طاقة متجددةتقارير الطاقة المتجددةرئيسيةعاجل

الضريبة الإنسانية لتصنيع اللوائح الشمسية الصينية.. وسبب هبوط تكاليفها

رابطة صناعة الطاقة الشمسية تطالب الشركات بوقف العمل

محمد فرج

اقرأ في هذا المقال

  • الكونغرس يدرس تشريعاً يحظر جميع المنتجات المعتمدة على مواد من شينجيانغ
  • رابطة صناعة الطاقة الشمسية تدين العمل القسري وترفضه
  • 115 شركة طاقة شمسية تعهدت بعدم ممارسة العمل القسري
  • عقوبات منتظرة حال إدانة شركات الطاقة الشمسية

رفضت العديد من الدول أسلوب العمل القسري المتّبع في منطقة شينجيانغ الصينية، ومن أبرز هذه الدول الولايات المتحدة الأميركية.

وفرضت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب عقوبات على عشرات الشركات والأفراد، لدورهم في العمل القسري، بما في ذلك حظر بعض الصادرات من المنطقة، التي هي أيضًا منتج رئيس للقطن.

وفي 2 ديسمبر/كانون الأوّل، حظرت أميركا الواردات المصنوعة من القطن الذي تنتجه شركة شينجيانغ للإنتاج والبناء، وهي جماعة شبه عسكرية يقول المسؤولون الأميركيون، إنها تستخدم العمل القسري.

كما يدرس الكونغرس تشريعًا شاملًا يحظر جميع المنتجات التي بها موادّ من شينجيانغ، ما لم تشهد الشركات بأن السلع تصنع دون عمل سخرة -حسب ما ذكرته صحيفة نيويورك تايمز-.

أساليب متعدّدة لاستقطاب العاملين

كشف تقرير حديث عن قيام أكبر شركات الطاقة الشمسية في العالم بالعمل مع الحكومة الصينية لاستيعاب العمّال من شينجيانغ، وهي برامج غالبًا ما يُنظر إليها على أنها "دلالة ومؤشّر على العمل القسري".

ورحّبت شركة جي سي إل الصينية العاملة في تكنولوجيا الطاقة الشمسية –ثاني أكبر منتج للبولي سيليكون في العالم- باستقبال العمّال في منطقة ريفية تبعد 650 ميلًا عن منطقة شينجيانغ، أقصى غرب الصين.

العمّال الذين حضروا هم أعضاء أقلية الأويغور في المنطقة، واستعدّوا لحياتهم الجديدة في صناعة الطاقة الشمسية، التي تفخر بأنها نموذج للنموّ النظيف والمسؤول.

وقال التقرير، إن شركة جي سي إل استخدمت الأساليب الترويجية والجاذبة لاستقطاب العاملين، من خلال توفير سكن وتدريب -حسب نيويورك تايمز- لكن الباحثين وخبراء حقوق الإنسان يقولون، إن هذه الصور الإيجابية قد تخفي واقعًا أكثر إثارة للقلق.

5 شركات تعتمد على العمالة القسرية

وفقًا لتقرير صادر عن شركة هورايزون للاستشارات، فإن قطاع تكنولوجيا الطاقة الشمسية الصاعد في شينجيانغ، مرتبط ببرنامج واسع من العمالة المخصّصة في الصين، بما في ذلك الأساليب التي تناسب أنماط العمل القسري الموثّقة جيّدًا.

وأوضحت هورايزون أن شركات الطاقة الشمسية الكبرى، بما فيها جي سي إل، ومجموعة إيست هوب، ودقو نيو إنرجي، وشينتي إنرجي، وجينكو سولار، متورّطة في استخدام بعض العمالة القسرية.

وعلى الرغم من أن العديد من التفاصيل لا تزال غير واضحة، إلّا أن هذه العلامات تشمل قبول العمّال الذين يُنقَلون بمساعدة الحكومة الصينية من أجزاء معينة من شينجيانغ، وخضوع العمّال لتدريب "على الطراز العسكري" قد يهدف إلى غرس الولاء للصين والحزب الشيوعي.

شركات طاقة شمسية
الرئيس الصيني شي جين بينغ

الحكومة الصينية تؤكّد أن العمالة طوعية

تعترض الحكومة الصينية على وجود أيّ عمل قسري في سلاسل التوريد، بحجّة أن العمالة طوعية.

ولم تردّ الشركات المذكورة في التقرير على طلبات التعليق، أو أنكرت أيّ دور في العمل القسري -حسب نيويورك تايمز-.

ووصف ممثّل السفارة الصينية في واشنطن العمل الإجباري في شينجيانغ بأنه "شائعة من جانب بعض وسائل الإعلام والمنظّمات المناهضة للصين".

وأضاف أن جميع العمّال في شينجيانغ يدخلون في عقود وفقًا لقانون العمل الصيني، قائلًا: "لا يوجد شيء اسمه العمل الإجباري".

وأوضح التقرير أن قائمة الشركات المتّهمة بالاعتماد على العمالة القسرية من الإيغور والأقلّيات العرقية الأخرى في الصين، تتزايد، سواء في مصانعها الخاصّة أو مصانع مورّديها.

أميركا تعترض على انتهاكات الشركات الصينية

قال المتحدّث باسم مجلس الأمن القومي، جون إليوت، إن حملة القمع التي تشنّها الصين في شينجيانغ شملت العمل الإجباري الذى ترعاه الدولة.. الولايات المتحدة لن تكون متواطئة في العبودية الحديثة".

وأشار إلى اتّخاذ إجراءات غير مسبوقة لمنع الصين من الاستفادة من انتهاكاتها المروعة لحقوق الإنسان.

وتقوم شركات الطاقة الشمسية، التي ورد ذكرها في التقرير، بتوريد أكثر من ثلث البوليسيليكون في العالم، الذي يجري تكريره من الصخور وتحويله إلى ألواح شمسية ينتهي بها المطاف على أسطح المنازل ومشاريع طاقة المرافق، بما في ذلك تلك الموجودة في الولايات المتحدة وأوروبا.

شركات طاقة شمسية
صورة من أحد مصانع الشركات الصينية المصنّعة للخلايا الشمسية

الشركات ترفض التعليق باستثناء جينكو سولار

تشير الإعلانات الحكومية والتقارير الإخبارية، إلى أن شركات الطاقة الشمسية غالبًا ما تصطحب عمّالًا على دفعات من عشرات أو أقلّ، ما يشير إلى أن عمليات النقل هي جزء صغير من إجمالي قوّة العمل الخاصّة بها.

ومع ذلك، فإن التأكيدات الصادرة عن هورايزون الاستشارية، تعني أن جزءًا كبيرًا من سلسلة إمدادات الطاقة الشمسية العالمية قد يكون ملوّثًا بارتباط مع العمل القسري.

ومثل هذه الاتّهامات يمكن أن تضرّ بصورتها التقدّمية وحظر منتجاتها من واشنطن.

ولم تردّ الشركات الوارد ذكرها في التقرير، على طلبات متعدّدة من "نيويورك تايمز"- للتعليق على الأمر.

المتحدّث باسم جينكو سولار، إيان ماكاليب، أكّد أن "الشركة تدين بشدّة استخدام العمل القسري، ولا تشارك فيه بممارسات التوظيف أو العمل في المشروعات والمنشآت التابعة لها".

رابطة صناعة الطاقة الشمسية تدين العمل القسري

قال المدير التنفيذي لرابطة صناعات الطاقة الشمسية، إبيغيل روس هوبر، إن التقرير الذى نشرته نيويورك تايمز يثير القلق، "وهذا هو الادّعاء الأوّل الذي رأيناه يربط مباشرة صناعة الطاقة الشمسية بممارسات العمل القسري البغيضة، ونحن نأخذ هذه الادّعاءات على محمل الجدّ".

وتابع: "نحن نشعر بالاشمئزاز من هذه الممارسات، والعمل القسري لا مكان له في صناعة الطاقة الشمسية.. هذه المطالبات هي تناقض مباشر مع مبادئنا وقيمنا الأخلاقية".

وتوقّع أن تلتزم الشركات بأعلى المعايير الممكنة عندما يتعلّق الأمر بالبيئة والصحّة والسلامة لعمّالها، والعديد منها يتبنّى معايير تشغيل صارمة.

وقال: "منذ الخريف، كنّا نطلب من جميع الشركات أن تغادر منطقة شينجيانغ على الفور".

تعهّدات بعدم ممارسة العمل القسري

أوضح المدير التنفيذي لرابطة صناعات الطاقة الشمسية، أنه، في الشهر الماضي، أُطلِق جهد استباقي لضمان ألّا تشمل سلسلة الإمداد بالطاقة الشمسية "ممارسات العمل القسري".

وأضاف: "يتضمّن ذلك وضع قوانين لتتبّع المنتجات في سلسلة الإمداد بالطاقة الشمسية، وتحديث شامل لالتزام الطاقة الشمسية، الذي يحدّد التوقّعات حول كيفية عمل الشركات بهذا المجال، وتعهّد شركات الطاقة الشمسية بالتوقيع على معارضة ممارسات العمل القسري بشكل مباشر".

وقّعت أكثر من 115 شركة للطاقة الشمسية على هذا التعهّد، "وندعو جميع شركات الطاقة الشمسية إلى الانضمام إلينا، ونحن نواصل معارضة العمل القسري بنشاط".. حسب تصريحات إبيغيل روس هوبر.

شركات طاقة شمسية
المتحدّث باسم وزارة الخارجية الصينية وانغ وين

500 ألف شخص يعملون بالسخرة

أصدر مركز السياسة العالمية تقريرًا يفيد بأن أكثر من 500 ألف شخص في شينجيانغ يضطرّون إلى الانخراط في قطف القطن، كلّ عام، وأن معظم تلك الأعمال تكون من خلال "العمل القسري".

وردًّا على ذلك، أكّد المتحدّث باسم وزارة الخارجية الصينية وانغ وين، أن بكين أوضحت موقفها من قضية العمل القسري مرّات عديدة.

وأضاف أن العمّال من جميع المجموعات العرقية في شينجيانغ يختارون المهن وفقًا لرغباتهم الخاصّة، ويوقّعون عقود عمل مع الشركات حسب قانون مبدأ المساواة والتطوّع، ويحصلون على أجر مماثل، ولا يتعرّضون لأيّ تمييز بسبب الاختلافات في العرق أو الجنس أو المعتقدات الدينية.

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق