رحلة قناة السويس في 2020.. كورونا والنفط والغاز المسال
الهيئة تتجاوز الأزمة رغم تداعيات الوباء على الاقتصاد العالمي
سالي إسماعيل
- 27.2 مليار دولار.. إيرادات القناة الجديدة منذ افتتاحها بزيادة 4.7%
- زيادة عدد وحمولات السفن العابرة في النصف الأول من 2020
- 5.6 مليار دولار.. إجمالي العوائد التي حققتها قناة السويس في 2020
- 18.8 ألف.. إجمالي عدد السفن العابرة للقناة في عام 2020
"السياسات التسويقية والتسعيرية المرنة نجحت في تقليل التأثير السلبي للأزمة".. هكذا وصفت هيئة قناة السويس تداعيات كورونا، رغم تراجع حركة التجارة العالمية هذا العام.
وخلال الفترة من يناير/كانون الثاني وحتى ديسمبر/كانون الأول عام 2020، بلغ إجمالي عدد السفن العابرة للقناة 18.829 ألف سفينة، وهو عدد أقل قليلاً من 18.880 ألف سفينة المسجل في إجمالي عام 2019، والذي كان يمثل رقمًا قياسيًا.
وتشمل السفن العابرة، ناقلات النفط والحاويات وسفن البضائع الصب وسفن الغاز الطبيعي المسال وسفن البضائع العامّة وحاملات السيارات وحاملات الجرارات وسفن الركّاب وأخرى.
وبحسب بيانات قناة السويس، بلغ إجمالي حمولة السفن العابرة لقناة السويس 1.17 مليار طن خلال عام 2020، وهي ثاني أعلى حمولة على الإطلاق للقناة، لكنه يمثل انخفاضًا بنحو 3% عن الحمولة القياسية المسجلة في العام السابق له والبالغة 1.21 مليار طن.
لكن هذه السفن أسهمت في توفير إيرادات -إجمالي الرسوم المحصّلة من السفن العابرة في قناة السويس شاملة الخدمات الملاحية- بقيمة تصل إلى 5.61 مليار دولار تقريبًا، في الأشهر الـ12 من عام 2020، وهو ثالث أعلى دخل في تاريخ القناة.
وبالمقارنة، فإن العوائد المحقّقة من قناة السويس، في عام 2019 كانت هي الأعلى في تاريخ القناة والتي تقف عند 5.8 مليار دولار، بحسب البيانات المتاحة على الموقع الرسمي لهيئة قناة السويس.
وفي الواقع، تعدّ قناة السويس -التي افتُتحت للملاحة في 17 نوفمبر/تشرين الثاني عام 1869، أقصر طرق الشحن بين الشرق والغرب، كما تعدّ واحدة من مصادر العملة الصعبة الرئيسة في مصر.
وعلاوة على ذلك، تستحوذ القناة في الوقت الحالي على 9% من حجم التجارة العالمية، ونحو 24.5% من إجمالي حركة الحاويات على مستوى العالم.
وتسيطر قناة السويس كذلك على 100% من تجارة الحاويات المنقولة عبر البحر بين آسيا وأوروبا، بالنظر إلى أنها أقصر طرق الشحن بين القارّتين.
التصدّي للوباء
ترى هيئة قناة السويس أنها نجحت في امتصاص التداعيات السلبية للوباء، عبر الحوافز والتخفيضات الممنوحة على رسوم العبور.
وتوضّح القناة أن هذه الإجراءات أسهمت في تحقيق ما يشبه "طفرة" في معدّلات عبور ناقلات النفط وسفن الغاز الطبيعي المسال، خلال النصف الأوّل من 2020، لتحقّق الأولى زيادة بنحو 9.6% على أساس سنوي، والثانية زيادة بنحو 10.1%.
وتعطي إحصائيات الملاحة، خلال النصف الأوّل من 2020، مؤشّرًا إيجابيًا ومطمئنًا في تعامل الهيئة مع أزمة انتشار فيروس (كورونا)، على حدّ قول رئيس هيئة قناة السويس، أسامة ربيع.
وأضاف -خلال بيان رسمي- أن السياسات التسويقية والتسعيرية المرنة التي انتهجتها الهيئة، خلال الآونة الأخيرة، نجحت في تقليل التأثير السلبي لأزمة تفشّي فيروس كورونا، وكسب ثقة العملاء، وجذب خطوط ملاحية جديدة لم تكن تعبر القناة من قبل.
وفي المجمل، شهدت حركة الملاحة في القناة، خلال الفترة من يناير/كانون الثاني وحتّى يونيو/حزيران من هذا العام، زيادة في عدد وحمولات السفن العابرة بلغت 4.7% (431 سفينة) و0.6% (3.5 مليون طن)، على الترتيب.
ويشير تقرير صادر عن هيئة القناة، إلى أن هذا الأداء جاء على الرغم من تراجع مؤشّرات حركة التجارة العالمية، خلال الربعين الأوّل والثاني من عام 2020، بنسبة 3% و18.5%، على التوالي.
ومن جانبه، يوضّح رئيس الهيئة الفريق، أسامة ربيع، أن انتظام حركة الملاحة في القناة كان ذا تأثير إيجابي واضح في استقرار معدّل الإيرادات المحقّقة، خلال العام المالي (2019-2020)، والذي يبدأ في يوليو/تمّوز 2019، وينتهي في يونيو/حزيران 2020.
وسجّلت قناة السويس، في العام المالي (2019-2020)، إيرادات بقيمة 5.72 مليار دولار، وهو ما يقلّ عن العوائد المحقّقة في العام المالي السابق له، والبالغة 5.75 مليار دولار.
ويرجع هذا الفارق إلى تفشّي وباء كورونا وتداعياته على سوق النقل البحري بشكل عامّ، وبعض السفن بشكل خاصّ.
ناقلات النفط وسفن الغاز
في غضون الأشهر الـ12 لعام 2020، شهدت قناة السويس عبور 5006 ناقلة للنفط بحمولة 223.1 مليون طن، مقارنةً مع مرور 5163 ناقلة نفط بحمولة قدرها 238.2 مليون طن، في الفترة نفسها من عام 2019.
وقبل تفشّي الوباء، وتحديدًا في شهري يناير/كانون الثاني وفبراير/شباط، كانت هناك زيادة ملحوظة في ناقلات النفط وسفن الغاز الطبيعي المسال.
وشهد شهر يناير/كانون الثاني 2020، عبور 464 ناقلة للنفط، بزيادة 3.1% عند المقارنة مع 450 سفينة عبرت القناة في الفترة نفسها من عام 2019.
ومع زيادة عدد السفن في ذاك الشهر، ارتفعت الحمولة بنحو 18%، ليكون إجمالي حمولة ناقلات النفط 23.729 ألف طن.
وفي شهر فبراير/شباط، شهدت ناقلات النفط ارتفاعًا بنحو 10.9%، لتصل إلى 418 ناقلة (بحمولة 21.718 ألف طن)، مقابل عبور 377 ناقلة (بحمولة 17.324 ألف طن)، خلال الفترة المماثلة من 2019.
وبالنسبة للغاز الطبيعي المسال، ارتفع عدد السفن من 47 إلى 57 سفينة، خلال يناير/كانون الثاني، وهو ما يمثّل زيادة بنحو 21.3%.
وبالمثل، ارتفعت حمولة سفن الغاز الطبيعي المسال، خلال يناير/كانون الثاني، إلى 6.172 ألف طن، مقابل 5.052 ألف طن المسجّلة في الفترة نفسها من العام الماضي، بزيادة 22.2% على أساس سنوي.
أمّا في شهر فبراير/شباط، فقد صعد عدد سفن الغاز الطبيعي المسال العابرة لقناة السويس بنحو 32.6%، ليصل إلى 57 سفينة، مقارنة مع عبور 43 سفينة، في فبراير/شباط 2019.
وشهدت حمولة سفن الغاز الطبيعي المسال زيادة بنحو 37.2%، حيث ارتفعت من 4.692 ألف طن، إلى 6.436 ألف طن.
القناة الجديدة
منذ افتتاح قناة السويس الجديدة، في 6 أغسطس/آب 2015، وحتّى 6 أغسطس/آب 2020، بلغت الإيرادات 27.2 مليار دولار، بزيادة 4.7% في 5 سنوات، لكن، خلال الفترة من عام 2010 وحتّى عام 2015، بلغ إجمالي العوائد التي حقّقتها قناة السويس 25.9 مليار دولار.
وبالنسبة لعدد السفن العابرة للقناة، في السنوات الخمس الماضية، فقد بلغ 90 ألف سفينة بحمولة صافية قدرها 5.5 مليار طن، مقابل 86.6 ألف سفينة بحمولة 4.6 مليار طن، في السنوات الخمس، حتّى 2015.
وتأمل مصر في مضاعفة عدد السفن التي تمرّ عبر قناة السويس، وكذلك الإيرادات المحقّقة من ذلك، بحلول عام 2023، حسب تصريحات أسامة ربيع.
نظرة إلى الوراء
عبرت 18.880 ألف سفينة قناة السويس، خلال عام 2019، بزيادة 3.9% عن العام السابق له، عندما شهدت القناة عبور 18.174 ألف سفينة.
لكن من بين هذه السفن، كان هناك 5163 ناقلة نفط، خلال عام 2019، بارتفاع 9.3% عن العام السابق له، عندما شهدت القناة عبور 4724 ناقلة.
وكان إجمالي الحمولة الصافية لناقلات النفط، طوال العام الماضي، 238.19 مليون طن، مقابل 212.01 مليون طن، في عام 2018، ما يعني زيادة 12.4%.
وعلى صعيد حركة سفن الغاز الطبيعي، فزادت من 691 سفينة، في عام 2018، لتصل إلى 750 سفينة، وهو ما يشير لارتفاع عدد السفن بنحو 8.5%.
أمّا عن حمولة الغاز الطبيعي، فبلغت 74.70 مليون طن، في عام 2019، وهو أعلى بنحو 15.3% عن مستويات عام 2018، والبالغة 73.48 مليون طن.
وعلى مدى الـ5 سنوات الماضية من 2015 وحتى 2019، شهدت قناة السويس تدفق نحو 132.84 مليون طن من الغاز الطبيعي المسال في الاتجاهين، بحسب بيانات هيئة قناة السويس.
وخلال الفترة بين عامي 2015 وحتى 2019، شهدت سفن الغاز الطبيعي المسال التي تعبر قناة السويس اتجاهًا متزايدًا في السفن العابرة، بما مجموعه 3253 سفينة في الـ5 أعوام.
وفي حين شهد عام 2016 تراجعًا في عدد السفن بشكل طفيف إلى 575 سفينة في 2016 مقارنة مع 670 سفينة في العام الذي يسبقه، إلا أن السفن واصلت الزيادة لتصل إلى 750 سفينة في عام 2019، مقابل 691 سفينة في العام السابق له و567 سفينة في عام 2017.
وترجع الزيادة الملحوظة في عدد السفن العابرة لقناة السويس بين عامي 2018 و2019، إلى الحوافز التي قدمتها هيئة قناة السويس لأصحاب السفن.
وعلى سبيل المثال، قامت الهيئة -التي تربط البحر الأحمر بالبحير الأبيض المتوسط- في أواخر عام 2017 بمنح أصحاب السفن والمشغلين خصومات من أجل تشجيع المزيد من السفن على العبور من خلال القناة.
وبالتوازٍ مع زيادة سفن الغاز الطبيعي المسال في الاتجاهين الشمالي والجنوبي، كان هناك زيادة في إجمالي تدفقات الغاز الطبيعي المسال بنحو 14% خلال عام 2019 مقارنة مع عام 2015.
وفي هذا الشأن تجدر الإشارة إلى أن مصر تحولت من كونها صافي مستورد للغاز الطبيعي إلى صافي مصدر في عام 2018؛ وذلك نتيجة لاكتشافات الغاز الطبيعي الكبرى التي زادت من مستويات إنتاج الغاز الطبيعي.