نورد ستريم 2.. هل تنتهي أزمة خط الغاز الروسي في 2021؟

لا يزال نورد ستريم 2 مشروع خط الغاز الأكثر إثارة للجدل، أحد أهم أسباب الخلاف السياسي بين روسيا وأوروبا والولايات المتحدة، وسط تهديدات بشأن فرض عقوبات.

ومن شأن مشروع البنية التحتية للغاز الطبيعي "نورد ستريم 2" شبه الكامل، أن ينقل نحو 55 مليار متر مكعب من الغاز سنويًا لألمانيا عبر بحر البلطيق.

عدم اليقين

في حين يبدو أن نهاية اللعبة السياسية في هذا المشروع بعيدة المنال، إلا أن حالة عدم اليقين المستمرة بشأن موعد اكتمال خط الأنابيب تظل عاملًا رئيسًا لسوق الغاز الأوروبية في 2021، حسب تقرير صادر عن "استاندرد آند بورز غلوبال بلاتس".

وشهد المشروع -الذي من المقرر أن يكون ذا تأثير عميق على سوق الغاز الأوروبية في 2021- وضع امتداد بطول 2.6 كيلومتر في المياه الألمانية خلال ديسمبر/كانون الأول، ومع ذلك، فإن علامات الاستفهام بشأن "نورد ستريم 2" ماتزال قائمة حول كيفية ووقت تثبيت الجزء الأطول في المياه جنوب جزيرة برونهولم الدنماركية.

وفي الأساس، كانت غازبروم تأمل الاعتماد على "نورد ستريم 2" كي تستطيع تقليص حجم الغاز الطبيعي الذي ترسله عبر أوكرانيا في السنوات المقبلة.

ودفع ذلك شركة الغاز الروسية لتقليل حجم الغاز الطبيعي المقرر أن تنقله في المدة بين عامي 2021 و2024 عبر أوكرانيا إلى 40 مليار متر مكعب سنوياً (110 مليون متر مكعب يومياً) مقارنة مع 65 مليار متر مكعب سنوياً في عام 2020.

ودون تشغيل مشروع "نورد ستريم 2"، ستحتاج غازبروم لنقل المزيد من الغاز الطبيعي عبر أوكرانيا، وهو ما قد يحدث مع مزيد من التكلفة.

إلى متى قد يستمر هذا الوضع؟

تعتقد "استاندرد آند بورز غلوبال بلاتس" أن المشروع سيكتمل في نهاية المطاف؛ إذ يعتمد بدء تشغيله على الجدول الزمني لمد خط الأنابيب في المياه الدنماركية.

وتقول المحللة في بلاتس أنالايتكس، أورنيلا فيغورينايت، إنه بالرغم من استمرار قدر كبير من عدم اليقين فيما يتعلق بالجدول الزمني لإنهاء مشروع "نورد ستريم 2"، لكننا نفترض -حالياً- أن يكون الربع الثاني من العام المقبل هو تاريخ بدء التشغيل.

وإذا لم تستأنف أعمال البناء في المياه الدنماركية بحلول منتصف يناير/كانون الثاني، فقد يتم تأجيل فرضية بدء التشغيل بنحو فصل آخر، حسبما ذكرت فيغورينايت.

وتفترض بلاتس أنالايتكس أن تستغرق عملية البناء شهرين بمجرد بدئه، وشهرين آخرين للتشغيل بما في ذلك الاختبار.

كما تتوقع المؤسسة البحثية وصول خط الأنابيب إلى طاقته الكاملة بحلول الربع الرابع من العام المقبل.

العقوبات الأميركية

ربما يتوقف الكثير من الأمور على موقف الولايات المتحدة ورئيسها المنتخب جو بايدن، الذي أعلن موقفه بشأن "نورد ستريم 2" بشكل واضح للغاية.

وفي عام 2016، قال بايدن إن "نورد ستريم 2" كان صفقة سيئة بشكل أساسي لأوروبا، كما أكدت حملته الانتخابية في أكتوبر/تشرين الأول أنه سيواصل معارضة المشروع.

ومع ذلك، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، يوم 17 ديسمبر/كانون الأول، إنه يأمل أن تعامل الإدارة الأميركية الجديدة شركاءها باحترام، وألا تعرقل استكمال خط الأنابيب؛ ما يسمح بالعودة للمنافسة العادلة في الأسواق الأوروبية.

وفي الواقع، كان هناك تكهنات بأن بايدن والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، قد يحاولان إيجاد حل للمشكلة من أجل تمكين استكمال المشروع، لكن مع وجود قواعد صارمة حول استخدامه.

ومن جانبها، تعتقد كاتيا يافيمافا من معهد أكسفورد لدراسات الطاقة، أن إدارة بايدن قد تتمتع ببعض الحرية في فرض عقوبات بموجب قانون الدفاع الأمريكي الجديد.

وتابعت: "هل ستقرر استخدام هذه الحرية؟.. يعد بمثابة سؤال آخر، وقد تعتمد إجابته على مدى قوة الاتحاد الأوروبي وألمانيا في رفع صوتيهما ضد العقوبات".

وتبحث برلين كذلك عن طرق لتفادي خروج المشروع عن مساره بسبب العقوبات الأميركية، إذ يشير المحلل في ميثينكس للاستشارات، جون روبرتس، إلى أنه من الواضح من الناحية السياسية أن السلطات الألمانية مشاركة في الأمر.

اقرأ أيضًا..

• الدبّ الروسي يتحدّى أميركا: نورد ستريم2 على وشك الانتهاء
• “نورد ستريم 2” يشعل الخلاف مجدّدًا بين الولايات المتّحدة وألمانيا
• نورد ستريم 2.. توقع بإطلاق خط الغاز الروسي قبل نهاية مارس