في عصر كورونا.. أبرز 5 تساؤلات عن سباق الحياد الكربوني
تسجيل أكبر انخفاض للانبعاثات منذ الحرب العالمية الثانية
سالي إسماعيل
- كورونا ترك بصمة إيجابية فيما يتعلق بقضايا المناخ خلال 2020 رغم خسائره البشرية والاقتصادية
- انبعاثات الغازات المضرة بالبيئة يجب خفضها للنصف في 2030 والوصول للحياد الكربوني 2050
- مدير منظمة الصحة العالمية عن الفيروس: دعوة للاستيقاظ لتهديدات محتملة أكبر كتغير المناخ
- كورونا تسبب في حدوث أكبر انخفاض للانبعاثات الكربونية منذ الحرب العالمية الثانية
السباق نحو الحياد الكربوني يعني السباق نحو انعدام الوفيات الناجمة عن تلوّث الهواء والتغيّر المناخي وتدمير البيئة، ورغم أن المعادلة بسيطة، لكنّها تحتاج لتشارك جهود الدول والشركات والأفراد كافّة.
وبينما تسبّب فيروس كورونا في خسائر بشرية واقتصادية جمّة، خلال 2020، لكنّه على الجانب الآخر ترك بصمة إيجابية فيما يتعلّق بقضايا المناخ، حيث أعطى دفعة قوية للحدّ من ارتفاع درجات الحرارة عالميًا، مع تقليل الانبعاثات الكربونية.
ما هو الحياد الكربوني؟
يعني الحياد الكربوني -أو صافي صفر انبعاثات- عدم إضافة انبعاثات جديدة إلى الغلاف الجوّي، وهو ما يُشار إليه بخطوة ضرورية للتغلّب على تغيّر المناخ وما قد يصحبه من تداعيات ضارّة.
ورغم أن الانبعاثات الكربونية أو أيّ انبعاثات ناجمة عن حرق الوقود الأحفوري سوف تستمرّ، لكن من المفترض أيضًا موازنة ذلك عن طريق إجراءات تعمل على امتصاص كمّية معادلة من ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوّي، مثل زراعة الأشجار.
ومن أجل تفادي الضرر الذي لا يمكن إصلاحه للمجتمع والاقتصاد وعالمنا الطبيعي، يجب أن نحدّ من ارتفاع درجة الحرارة العالمية إلى 1.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الصناعة.
ويكمُن الهدف في خفض انبعاثات الغازات المضرّة بالبيئة إلى النصف، بحلول عام 2030، والوصول إلى الحياد الكربوني، بحلول 2050، لكن تحقيق ذلك في غضون العقود الـ 3 المقبلة، يعدّ بمثابة مهمّة شاقّة تتطلّب إجراءات طموحة تبدأ الآن.
ماذا عن المشاركين؟
يضمّ السباق نحو الحياد الكربوني 120 دولة و452 مدينة و22 منطقة و1101 شركة و45 مستثمرًا و549 جامعة.
ومع اقتراب هذا العام من نهايته، من المفترض أن تقدّم البلدان التزاماتها الجديدة لاتّفاقية باريس للمناخ، قبل مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ في المملكة المتحدة، خلال العام المقبل.
ومن المقرّر عقد المؤتمر الـ 26 للأمم المتحدة بشأن تغيّر المناخ (كوب 26) بغلاسكو في المملكة المتحدة، خلال الفترة من 1 إلى 12 نوفمبر/تشرين الثاني عام 2021.
واستجابة للإعلانات المتزايدة بشأن الحياد الكربوني، نشرت جامعة أكسفورد الحدّ الأدنى من معايير الانضمام إلى "السباق نحو الصفر".
وبموجب هذه المعايير، ينبغي ألّا يلتزم جميع المشاركين في "السباق نحو الصفر" بالوصول للحياد الكربوني، بحلول عام 2050، فحسب، بل عليهم أيضًا تقديم خطّة لتحقيق ذلك قبل مؤتمر "كوب 26".
كيف نفوز بالسباق؟
في حين إن وباء (كوفيد-19) أضرّ بالأنظمة الصحّية، وكذلك المجتمعات والاقتصادات في بقاع العالم كافّة، فإنه يُعدّ بمثابة دعوة للاستيقاظ لتهديدات محتملة أكبر، خاصّةً تلك التي يُشكّلها تغيّر المناخ، كما يقول المدير العامّ لمنظّمة الصحّة العالمية "تيدروس أدهانوم".
ومن أجل الفوز بهذا السباق، نحتاج لتكاتف الجميع، حتّى إن المجتمع الصحّي يلعب دورًا رئيسًا، حيث بدأت المؤسّسات الصحّية كذلك في إزالة الكربون عن خدماتها بسرعة، حسبما قاله "أدهانوم".
واستشهد مدير المنظّمة بالتجربة البريطانية في هذا الشأن، حيث اعتمدت الخدمة الصحّية الوطنية في إنجلترا، خلال أكتوبر/تشرين الأول 2020، خطّة مفصّلة كي تصبح أوّل نظام صحّي وطني يصل للحياد الكربوني.
وتجدر الإشارة إلى أن تقديرات منظّمة الصحّة العالمية ترى أن تلوّث الهواء يتسبّب في وفاة 7 ملايين شخص في كلّ أنحاء العالم سنويًا.
كورونا والانبعاثات
تسبّبت جائحة (كوفيد-19) في حدوث أكبر انخفاض للانبعاثات منذ الحرب العالمية الثانية، لكن يبقى أن نرى: كيف سيشكّل التعافي العالمي مسار الانبعاثات في المستقبل؟
وفي هذا السياق، على الشركات أن تقوم بـ 4 أشياء رئيسة: أوّلًا، يجب عليها إظهار الشفافية في الإبلاغ عن الانبعاثات بشكل علني.
أمّا الأمر الثاني، فيجب عليها إظهار القيادة من خلال الالتزام بخفض انبعاثاتها، في حين يتركّز الثالث في وجوب التصرّف وفقًا لهذه الالتزامات، والإبلاغ عن التقدّم الذي يجرى إحرازه.
ورابعًا، يجب الانضمام للمبادرات والتحالفات ذات الصلة، بحسب تقرير حديث نشره منتدى الاقتصاد العالمي.
وبحسب بحث حديث أجراه "نيوكليمات" و"إنفيرولاب"، فإن الالتزامات بالحياد الكربوني تضاعفت، خلال عام 2020، خلال الوباء العالمي.
وعلى سبيل المثال، تلتزم المزيد من شركات الطاقة بإنهاء مساهمتها في انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، بما في ذلك "بي بي" و"شل".
وفي الوقت نفسه، تهدف "مايكروسوفت" إلى إزالة الكربون الذي ينبعث من الشركة، بحلول عام 2030، في حين حدّدت "أمازون" هدفها للحياد الكربوني، في عام 2040، مع الاعتماد على الطاقة المتجدّدة، بحلول عام 2030.
وتتوقّع كذلك شركة "بي إم دبليو" خفضًا نسبته 30% في انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، لكلّ سيارة.
هل هناك دعم حقيقي؟
بالنظر إلى أن الجميع في أنحاء العالم كافّةً يدعو للتغيّر الاجتماعي والمساواة واتّخاذ إجراءات لمواجهة (كوفيد-19)، فإن الزخم مرتفع كذلك لحماية الكوكب.
وبالفعل، تدعو منظّمة الصحّة العالمية إلى التعافي الأخضر من الوباء، حيث كتب 40 مليون متخصّص في مجال الصحّة، مؤخّرًا، رسالة موجّهة إلى مجموعة دول العشرين، تشمل وصفات للتعافي الصحّي والأخضر من الأزمة.
ووفقًا لاستطلاع رأي أجرته شركة أبحاث السوق "إبسوس موري"، فإن تغيّر المناخ يحظى بأولوية ضمن خطّة التعافي الاقتصادي من الوباء، بدعم أكثر من ثلثي الناس في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك الأسواق الناشئة، مثل المكسيك والهند والصين.
وفي حقيقة الأمر، قد تكون القوانين واللوائح التنظيمية التي تسنّها حكومات العالم بمثابة القوّة الدافعة الأساسية للتغيّرات ذات الصلة بالحدّ من الانبعاثات.
اقرأ أيضًا..
- هل وصلت الانبعاثات الكربونية إلى ذروتها؟.. تقرير بحثي يجيب
- الانبعاثات في أستراليا تتراجع لأدنى مستوى منذ 22 عامًا