قفزة في أسعار الغاز المسال.. وارتباك بالأسواق الآسيوية
موجة الصقيع وزيادة الطلب ترفعان السعر 5 أضعاف
حياة حسين
قفزت أسعار الغاز المسال بأسواق السلع الفورية في آسيا، ما أدّى إلى اضطراب المعروض في القارّة الناشئة سريعة النموّ.
ووفق وكالة رويترز، اليوم الخميس، صعّدت موجة الصقيع من الوضع المرتبك لإمدادات الغاز المسال، حيث زاد الطلب على الوقود.
وارتفع سعر الغاز المسال في آسيا بمقدار 5 أضعاف، منذ مايو/أيّار، وهو أعلى مستوى خلال 6 سنوات.
وتحالف انخفاض إنتاج 4 دول من الغاز المسال، هي: أستراليا والنرويج وقطر وماليزيا، مع زيادة استهلاك الصين والهند لرفع الأسعار.
إلغاء مناقصات توريد الغاز
قال تجّار، إن عددًا من الشركات في أنحاء آسيا من باكستان حتى الصين، ألغت مناقصات لتوريد الغاز المسال، هذا الأسبوع.
وأضافوا أن المناقصات الملغاة مثّلت عبئًا على الأسعار، ما زاد من تكلفة مدخلات الإنتاج الصناعي، كما رفعت أسعار الطاقة للمستهلكين - حسب رويترز-.
وقال مدير شركة الاستشارات "آي أتش إس ماركيت" تشونغ زي إكسن: "من ليس له بدائل من المشترين يضطرّ لدفع أعلى سعر للشحنات الفورية، في يناير/كانون الثاني".
وأكّدت مصادر أن باكستان -وهي واحدة من الدول الأسرع نموًّا في استهلاك الغاز المسال- خسرت مناقصة لتوريد 3 شحنات عاجلة، في يناير/كانون الثاني، بسبب ارتفاع السعر.
كما فشلت شركتا غوغارات للنفط وغوغارت الهنديتان، في الفوز بمناقصات توريد الغاز، في الفترة بين يناير/كانون الثاني وفبراير/شباط.
ارتفاع أسعار البدائل
رغم أن مصانع الطاقة قد تضطرّ إلى الاعتماد على مصادر أخرى غير الغاز -أكثر تلويثًا للبيئة- إلّا أنها ستواجه أزمة ارتفاع الأسعار في المنطقة.
ويبدو أن بنغلاديش تعاني من شُحّ واضح في الغاز أيضًا.
وقالت ساومي آكتر -وهي أمّ لطفلين تسكن العاصمة البنغالية-: "ليس لدينا غاز للطهي طوال فترة الشتاء.. بصعوبة أجد الغاز لدرجة تعجّزني حتّى عن تسخين الماء".
ولم تستورد بنغلاديش سوى شحنة واحدة من الغاز، هذا الشتاء، رغم طرحها عدّة مناقصات، خلال الأشهر القليلة الماضية، وفقًا لمصدر من وزارة الطاقة، تحدّث لـ"رويترز".
وقال المصدر: "اضطررنا إلى اللجوء إلى سوق المعاملات الفورية، لكن لم ننجح بسبب الارتفاع غير الطبيعي للأسعار".
وتشعر الصين -ثاني أكبر مستورد للغاز المسال بعد اليابان- بالضغط من ارتفاع الأسعار.
ونتيجة لذلك، زاد سعر الحديد 2% في مركز تانغشان لتلك الصناعة، بسبب الغاز مرتفع السعر، كونه يُستخدم في تسخين الأفران، حسب أحد التجّار.
4 شركات صينية
كانت 4 شركات صينية -هي "تشينا ناشيونال أوفشور أويل" و"بتروتشينا" في شنغهاي، و"غوانزو غاز" و"غوانزو إنرجي"- قد خسرت مناقصات توريد غاز.
ودفعت الأسعار المرتفعة وانخفاض الإمدادات من الغاز، بعض مصانع شمال الصين إلى خفض الإنتاج بنسبة تتراوح بين 20% و 40%.
ونتيجة لموجة صقيع في اليابان، قفزت واردات الغاز إلى أعلى مستوى، منذ يوليو/تمّوز 2018، للتدفئة.
وعلّق أحد التجّار قائلًا: "سعر الغاز المسال وصل إلى مستويات يعجز بعض المستوردين عن تحمّلها".
عاصفة تعرقل الشحن
قال مدير البحوث في مؤسّسة وود ماكينزي، روبرت سيمز: إن "العاصفة القوية التي ضربت المنطقة أضعفت عمليات الشحن، وأسهمت في ارتفاع الأسعار".
وفي أكتوبر/تشرين الأوّل الماضي، لقي نحو 40 شخصًا حتفهم في فيتنام وكمبوديا، وفُقد العشرات، من بينهم عمّال إنقاذ، بسبب أمطار غزيرة وسيول مستمرّة.
وضربت العاصفة المدارية نانجكا البلاد، وبدأ هطول الأمطار منذ بداية الشهر.