أوروبا تبدأ عهد الطاقة الجديدة.. و24% انخفاضًا في انبعاثات الكربون
توقّف الأنشطة الاقتصادية ينعكس إيجابًا على نسب التلوّث
حياة حسين
تحدّثت مفوّضة الطاقة في الاتحاد الأوروبي، كادري سيمسون، عن تراجع نسبة انبعاثات الكربون في دول الاتحاد، مشيدةً بجهود تحقيق أهداف المناخ.
قائلةً في الوقت ذاته: إنّنا "نغلق عهد طاقة الفحم والوقود الملوّث للبيئة، ونبني عهدًا جديدًا للطاقة الجديدة".
وأوضحت سيمسون في كلمتها بمؤتمر الطاقة الأوروبي، اليوم الثلاثاء، أن أوروبا ستحصل على مناخ طبيعي خالٍ من التلوّث، بحلول 2050 "في العهد الجديد"، وتخفض في السنوات الـ10 الأولى منه انبعاثات الكربون بنسبة 55%.
تقرير الاتحاد الأوربي
كان تقرير المناخ السنوي للاتحاد قد أشار إلى تراجع انبعاثات الكربون في الدول الأوروبية بنسبة 24%، مقارنةً بمستوياتها في التسعينات من القرن الماضي.
وأوضح التقرير، حاجة الاتحاد إلى تكثيف مجهوداته لتحقيق أهدافه المناخية، بحلول منتصف هذا القرن، حسب الوكالة الفرنسية، أمس الإثنين.
وأضاف أن الانبعاثات تراجعت 27% في الدول الأعضاء الـ27، العام الماضي، مقارنة بسنة 2018، رغم نموّ الناتج المحلّي بنسبة 1.5%.
جوانب إيجابية لكورونا
بينما كانت جائحة كورونا وبالًا على الاقتصاد العالمي، لكن توقّف الأنشطة الاقتصادية كلّيًا أو جزئيًا في مختلف الدول، انعكس إيجابًا على نسب التلوّث، حيث انخفضت الانبعاثات بنسبة 8%، في 2020، وهو العام الذي لم ينته بعد.
ويخشى تقرير المناخ أن يؤدّي عودة النشاط الاقتصادي إلى طبيعته -بعد كبح الفيروس وثبات فاعلية لقاحات مرتقبة- إلى زيادة التلوّث مجدّدًا، ما لم تتّخذ الدول الأوروبّية إجراءات صارمة في سبيل التحوّل الأخضر.
تقول سيمسون -في كلمتها المنشورة، اليوم، على الموقع الإلكتروني للاتحاد الأوروبي-: إن "تحقيق أهداف أوروبا تلك، تستلزم اعتماد معظم الأنشطة الاقتصادية على الطاقة الجديدة، إذ إنها لا تزيد عن الخُمس حاليًا من إجمالي الطاقة المستهلكة".
واستطردت: "لتحقيق ذلك نحتاج أكثر من تغيير، بل ثورة، ويكون وقود الهيدروجين في وسطها".
وتمتلك أوروبا فرصًا كبيرة في مجال الطاقة الجديدة، مثل المُنتجة من المد والجزر ومحطات الرياح الساحلية، "كما نمتلك بحارًا ومحيطًا، وكلّها غنيّة بالطاقة الجديدة، وعلينا استغلالها.. الحقيقة أن أوروبا قائدة في مجال تكنولوجيات طاقة المحيط بالفعل"، هكذا ترى سيمسون.
تدلّل سيمسون على ذلك برصد بعض الإحصائيات، حيث كانت 8 دول أوروبية من بين أكبر 10 دول في العالم مصدّرة لتكنولوجيات الطاقات المُنتجة من المحيط، في 2018، وتسيطر شركات أوروبية على 66% من براءات اختراع معدّات طاقة المدّ والجزر، و44% من الأمواج.
تكنولوجيا المدّ والجزر
ترى مفوّضة الطاقة في الاتحاد الأوروبي أنه لتحقيق مستويات من الطاقة الجديدة وتكنولوجياتها "يجب تغيير الأنظمة والأفكار".
وأضافت أن إستراتيجية الاتحاد، التي أطلقها قبل أسبوع، تعمل على إنتاج 300 غيغاواط من طاقة الرياح الساحلية، و30 غيغاواط من طاقة المحيط، بحلول عام 2050.
أعلنت سيمسون مراجعة الاتحاد قواعد سياسة التعاون الأوروبي في مجال الطاقة، مشيرةً إلى إطلاق إطار عمل مشترك لتطوير البُنية التحتية لمشروعات الطاقة الساحلية وغير الساحلية، قبل نهاية العام.
يُذكر أن لجنة المناخ بالاتحاد اقترحت عمل الدول على مزيد من خفض الانبعاثات لتتجاوز المستهدف عند 40%، بحلول عام 2030.
وناقش قادة أوروبا، مقترحًا بخفض 30% إضافية للمستهدف، لكنه يعدّ أمرًا صعبًا لعدد من الدول الأعضاء.
وسيحاول قادة الدول الوصول إلى إجماع على هذا المقترح، في المؤتمر الذي انطلق اليوم، قبل إقرار قانون أوروبي للمناخ هو الأوّل في العالم.