موقف بايدن من النفط الصخري يثير الجدل
تعزيز استثمارات بتروكيمياوية بأكثر من 200 مليار دولار
سالي إسماعيل
"الاكتفاء الذاتي من الطاقة".. شعار تكرّر من جانب 8 رؤساء أميركيين، منذ أوائل السبعينات، قبل أن تصبح الولايات المتحدة، في عام 2019، أكبر منتج للنفط في العالم ومصدرًا للطاقة لأوّل مرّة منذ منتصف القرن الـ20.
يقول نائب رئيس مؤسّسة آي إتش إس ماركت، دانيال يرغين، في كلمته بمنتدى الطاقة العالمي، الذي ينظّمه المجلس الأطلسي الأميركي: إن الولايات المتحدة كانت مكتفية ذاتيًا من الطاقة إلى حدّ كبير، لكن النفط كان هو الاستثناء الأكبر.
وفي عام 2008، شكّل صافي واردات الولايات المتحدة من الخام نحو 60% من الاستهلاك الأميركي، لكن ثورة النفط الصخري في البلاد تسبّبت في تغيير المشهد تمامًا، حيث تضاعف الإنتاج وتحقّق الاستقلال في مجال الطاقة تقريبًا -كما يقول يرغين-.
وبعدما أصبحت الولايات المتحدة أكبر منتج للنفط في العالم، فإن حجم الإنتاج الأميركي لعب دورًا مهمًا ضدّ الصدمات التي قد يشهدها العالم، حيث إن نموّ النفط الصخري قد غيّر توازن الإمدادات في الأسواق العالمية.
مخاوف الحظر
يقول الاقتصادي في مؤسّسة آي إتش إس ماركت، إنه إذا تحقّقت شعارات حظر التكسير المائي، المعلنة خلال الحملات الانتخابية، فمن شأن ذلك عكس الجهود المبذولة في ثورة النفط الصخري.
وتأتي هذه التعليقات بالتزامن مع تنصيب جو بايدن، لرئاسة الولايات المتحدة، الذي أعلن بشكل واضح موقفه من التكسير المائي وسط احتمالات حظره في الأراضي الفيدرالية.
ويضيف يرغين، أنه حال تقنين هذه السياسة -حظر التكسير المائي- فإنها ستكون في الواقع سياسة استيراد المزيد من النفط، مع الإشارة إلى أنه يوجد نحو مليون سيارة في الولايات المتحدة تعمل جميعها بالنفط.
ثورة النفط الصخري
أسهمت ثورة النفط الصخري في تعزيز الاستثمار بمنشآت بتروكيمياوية جديدة في الولايات المتحدة بأكثر من 200 مليار دولار.
كما أصبح النفط الصخري مصدرًا مهمًا للإيرادات الحكومية الفيدرالية وعدد من الولايات.
وعند استخدام عام 2007 مرجعًا أساسًا، فإن عجز الميزان التجاري للولايات المتحدة، في عام 2019، انخفض بأكثر من 300 مليار دولار عمّا كان سيكون عليه بدون ثورة النفط الصخري.
ويشير يرغين إلى أن صناعة النفط الصخري تأثّرت بالطبع سلبًا من التداعيات الاقتصادية التي خلّفها وباء كورونا، بما في ذلك عمليات الإغلاق والقيود المفروضة على السفر، وانخفاض الطلب على الخام بالإضافة لانهيار أسعار النفط.
وفي بداية العام الجاري، بلغ إنتاج الولايات المتحدة من النفط 11 مليون برميل يوميًا، وهي مستويات أقلّ بنحو مليوني برميل يوميًا عن المستويات المسجّلة في فبراير/شباط 2020.
ومع ذلك، فإن هذه المستويات لا تزال أكثر من ضعف الإنتاج الأميركي من الخام مقارنةً مع الإمدادات التي كان يجري ضخّها في عام 2008.
اقرأ أيضًا..
- فقد الوظائف.. العبارة السحرية لرفض تعليق التنقيب في الأراضي الفيدرالية الأميركية
- غلف إنتيليجانس.. أنس الحجي يتوقّع زيادة إنتاج الصخري
- بعد دقائق من تنصيبه.. بايدن يعلن أول 3 قرارات بقطاع الطاقة
- بايدن والنفط.. شركات الطاقة الأميركية تواصل أنشطة الحفر