التقاريرتقارير التكنو طاقةتقارير منوعةتكنو طاقةسلايدر الرئيسيةمنوعات

سيارة كهربائية حديثة أبطأ من الجمل.. رحلة بريطانية تكشف المفارقة

تحدّيات تواجه بُنية الشحن الكهربائي قبل حظر سيارات الوقود

ترجمة وتحرير: كريم الدسوقي

اقرأ في هذا المقال

  • يوجد بالمملكة المتحدة أكثر من 11600 وحدة لشحن السيارات الكهربائية
  • معظم السيارات الكهربائية لا يمكن سحبها عند تعطلها بالطريقة الاعتيادية
  • اتجه نادي السيارات الملكي إلى تطوير شاحن محمول للسيارات الكهربائية
  • تنقذ جمعية السيارات البريطانية مركبة كهربائية معطلة يوميا

كم من الوقت تحتاج سيارة لقطع مسافة 130 ميلاً (نحو 209 كيلومترات)؟ ساعتان ونصف قد تكون كافية لمتوسّط سرعات السيارات التقليدية، ونحو 5 ساعات كافية لمتوسّط سرعة حيوانات مثل "الجمل"، لكن الأمر استغرق نحو 9 ساعات مع سيارة بورش الكهربائية الجديدة (من فئة تايكان) في المملكة المتحدة.. فما هو السبب؟.

"ليندا بارنز" وزوجها يجيبان برواية قصة زيارتهما 6 وحدات شحن كهربائية، إذ تناوباها واحدة تلو الأخرى دون جدوى، على الطريق بين بورنموث (جنوب غربي إنجلترا)، ومنزلهما في مقاطعة كينت (جنوب شرق).

فوحدات الشحن السريع إمّا خارج الخدمة، أو مشغولة بقائمة انتظار من السيارات الأخرى، أو تدعم إصدارات السيارات الكهربائية القديمة، ما يعني أنها غير قادرة على توفير "شحن سريع" للفئات الجديدة.

وتحتاج السيارات الكهربائية الحديثة وحدات شحن سريعة تتراوح قدرتها من 50 كيلو واط إلى 100 كيلو واط، لإعادة ملء البطارية أثناء التنقل، إلا إن هذه الفئة يصعب العثور عليها في المملكة المتحدة، وكثيرًا ما تكون خارج الخدمة، إذا وُجدت.

وتُظهر رحلة الزوجين البريطانيين حجم التحدّي الذي تواجهه حكومة بلد متقدّم، إذا أرادت أن تملك بُنية تحتية عاملة قبل حظر السيارات التي تعمل بالبنزين والديزل، بحلول عام 2030.

صعوبة الشحن

اتّصل الزوجان بصحيفة الغارديان البريطانية لوصف مدى الصعوبة التي واجهها كلّ منهما لشحن سيارتهما التي يبلغ مداها 250 ميلاً (402 كيلومتر) للشحنة الواحدة، بعيدًا عن المنزل.

تقول "ليندا"، إنها وزوجها كانا يعلمان أنه سيتعيّن عليهما التوقّف لشحن سريع في طريقهما إلى المنزل، لكنهما لم يكونا مستعدَّين لما حدث بعد ذلك.

وتضيف: "غادرنا بورنموث، وكان أمامنا مسافة 45 ميلًا (72 كيلومترًا) حتى المنزل، واتّبعنا نظام ملاحة السيارة (عبر الأقمار الاصطناعية) إلى أقرب محطة شحن سريع، وقمنا بتوصيل قابس الشحن، ولكن لم يبدأ الشحن، ليخبرنا حارس موقف السيارات أن المحطة خارج الخدمة منذ أسابيع.

وبعد جولة بين عدّة محطات، ومع مرور الوقت، بدأ الزوجان في التفكير بالاضطرار إلى قضاء ليلتهما في فندق، إلى أن تمكّنا من التزوّد بشحنة مجانية صغيرة عبر إحدى ورش سيارات بورش، المزوّدة بوحدة شحن بطيئة، بهدف التمكّن من الوصول إلى محطة خدمات الطريق السريع التالية.

صفّ طويل

وعندما وصل الزوجان إلى هناك، أخبرتهما امرأة في المحطة بأنها تمكّنت من تشغيل الخدمات عبر الاتّصال بخطّ المساعدة، في وقت أوشك فيه مركز الاتّصال على الإغلاق.

وفي منطقة التوقّف التالية، وجد الزوجان صفًّا طويلًا من السيارات ينتظر استخدام وحدة الشحن البطيئة التي تعمل بقدرة 7 كيلو واط، لكنها لم تكن ذات جدوى، لأن نظامها محكوم بحدّ أقصى لمدّة شحن قدرها 45 دقيقة فقط، ليقترح عليهما سائق آخر التوجّه إلى فندق قريب، حيث يمكنهما استخدام وحدات للشحن الكهربائي.

وبدلًا من المخاطرة بقيادة السيارة إلى هناك، واستهلاك المزيد من الطاقة، اتّصل الزوجان بالفندق ليخبرهما الموظفون بأنهم ليس لديهم علم بنوع وحدات الشحن المتاحة.

وبعدما مرّ الزوجان على وحدتي شحن أخريين خارج الخدمة، وصلا إلى محطة بها 8 وحدات للشحن السريع، لكن جميعها كان مخصصًا لسيارات شركة تيسلا فقط.

وأخيرًا، قاد حسن الحظ "ليندا" وزوجها إلى وحدة شحن سريع متاحة، ليتمكّنا من الحصول على كمّية من الطاقة تكفي لعودة سيارتهما إلى المنزل، لكنها لم تزد على 11% فقط من إجمالي طاقة بطارية السيارة.

في اليوم التالي، قاد زوج "ليندا" سيارته إلى أقرب بلدة لهما، حيث توجد 3 وحدات شحن في موقف للسيارات، لكن أيًّا منها لم تكن تعمل.

توجّه الزوج إلى فندق محلّي صغير، ملحق به موقف للسيارات بها وحدات للشحن الكهربائي، ولم يكن أيّ منها يعمل أيضًا، ليتوجّه إلى إحدى محطات الوقود التابعة لشركة بي بي، لكنها لم تكن تعمل كذلك.

لم يكن هناك أيّ رقم لخطّ مساعدة بوحدات الشحن، ولم يتمكّن مساعد الخدمات الموجود بالمحطة من مساعدتهم.

تقول "ليندا"، إنها تعرف الآن لماذا يحرص معظم السائقين على شحن سياراتهم في المنزل طوال فترة المساء، ويتجنّبون استخدام الشبكة العامّة، مضيفة: "سيارتنا سهلة القيادة، والسيارات الكهربائية بشكل عامّ هي المستقبل، إلّا أن المسؤولين بحاجة إلى الانتباه لتحسين البُنية التحتية للشحن الكهربائي (في المملكة المتحدة)".

البُنية التحتية لشحن السيارات الكهربائية

يرى رئيس جمعية السيارات في المملكة المتحدة، إدموند كينغ، أن قصة "ليندا بارنز" وزوجها تصلح لتسلّط الضوء عليها نموذجًا لبعض المشكلات التي تحتاج إلى معالجة، قبل أن يتمكّن مالكو السيارات الكهربائية من الاعتماد على البُنية التحتية للشحن في المملكة المتحدة.

وبينما يشير كينغ إلى أن الزوجين محظوظان للغاية، لامتلاك سيارة تايكان -وهي أفضل سيارة كهربائية قام بقيادتها على الإطلاق- إلا أنه يستدرك قائلًا: "رغم ذلك، فإن مدى توافر وحدات الشحن ومستوى كفاءتها عاملان متغيّران، مع اتّفاقنا على توجيه الكثير من الانتقاد إلى وحدات الشحن بمحطات خدمات الطرق السريعة، لكن الأمور تتّجه بسرعة نحو الأفضل".

ويقرّ كينغ بأن الوصول إلى هدف حظر سيارات البنزين والديزل، بحلول عام 2030، يقتضي جهودًا من السلطات البريطانية لتحسين وحدات الشحن الكهربائي ودعم مجّانيتها، إذ إن واحدة فقط من كلّ 6 وحدات بالمملكة المتحدة تدعم الشحن بالمجّان، حسب أحد أبحاث جمعية السيارات.

وحدات شحن كهربائي

يوجد في المملكة المتحدة أكثر من 11600 وحدة للشحن الكهربائي العامّ، تقع في محطات خدمة الطرق السريعة ومراكز التسوّق الكبرى ومواقف السيارات التابعة للسلطة المحلّية والفنادق والمطاعم، وتختلف فيما بينها من حيث أنواع المقابس وقدرة كلّ منها على التزويد بالطاقة وطرق الدفع وفقًا للجهة مقدّمة الخدمة.

بعض هذه الوحدات مجّاني، لكن معظمها يتطلّب رسومًا، خاصة وحدات الشحن السريع، التي تتيح شحن 80% من سعة بطاريات السيارة الكهربائية خلال 40-60 دقيقة.

وتتطلّب بعض وحدات الشحن أيضًا من المستخدم التسجيل بأحد التطبيقات الإلكترونية، وحيازة بطاقة دفع من نوع خاص، وتسمح الفئة الأفضل منها للمستخدم بالدفع مقابل الشحن عبر بطاقة مصرفية عادية، لكن المتاح منها غير كافٍ.

وكلما زاد عدد السيارات الكهربائية على الطرق، زاد عدد المكالمات التي تتلقّاها جمعية السيارات البريطانية ونادي السيارات الملكي من السائقين المحاصرين داخلي سياراتهم بعد فراغ طاقة بطارياتها.

فراغ البطاريات

تمثّل شكاوى فراغ البطاريات 4% من مكالمات الاستغاثة التي يجريها أصحاب السيارات الكهربائية، بينما تمثّل شكاوى فراغ خزّان الوقود 0.6% فقط من مكالمات الاستغاثة التي يجريها أصحاب السيارات التقليدية.

وأنقذت جمعية السيارات البريطانية أكثر من 600 سيارة كهربائية، في العامين الماضيين، بمعدّل سيارة لكلّ يوم، بينما تشير تقارير نادي السيارات الملكي إلى تضاعف حوادث تعطّل السيارات الكهربائية بعد فراغ شحن البطاريات، خلال الفترة ذاتها.

يأتي ذلك في ظلّ وصول عدد السيارات الكهربائية على طرق المملكة المتحدة إلى 164100، بنهاية سبتمبر/أيلول الماضي.

انتظار وصول شاحنة مخصصة

يضطرّ أعضاء جمعية السيارات البريطانية حال تعطّل سياراتهم إلى انتظار وصول شاحنة نقل مخصصة لتحمل سياراتهم إلى أقرب وحدة شحن، إذ إن معظم السيارات الكهربائية لا يمكن سحبها عند تعطّلها بالطريقة الاعتيادية، ولكن تحتاج لنقلها عبر وسيلة ترفع عجلاتها الأربع عن الأرض، وعندما تتعطّل على طريق حيوي، تتسبّب في تعطيل حركة المرور، وتزيد من مخاطر حوادث التصادم.

وقد بلغت تلك المشكلة مستويات حادّة في المملكة المتحدة، بالتزامن مع الفترة الانتقالية من الوقود الأحفوري، إلى استخدام الطاقة الكهربائية بالسيارات، حتى أصبح مشهد السيارات الكهربائية المعطّلة على الطرق أكثر شيوعًا.

وإزاء ذلك، اتّجه نادي السيارات الملكي إلى تطوير شاحن محمول للسيارات الكهربائية، يتيح شحن البطارية كي تتمكّن السيارة من الحركة 10 أميال إضافية (16 كيلومترًا)، حتّى تصل إلى أقرب وحدة شحن.

وسبق أن رفضت جمعية السيارات البريطانية آلية للشحن الفوري في مكان التعطّل، لأن تنفيذها يتطلّب مولّدًا يعمل بالديزل، ما ينتج عنه المزيد من التلوّث، وهو ما يتناقض مع فكرة استخدام السيارات الكهربائية أصلًا.

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق