الطاقة الشمسية المنزلية.. خسائر غير متوقّعة للشركات الأميركية

واصلت الشركات الكبرى المتخصّصة في تركيب وتمويل أنظمة الطاقة الشمسية المنزلية في الولايات المتحدة، تكُّبد خسائر تُقدَّر بمئات الملايين من الدولارات، بسبب المنافسة الشديدة والتكاليف المرتفعة لتلك الأنشطة التجارية.

وتأتي هذه الخسائر على الرغم من النموّ الواضح لأنشطة الطاقة الشمسية المنزلية، في ظلّ لجوء الآلاف من مالكي المنازل إلى تركيب الألواح الشمسية على الأسطح، لخفض فواتير الكهرباء المرتفعة، وتشغيل وشحن السيارات الكهربائية، أو تجنّبًا لانقطاع التيّار.

وتُضفي تلك الخسائر نظرة متشائمة على جني الأرباح للمستثمرين في صناعة الطاقة الشمسية، التي يُنظر إليها على نطاق واسع من قبل القادة والزعماء السياسيين ورجال الأعمال على أنها جزء مهمّ من الجهود العالمية للتصدّي لتغيّر المناخ.

فشل مستمرّ وخسائر مليارية

الخسائر الباهظة لشركات الطاقة الشمسية المنزلية الكبرى والمحاولات المستمرّة من شركات أخرى -التي باء غالبيتها بالفشل- تنذر بواقع أكثر قتامة.

ويؤيّد ذلك المؤسّس والرئيس التنفيذي لشركة إنرجي ساج، فيكرام أغاروال، الذي تقوم شركته بمساعدة المستهلكين على المفاضلة بين شركات تركيب الطاقة الشمسية المنزلية.

وقال أغاروال في تصريحات لصحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، معلّقًا على خسائر شركات تركيب الطاقة الشمسية المنزلية: إن "قصص النجاح كانت قليلة للغاية.. عمليًا كلّ من حاول القيام بذلك (الاستثمار) فشل.. الطريق مليئة بالمتساقطين".

ووفق نيويورك تايمز، تُعدّ شركتا صن رن (Sunrun)، ووصن نوفا (Sunnova) أكبر شركات الطاقة الشمسية المنزلية في الولايات المتحدة.

وأوضحت الصحيفة الأميركية، أن الشركتين تكبّدتا مجتمعتين نحو 500 مليون دولار، في الأشهر الـ9 الأولى من العام المنصرم، فيما صرفتا نحو 1.3 مليار دولار على عملياتهما ومشترياتهما لأنظمة الطاقة الشمسية.

وأرجعت الشركتان وداعميهما في وول ستريت، الخسائر المذكورة إلى النموّ المتسارع للمنشآت المزوّدة بمعدّات الطاقة الشمسية، ومتطلّبات الاستثمار الأوّلي، بجانب أن المستثمرين في شركات تركيب الطاقة الشمسية يمكنهم استخدام خسائرهم لتقليل الضرائب.

وبالرغم من ذلك، لا تزال الطاقة الشمسية المنزلية من الأعمال التجارية باهظة الثمن، التي تتّسم بالمنافسة الشديدة، ويتعيّن على صن رن، وصن نوفا، أن تنافسا مئات من الشركات الأصغر التي كانت تحقّق أرباحًا لسنوات.

رهانات مستقبلية للاستثمار بالطاقة الشمسية

رغم قتامة الواقع، يقوم مستثمرو وول ستريت، في الوقت الحالي، بالمزايدة على أسهم شركات الطاقة الشمسية، اعتقادًا منهم أنها ستكون قادرة على الاقتراض بتكاليف رخيصة، وتغطية خسائرها وتدفّقاتها النقدية الخارجة.

كما يتوقّعون نموّ مبيعات شركات الطاقة الشمسية بسرعة في ظلّ شراء أصحاب المنازل أنظمة شمسية وبطاريات تخزين أكبر، لحماية أنفسهم من انقطاعات التيّار وتشغيل وشحن المركبات الكهربائية.

ويتوقّع المستثمرون أيضًا، أن تبذل إدارة الرئيس المنتخب جو بايدن، المزيد من الجهود لتحفيز استخدام الطاقة المتجدّدة من خلال الإعفاءات الضريبية وغيرها من الحوافز التي ستعمل على تقليل خسائرهم.

وفي كاليفورنيا -على سبيل المثال- هناك نوعان من الحوافز الرئيسة للتشجيع على استمرار استخدام الطاقة الشمسية، الأوّل هو الإعفاءات ضريبية على الاستثمار في هذا المجال، والثاني الحوافز في الخصومات التي يقدّمها ما يُعرف ببرنامج حوافز التوليد الذاتي للكهرباء في كاليفورنيا.

لكن هذه الحوافز آخذة في الانخفاض، فقد كانت في عام 2019 تُقدَّر بنحو 30% من إجمالي تكلفة التركيب، والعام الماضي بلغت 26%، وسوف تنخفض العام الحالي ​​إلى 22%.

عثرات مفاجئة

شهدت شركات تركيب الطاقة الشمسية المنزلية نموًا واضحًا، لكن رغم ذلك، فإن تفاؤل المستثمرين بالعمل في هذا القطاع ليس بالأمر السهل.

وغالبًا ما تعاني شركات الطاقة الشمسية التي تنمو بسرعة كبيرة جدًا، كما حدث مع شركة سولار سيتي، قبل أن تستحوذ عليها تيسلا، في عام 2016.

كما سعت شركات أخرى إلى طلب الحماية من الإفلاس، أو توقّفت عن العمل، في السنوات الأخيرة.

وتتقدّم الشركات بطلب إلى محكمة إفلاس اتّحادية، بناءً على الفصلين السابع، أو الحادي عشر.

وطبقًا للفصل السابع، تتوقّف الشركة عن النشاط، ويقوم وصيّ ببيع جميع أصولها، وبتوزيع عائد ذلك على المقرضين. وتُوزَّع أيّ مبالغ متبقّية على مالكي الشركة.

أمّا الفصل الحادي عشر، فيسمح -في معظم الأحيان- بإبقاء عمليات الشركة تحت سيطرة المدين وملكيّته، لكن تظلّ تحت مراقبة المحكمة وسلطتها التشريعية.

ووفقًا لـ" أغاروال"، فإن المئات من الشركات الصغيرة العاملة في مجال تركيب الطاقة الشمسية المنزلية، فشلت أعمالها أيضًا.

لقراءة المزيد..

• “الطاقة” ترصد تجربة منزل يتحدّى انقطاعات الكهرباء في كاليفورنيا
• “آب اللّهاب” يصل كاليفورنيا.. وقطاع الكهرباء أول الضحايا