشاطًا صناعيًا إضافيًا ستزيد احتياجاته من الطاقة بشكل ملحوظ عن 4 غيغاواط، ويعتمد ذلك على نمط النمو السكاني ومدى نجاحنا في جذب الصناعات المتقدمة.. لدينا سيناريوهات مختلفة تمتد من 15 غيغاواط إلى 30 غيغاواط".
التغيّر المناخي
كانت شركة نيوم قد أعلنت، في 7 يوليو/تموز 2020، عن خطواتها الأولى لتصبح لاعبًا أساسيًا في سوق الهيدروجين العالمية لإنتاج الطاقة، عبر دخولها في شراكة مع "آير بروداكتس" و"أكوا باور" بقيمة 5 مليارات دولار لبناء أضخم منشأة عالمية لإنتاج الهيدروجين في مدينة نيوم، لتوفير حلول مستدامة لقطاع النقل العالمي، ومواجهة تحديات التغيّر المناخي.
وسينتج المشروع العملاق نحو 650 طنًا من الهيدروجين الأخضر يوميًا، و1.2 مليون طن من الأمونيا الخضراء سنويًا، ليسهم بذلك في الحدّ من انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون، بما يعادل 3 ملايين طن سنويًا.
وأشار تيريوم إلى إمكان تصدير 1.2 مليون طن من الأمونيا سنويًا، والذي سيجري إنتاجه بواسطة الهيدروجين من خلال شراكة بين آير برودكتس وأكوا باور ونيوم، يمتدّ من اليابان إلى كوريا وفلوريدا وكاليفورنيا، إلى جانب أجزاء من أوروبا.
كيفية إنتاج الهيدروجين
يجري إنتاج الهيدروجين الأخضر من خلال عملية فصل جزيئات الهيدروجين عن الأكسجين الموجودة في الماء، عبر عملية التحليل الكهربائي التي تتطلّب طاقة كهربائية عالية، تأتي من مصادر نظيفة ومتجدّدة، وبطريقة صديقة للبيئة.
ويُنتَج الهيدروجين الأخضر من خلال عملية صناعية (التحليل الكهربائي)، حيث تُستخدَم الكهرباء القادمة من مصادر متجدّدة، مثل طاقة الرياح والطاقة الشمسية، لفصل جزيئات الأكسجين عن الهيدروجين الموجود في المياه، ومن ثمّ استخدام الهيدروجين الناتج عن تلك العملية مباشرة.
يوضح تيريوم أن مدينة نيوم لديها ميزة في توليد الكهرباء من الطاقة المتجددة، خاصة من الطاقة الشمسية والرياح، وهو ما يجعل أسعار تكلفتها أقل من غيرها.
وأكد أن هذا المستوى من الأسعار يجعل الكهرباء من الطاقة المتجددة قادرة على المنافسة، بحيث يمكن استخدامها للتحوّل إلى الهيدروجين.
وانخفاض تكاليف الطاقة المتجدّدة في منطقة الخليج -نظرًا لامتلاكها وفرة من الأراضي والشمس والرياح- يمنحها المكوّنات الرئيسة لإنتاج الهيدروجين الأخضر، لذلك خطت السعودية مشروع "نيوم" الأكثر طموحًا دوليًا، بإنشاء أكبر مشروع في العالم لإنتاج الهيدروجين الأخضر.
وبالإمكان نقل الهيدروجين للمسافات القصيرة، من خلال شاحنات خاصّة، لكن بالنسبة للمسافات البعيدة ستكون السفن والأنابيب هي الحلّ، ونظرًا لعدم وجود سفن خاصّة الآن لنقل الهيدروجين، سيُصدَّر عبر تحويله إلى مادّة الأمونيا التي يسهل نقلها على سفن معدّة لذلك.