التقاريرتقارير النفطرئيسيةسلايدر الرئيسيةنفط

مضيق هرمز.. 7 تساؤلات عن دوره في سوق النفط العالمية

تهديدات إيرانية متواصلة بإغلاقه

ترجمة: سالي إسماعيل

من غير المثير للدهشة أن يكون مضيق هرمز قريبًا من التوتّرات العالمية الراهنة، بالنظر لأهمّيته بصفته ممرًّا مائيًا يتعامل مع ثلث النفط المنقول عبر الماء في العالم.

ويتكرّر كثيرًا مشهد استهداف السفن التجارية العابرة لهذا الممرّ المائي، كان آخرها في بداية هذا العام، بعدما احتجزت إيران ناقلة نفط تابعة لكوريا الجنوبية.

ورغم التهديدات الإيرانية بإغلاقه مرّات كثيرة، لكن جميع محاولات إغلاق مضيق هرمز باءت بالفشل، وظلّ مفتوحًا دائمًا، حسب تقرير نشرته وكالة بلومبرغ.

أين يقع مضيق هرمز؟

يربط الممرّ المائي الخليج العربي بالمحيط الهندي، مع وجود إيران في الشمال والإمارات وسلطنة عمان في الجنوب.

ويبلغ طول المضيق 100 ميل (161 كيلو مترًا)، كما إن عرضه 21 ميلًا عند أضيق نقطة، مع حقيقة أن عمقه يجعل السفن عرضة للألغام، إضافة إلى أن قربه من الأرض -إيران على وجه التحديد- يترك الناقلات الكبرى عرضة للهجوم أو التجسّس.

ما هو دور المضيق؟

يعدّ مضيق هرمز بمثابة ممرّ حيوي لتجارة النفط العالمية، حيث نقلت الناقلات ما يقرب من 12 مليون برميل يوميًا من الخام والمكثّفات من السعودية والعراق والكويت والإمارات عبر المضيق، في عام 2020، وفقًا لبيانات جمعتها وكالة بلومبرغ.

ويُعدّ المضيق كذلك مهمًا لنقل الغاز الطبيعي المسال، حيث شهد عبور ربع الإمدادات العالمية -معظمها من قطر-، في العام الماضي.

ماذا الذي حدث؟

احتجز الحرس الثوري الإيراني سفينة ترفع علم كوريا الجنوبية، تحمل موادّ بتروكيماوية، في أثناء عبورها للمضيق في طريقها إلى الإمارات، يوم 4 يناير/كانون الثاني.

وربطت طهران هذه العملية بنزاع حول 7 مليارات دولار من أموالها المحتجزة في كوريا الجنوبية، بسبب عقوبات الولايات المتحدة على الجمهورية الإسلامية.

وكان هناك العديد من عمليات الاحتجاز المشابهة لناقلات النفط الأخرى، بما في ذلك الناقلة البريطانية "ستينا إمبيرو"، منتصف عام 2019.

كما سيطرت القوات الإيرانية على ناقلة نفط صغيرة، في أغسطس/آب عام 2020، في خليج عمان، وأسقطت طائرة تجسّس أميركية دون طيّار (طائرات الدرون) كانت تحلّق فوق المضيق، عام 2019.

وقامت العديد من الشركات مؤقّتًا بوقف النقل البحري عبر هذا الممرّ، بسبب مخاوف أمنية.

لماذا ستعطّل إيران النقل البحري؟

أثّرت العقوبات الأميركية التي تهدف لوقف مبيعات النفط، بالسلب في الاقتصاد الإيراني، الذي كان آخذًا في الانكماش، منذ عام 2018، بالتزامن مع انسحاب الولايات المتحدة من الاتّفاق النووي الإيراني.

ومن خلال حدوث اضطرابات في المضيق، تُظهر طهران أن لديها قدرة الردّ على الولايات المتحدة وزيادة النفط الخام.

ومن شأن أيّ زيادة في أسعار النفط، أن تساعد في تعويض الإيرادات التي تخسرها إيران، بسبب العقوبات.

النفط الصخري- جو بايدن
الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن

ومن جانبه، أشار الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن، إلى رغبته في تحسين علاقات بلاده مع إيران، لكن التوتّرات بين البلدين تفاقمت، بسبب العقوبات الأميركية، مع حقيقة مقتل جنرال إيراني، في أوائل عام 2020، على يد الولايات المتحدة، كما قُتل عالم نووي إيراني بارز، في وقت لاحق من العام ذاته.

وقالت الجمهورية الإسلامية، في يناير/كانون الثاني 2021، إن الولايات المتحدة تُدين لإيران بتعويض قدره 70 مليار دولار عن عقوبات النفط، مع الإشارة لاعتزامها زيادة الأنشطة النووية من خلال تخصيب المزيد من اليورانيوم.

هل سبق لإيران إغلاق المضيق؟

لم يحدث ذلك، حتّى الآن، حيث إنه، خلال فترة الحرب بين العراق وإيران منذ عام 1980 وحتى 1988، هاجمت القوّات العراقية محطة لتصدير النفط في جزيرة خارج الإيرانية، الواقعة شمال غرب المضيق، وهو ما يرجع جزئيًا لإثارة ردّ فعل انتقامي إيراني، من شأنه جرّ الولايات المتحدة للصراع.

وعلى الرغم من أن طهران لم تحاول إغلاق المضيق، لكنّها أقدمت على حرب الناقلات، حيث جرى الهجوم على نحو 451 سفينة، وأدّى ذلك لزيادة تكلفة التأمين على ناقلات النفط بشكل كبير، وتسبّب في رفع أسعار الخام.

في عام 2011، عندما فُرضت العقوبات على إيران، هدّدت طهران بإغلاق المضيق، لكنّها تراجعت في النهاية، نقلًا عن وكالة بلومبرغ.

كما إن هناك شكوكًا لدى تجّار النفط في مدى قدرة إيران على إغلاق المضيق بالكامل، بالنظر إلى أن خطوة كهذه من شأنها أن تمنع طهران من تصدير نفطها، بالإضافة إلى أن قدرة البحرية الإيرانية لا تضاهي الأسطول الخامس الأميركي والقوى الأخرى في المنطقة، حسبما أفادت بلومبرغ.

هل يمكن حماية المضيق؟

خلال حرب الناقلات، لجأت البحرية الأميركية إلى حراسة السفن عبر الخليج، كما أرسلت، في عام 2019، حاملة طائرات وقاذفات بي-52 إلى المنطقة.

وفي ذاك العام، بدأت الولايات المتحدة عملية حراسة، ردًا على تعطيل إيران للنقل البحري.

ومنذ ذلك الحين، انضمّت دول، من بينها المملكة المتحدة وأستراليا والبحرين والإمارات، لهذه العملية المعروفة الآن باسم التحالف الدولي لأمن وحماية حرّية الملاحة البحرية.

سفينة شحن عملاقة لنقل النفط في وسط البحر
سفينة شحن عملاقة لنقل النفط في وسط البحر

من يعتمد أكثر على المضيق؟

تقوم السعودية بتصدير معظم نفطها عبر مضيق هرمز، على الرغم من أنه يمكن تحويل التدفّقات باستخدام خط أنابيب بطول 746 ميلاً عبر المملكة إلى محطة على البحر الأحمر.

ويمكن لدولة الإمارات التخلّي عن المضيق جزئيًا، عن طريق إرسال 1.5 مليون برميل يوميًا، عبر خط أنابيب من حقولها النفطية إلى ميناء الفجيرة على خليج عمان.

وفي حين يُشحن بعض النفط العراقي عن طريق البحر من ميناء جيهان التركي، إلّا أن 85% من الخام يمرّ عبر المضيق.

فيما لا يوجد خيار أمام كلّ من الكويت وقطر والبحرين، سوى شحن النفط عبر الممرّ المائي.

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق