تجارة الكهرباء والهيدروجين.. سلاح شل لمواجهة تغيّر المناخ
الشركة ستعلن إستراتيجيتها الأسبوع المقبل
محمد فرج
- الشركة ستحافظ على استقرار إنتاجها من النفط خلال العقد المقبل للمساعدة في تمويل انتقال الطاقة
- زيادة الإنفاق بأكثر من 5 مليارات سنويًا لتنفيذ مشروعات الطاقة منخفضة الكربون
- شل تراهن على النمو المستقبلي في الهيدروجين
- الشركة تسعي إلى تعزيز قاعدتها الاستهلاكية وتوسيع أعمالها في مجال إمدادات الكهرباء للمنازل
- خطة لخفض القوى العاملة بما يصل إلى 9 آلاف موظف
تخطط شركة شل إلى الحدّ من اعتمادها على الوقود الأحفوري، وتسعى لاستغلال خبراتها في التحوّل نحو الهيدروجين وتجارة الكهرباء بدلًا من التدافع على مشروعات الطاقة المتجددة.
ومن المقرر أن تعلن شل عن إستراتيجيتها، الأسبوع المقبل، حيث تشير الملامح الأوّلية للخطة إلى أن الشركة ستكون وسيطًا بين منتجي الطاقة النظيفة والعملاء، بدلًا من ضخّ المليارات في مشروعات الطاقة المتجددة، حسبما ذكرت وكالة رويترز.
كانت الشركة قد أعلنت، في أكتوبر/تشرين الأول، أنها ستزيد إنفاقها على الطاقة منخفضة الكربون إلى 25% من إجمالي الإنفاق الرأسمالي، بحلول عام 2025.
مضاعفة الاستثمارات
قالت مصادر في تصريحات لوكالة رويترز، إن زيادة الإنفاق تعني استثمارات أكثر من 5 مليارات دولار سنويًا، من 1.5 مليار دولار إلى ملياري دولار تُنفَق حاليًا.
وأوضحت أن الشركة ستحافظ على استقرار إنتاجها الإجمالي من النفط والغاز إلى حدّ كبير، خلال العقد المقبل، للمساعدة في تمويل انتقال الطاقة، على الرغم من أن الغاز قد يصبح جزءًا أكبر من مزيج التحوّل.
ورفضت متحدّثة باسم شل التعليق لوكالة رويترز على تفاصيل إستراتيجية الشركة الجديدة قبل إعلانها.
-
شل تستحوذ على أكبر شبكة شحن سيارات كهربائية في بريطانيا
-
شل كندا تستثمر في تحويل النفايات إلى وقود حيوي منخفض الكربون
يأتي ذلك في الوقت الذي تخطط فيه شركة بريتيش بتروليوم "بي بي" إلى تقليص إنتاجها النفطي بنسبة 40%، بحلول عام 2030، وأبعدت فريق التنقيب عن النفط والغاز، للتركيز على مصادر الطاقة المتجددة.
ومن المقرر أن يرتفع الإنفاق على الطاقة منخفضة الكربون 10 أضعاف إلى 5 مليارات دولار، خلال الفترة المقبلة.
تجارة الطاقة
رغم أن شركات النفط الكبرى في أوروبا بدأت طرح إستراتيجيات للبقاء في عالم منخفض الكربون، إلّا أن المستثمرين والمحللين لا يزالون يشككون في قدرات تلك الشركات على تحويل نماذج الأعمال التجارية التي عمرها قرون، والانتصار في أسواق الطاقة المزدحمة بالفعل.
وتتمثّل أهمية خطة شل في تجربتها بتداول جميع أنواع الطاقة من النفط إلى الغاز الطبيعي إلى الكهرباء وشبكة البيع بالتجزئة الواسعة.
وتعدّ شل من الشركات الرائدة في مجال تداول الطاقة في العالم، وهو نشاط تسمّيه "التسويق"، حيث تتاجر بنحو 13 مليون برميل نفط يوميًا، بما يعادل 13% من الطلب العالمي قبل وباء كورونا.
وقال الرئيس التنفيذي لشركة شل "بن فان بيوردن"، في أكتوبر/تشرين الأول: "مستقبل الطاقة مشرق بشكل خاص لتسويقنا وأعمالنا، وسنقوم بتسريع خطط النمو الجارية".
تحديات كبيرة
كان التداول أمرًا أساسيًا لشركات النفط الكبرى على مدى عقود، ما يسمح لها باستخدام عملياتها العالمية للاستفادة بسرعة من التغيّرات في العرض والطلب، حسبما ذكرت رويترز.
-
في عصر كورونا.. أبرز 5 تساؤلات عن سباق الحياد الكربوني
-
شل تبيع حصّة بمشروع كوينزلاند للغاز مقابل 2.5 مليار دولار
وساعد تداول شل على تجنّب أول خسارة ربع سنوية لها، في الربع الثاني من عام 2020، حتى مع انخفاض الاستهلاك بسبب وباء كورونا.
ويقول محللون، إن قسم التداول في شل سيواجه تحديًا لأنه يعتمد بشكل كبير في الوقت الحالي على مبيعات منتجات الوقود الأحفوري المكرر، التي تمثّل أيضًا نسبة كبيرة من انبعاثات الكربون.
تعزيز قاعدة شل
قال المحلل في جي بي مورغان، كريستيان ماليك: "شل تواجه خيارات صعبة بشأن تحقيق التوازن بين تدفقها النقدي التجاري الذي يستفيد من المنتجات النفطية مع استمرار عمليات كثيفة الكربون، لكن نظرًا لحجم قاعدة العملاء والتوزيع، يمكن أن تكون أكثر مرونة".
وتخطط شل إلى تعزيز قاعدتها الاستهلاكية من خلال توسيع أعمالها في مجال تجارة الطاقة من خلال إمدادات الكهرباء للمنازل وشبكة نقاط شحن السيارات الكهربائية، فضلًا عن توقيع اتفاقيات شراء الطاقة للشركات على المدى الطويل.
وتمتلك شل 45 ألف منفذ بيع بالتجزئة في جميع أنحاء العالم، وهو ما يزيد بكثير عن منافسيها الأوروبيين، وتخطط لإضافة 10 آلاف منفذ آخر، بحلول عام 2025.
وقالت مصادر لـ"رويترز": إن شل -بصفتها منتجا رئيسًا للوقود الحيوي- تريد زيادة إنتاجها من الوقود المصنوع من النباتات والنفايات بمثابة مصدر بديل للطاقة في النقل.
البوصلة تتّجه نحو الهيدروجين
أوضحت المصادر لـ"رويترز" أن شل تراهن أيضًا على النمو المستقبلي في الهيدروجين، بعد أن جذب الهيدروجين اهتمامًا كبيرًا في الأشهر الأخيرة بصفته بديلًا نظيفًا للغاز الطبيعي للصناعة الثقيلة والنقل.
ولم تقدّم المصادر أيّ أهداف لزيادة إنتاج شل للهيدروجين أو الوقود الحيوي.
ويخطط منافسو شل -بما في ذلك بي بي وتوتال وإيني الإيطالية وريبسول الإسبانية- للتوسع في أسواق الهيدروجين، فضلًا عن إضافة نقاط شحن السيارات الكهربائية.
وقالت المصادر، إن شل ستظل توسّع قدرتها المتجددة، لاسيما في محطات الرياح البحرية، حيث تعتقد أن لديها ميزة بعد سنوات من تشغيل حقول النفط البحرية، لكن الشركة سوف تركّز على الربحية بدلًا من الحجم، حسبما ذكرت رويترز.
وقدّمت شل بعض التفاصيل حول إستراتيجيتها الجديدة، يوم 29 أكتوبر/تشرين الأول، بما في ذلك خطة لتضييق إنتاجها من النفط والغاز إلى تسعة مراكز، وخفض عدد المصافي إلى 6 من 14، وتعزيز أعمالها التسويقية.
كما أعلنت الشركة خططًا لخفض قوّتها العاملة بما يصل إلى 9 آلاف موظف، نحو 10%، بحلول أغسطس/آب من العام الجاري، بجزء من مراجعة واسعة لخفض التكاليف.