مصرف بريطانيا المركزي قد يتخلّى عن سندات الوقود الأحفوري
سعيًا لميزانية أكثر اخضرارًا
حازم العمدة
في الوقت الذي يحاول فيه جعل ميزانيته العمومية أكثر اخضرارًا، قال محافظ المصرف المركزي البريطاني أندرو بيلي في مقابلة مع صحيفة (ذي أوبزرفر)، إن المصرف قد يتجنّب شراء سندات شركات الوقود الأحفوري.
ولدى سؤاله عمّا إذا كانت خطط المصرف المركزي لإصلاح برامج شراء السندات الخاصة به ستعني الابتعاد عن شركات الوقود الأحفوري، قال بيلي: "نعم، يمكن ذلك، نحن جادّون بشأن هذه المسألة ".
يشار إلى أن خطوة المصرف المركزي البريطانية ليست فريدة من نوعها، ففي الآونة الأخيرة بدأت مصارف عالمية شهيرة الرضوخ لضغوط نشطاء البيئة.
3 مصارف أوروبية
قبل أيام، أعلنت 3 مصارف أوروبية كبيرة، هي بى إن بى باريبا، وكريديت، وأى إن جي، أنها ستتوقف عن تمويل تجارة النفط في منطقة الأمازون في الإكوادور، حيث عرضت المؤسسات المالية لضغوط من المنظمات البيئية غير الحكومية منذ الصيف.
وأشارت صحيفة "بيرفل" الإسبانية، إلى أن المستثمرون يميلون بالفعل إلى الابتعاد عن تمويل مشروعات استخراج الوقود الأحفوري.
كان بنك رابوبنك الهولندي أوّل من أعلن أنه سيتوقف عن تمويل تجارة الخام الإكوادورية، في عام 2020.
وأعرب مصرف يو بى إس السويسري عن استعداده للحوار مع المنظمات غير الحكومية والتخلّي عن المعاملات عندما يكون مصدر النفط مرتبطًا بانتهاكات حقوق الشعوب الأصلية أو حماية التراث العالمي.
حتى الآن، لم ينزعج مصرف ناتيكسيس الفرنسي، فقد ضاعف حتى تمويله للنفط الخام في المنطقة، في النصف الثاني من عام 2020.
أوف أميركا
في الولايات المتحدة، انضمّ مصرف "أوف أميركا" إلى مؤسّسات ماليّة كبرى، في رفض تمويل مشروعات التنقيب عن النفط والغاز في القطب الشمالي.
وأكّد متحدّث باسم المصرف القرار لوكالة فرانس برس، بعدما أوردته بلومبرغ، في وقت سابق.
وعقب هذه الخطوة، التي تعدّ نجاحًا لجهود المدافعين عن البيئة، رحّبت منظّمة حماية البيئة "نادي سييرا " بموقف بنك أوف أميركا، وقراره "الصائب".
وقالت المنظّمة غير الحكومية في بيان: "أعلن كلّ من غولدمان ساكس، ومورغان ستانلي، وتشيس، وويلز فارغو، وسيتي، عن سياسات مماثلة
أضاف البيان: "واجه مصرف أوف أميركا ضغوطًا متزايدة، في الأشهر الأخيرة، من مجتمعات السكّان الأصليين والمدافعين عن البيئة والمساهمين ليحذو حذوه".
دعاوى قضائية
يأتي القرار، بعد أن أطلقت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب، في منتصف نوفمبر/تشرين الثاني، عملية رسمية لبيع عقود تسمح بالتنقيب عن النفط هناك.
واتّجهت 3 كيانات قبلية في ولاية ألاسكا الأميركية، لمقاضاة إدارة ترمب، لوقف أوّل عمليات بيع على الإطلاق من قبل الحكومة الفيدرالية لعقود تأجير للنفط والغاز -بغرض التنقيب- في السهل الساحلي في محميّة الحياة البرّية الوطنية في القطب الشمالي.
كما أقامت 15 حكومة ولاية -بما في ذلك واشنطن وكاليفورنيا ونيويورك- دعاوى قضائية منفصلة أمام محكمة محلية فيدرالية في ولاية ألاسكا مؤخّرًا.
يشار إلى أن المنطقة هي موطن لعدد من أنواع الحيوانات المحمية، بما في ذلك الدببة القطبية والوعل.
كانت إدارة ترمب السابق، قد أصدرت، في أغسطس/آب الماضي، موافقة نهائية للسماح بالتنقيب عن النفط والغاز في محميّة الحياة البرّية الوطنية القطبية بولاية آلاسكا.
تبلغ تلك المنطقة 19 مليون فدّان (7.7 مليون هكتار)، وكانت تُحظَر أعمال الحفر فيها منذ عقود.
اقرأ أيضًا:
- بنك أوف أميركا يرفض تمويل التنقيب في القطب الشمالي
-
قطاع النفط الأميركي.. بنك مونتريال يتخارج من أعماله المصرفية
- دعاوى قضائية لمنع عمليات التنقيب عن النفط في ألاسكا
-
الطاقة المتجدّدة والحدّ من التلوّث يتصدّران أوّل سندات خضراء في مصر