روسيا تتحدّث عن ذروة استهلاك النفط
مسؤول حكومي: ربّما تكون قد ذهبت دون رجعة
زاد الحديث عن ذروة استهلاك النفط، خلال الفترة المقبلة، بعد تراجع الطلب عليه نتيجة الإجراءات الاحترازية الخاصّة بكورونا.
وانقسم المستثمرون والشركات إلى فريقين، الأوّل يدعم استمرار النفط والغاز في قيادة مصادر الطاقة، والآخر يرى في الطاقة المتجدّدة المستقبل.
ذروة النفط وموسكو
يقول نائب وزير المالية، فلاديمير كوليتشيف في مقابلة بموسكو: "ربّما تكون ذروة استهلاك النفط قد ذهبت دون رجعة.. والخطر يتزايد على المدى الطويل من أن تصبح عائدات النفط والغاز دون التوقّعات الحاليّة".
وتمثِّل هذه التصريحات اعترافًا نادرًا من مسؤول روسي رفيع المستوى بأن أفضل الأيّام، قد تكون ولَّت بالنسبة لعائدات الطاقة المحرِّكة للاقتصاد الروسي.
وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أكتوبر/تشرين الأوّل، إن الطلب المتزايد من آسيا سيدعم صادرات الطاقة الروسية، في العقود المقبلة.
وتوقّعت وزارة الاقتصاد الروسية، في مارس/آذار الماضي، أن يبلغ استهلاك النفط ذروته، قرب عام 2045.
وقال كوليتشيف، إن وزارة المالية تدرس حاليًا سيناريوهات لمستويات مختلفة من الطلب.
وقد وعد بوتين لسنوات بتقليل اعتماد روسيا على الطاقة، لكن هذا القطاع لا يزال يشكّل ثلث إيرادات الميزانية.
وتزامن الانخفاض في التنقّل بسبب فيروس كورونا مع زيادة الجهود لمكافحة تغيُّر المناخ، هذا العام، لتغيير توقّعات الطلب على الوقود الأحفوري تمامًا.
وفي سبتمبر/ أيلول، أصبحت "بريتش بتروليوم" أوّل شركة نفط عملاقة تعترف بأن استهلاك النفط قد لا يعود أبدًا لمستويات قبل الوباء.
ومنذ ذلك الحين، كثَفت الصين والولايات المتحدة -أكبر اقتصادين في العالم- التزاماتهما بالانتقال إلى الطاقة النظيفة.
الطاقة المتجدّدة في روسيا
يأتي ذلك في حين تولِّد روسيا أقلّ من 1% من الطاقة من مصادر الطاقة المتجدّدة، بما يشير لتباطؤ التكيّف مع التحوّل.
ولا تزال روسيا تستثمر في مشاريع التنقيب عن النفط في القطب الشمالي.
وحذَّر محللون في مركز "سكولكوفو" للطاقة في موسكو، مايو/أيّار، من أن النموّ الاقتصادي قد يقتصر على أقلّ من 0.8% سنويًا، على مدى العِقدين المقبلين، إن لم تتكيّف البلاد مع متغيّرات استخدام الطاقة.
وقالت ناتاليا أورلوفا، كبيرة الاقتصاديين في ألفا بنك في موسكو: "من الواضح أن الاقتصاد الروسي غير جاهز للتحوّل في قطاع النفط والغاز".
وأضافت، ليس لدى الحكومة والشركات فهم واضح للاتّجاه الذي يجب أن تسلكه روسيا، إذا ابتعدت عن النفط.
