التقاريرتقارير النفطسلايدر الرئيسيةنفط

الرحلة المظلمة.. هكذا تصدر فنزويلا النفط للصين رغم العقوبات الأميركية

قانون جديد يسمح لحكومة مادورو بعقد صفقات نفطية جديدة بشكل سري

ترجمة وتحرير: كريم الدسوقي

اقرأ في هذا المقال

  • انتعاش صادرات النفط الفنزويلية في نوفمبر/تشرين الثاني الجاري
  • كيوتو أول ناقلة تستأنف تصدير الخام الفنزويلي مباشرة إلى الصين
  • ميناء خوسيه وجهة الناقلات الرئيسية لشحن الخام الفنزويلي
  • مستشارو الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن قالوا إنه سيبقي على العقوبات

كيف تستأنف فنزويلا شحنات تصدير النفط المباشرة إلى الصين تحديداً "أكبر مستورد للخام في العالم" رغم العقوبات الأميركية التي تسببت في تراجع نشاطها التجاري لأكثر من عام؟

تصدّر هذا السؤال اهتمامات مراقبي الشأن النفطي بعدما كشفت وثائق داخلية لشركة النفط الوطنية الفنزويلّية عن مؤشّر على انتعاش الصادرات النفطية، الشهر الجاري، رغم توقف مؤسسة النفط الوطنية الصينية وشركة بيتروتشاينا -تملكهما الحكومة الصينية- عن تحميل النفط الخام والوقود في موانئ فنزويلا في أغسطس/آب 2019.

وتزامن هذا التاريخ مع تمديد واشنطن عقوباتها على الشركة الفنزويلية لتشمل أي من الشركات المتعاملة معها حول العالم في إطار محاولة إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب للإطاحة بالرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو.

لكن المحاولة الأميركية فشلت تمامًا في وقف صادرات النفط في أميركا الجنوبية، أو تخفيف قبضة مادورو على السلطة.

وإزاء ذلك، وجه عملاء شركة النفط الفنزويلية الشحنات إلى ماليزيا، حيث أتاحت عمليات نقل الحمولة بين السفن في عرض البحر مواصلة تدفق الخام إلى الصين بعد إجراء تعتيم على أطراف النقل عبر استخدام وسطاء تجاريين، وفقًا لما نقلته رويترز عن بيانات تتبع السفن الصادرة عن شركة ريفينيتيف للمعلومات المالية.

وفي السياق، ذكر موقع تانكر تراكرز، المتخصص في رصد حركة ناقلات النفط، أن "كيوتو" هي أول ناقلة تستأنف تصدير الخام الفنزويلي مباشرة إلى الصين، مشيرا إلى تحميلها 1.8 مليون برميل من الخام الثقيل في ميناء خوسيه الفنزويلي في أواخر أغسطس/آب الماضي.

وفرّغت الناقلة كيوتو -التي تستأجرها شركة وانينغ موناي- شحنتها في محطة نفط داليان الصينية في أوائل نوفمبر/تشرين الثاني الجاري بعد أن قضت الجزء الأكبر من رحلتها إلى آسيا في تعتيم تحت مسمى "الرحلة المظلمة"، إذ أوقفت جهاز تحديد موقعها تفادياً لرصدها.

وتعد شركة وانينغ موناي واحدة من مجموعة روسية يزيد عددها عن 12 شركة مسجلة، ليس لها خبرة معروفة في تداول النفط، إلا أنها ظهرت في الأشهر الأخيرة بقائمة عملاء شركة النفط الفنزويلية.

وسمح ظهور هذه المجموعة للشركة الفنزويلية بمواصلة شحن النفط إلى وجهات آسيوية في الأشهر الأخيرة على الرغم من انسحاب بعض العملاء القدامى، مثل: شركتي ريلاينس إندستريز الهندية، وتيبكو التايلاندية، بعد أن أنهت وزارة الخزانة الأميركية إعفاءهما من العقوبات.

إدارة بايدن

وتأتي عمليات الشحن المباشر للخام الفنزويلي سابقة لانتقال سلطة الولايات المتحدة، في يناير/كانون الثاني المقبل، من ترامب إلى الرئيس الديمقراطي المنتخب جو بايدن، الذي قال مستشاروه إنه سيُبقي العقوبات.

وتستأنف الصين نشاطها في الشحن المباشر بعد أن اتخذت واشنطن في وقت سابق من هذا العام إجراءات ضد وحدات تابعة لشركة روسنفت الروسية، وأتبعت ذلك بملاحقة شركات الشحن التي واصلت التعامل مع شركة النفط الفنزويلية بعد العقوبات التجارية التي فرضت لأول مرة في أوائل عام 2019.

وبينما أعلنت روسنفت أنها أوقفت أعمالها مع شركة النفط الفنزويلية منذ أن تعرضت وحداتها للعقوبات، لم تُرفع العقوبات عن الشركات التابعة لها بعد، ولم تُدلِ وزارة الخارجية الأميركية بأي تعليق بشأن استئناف تجارة النفط المباشرة بين فنزويلا والصين.

ووفقًا لإحدى وثائق شركة النفط الفنزويلية، فإن الناقلة واريور كينغ، التي كانت تمتلكها فنزويلا حتى سبتمبر/أيلول الماضي وتحمل علم توغو حاليًا، رست في ميناء بايوكوان الصيني النفطي بعد نقل حوالي 600 ألف برميل من خام ميري 16 الثقيل.

ولم تسجل الوثائق لهذه الشحنة عميلًا محددًا، كما تعذر الحصول على تعليق بشأنها من شركة أمبريدجز تريدنغ، المالكة لواريور كينغ، والتي يقع مقرها في بنما.

كما أكدت وثائق شركة النفط الفنزويلية وبيانات تتبع السفن نشاط حاملتي نفط خام كبيرتين ترفعان علم الصين، ولكل منهما القدرة على نقل ما يقرب من مليوني برميل، إذ رفعت كل منهما حمولة من الخام الفنزويلي الثقيل في الأيام الماضية عبر ميناء خوسيه.

دعم صيني

وأظهرت بيانات ريفينيتف أن إحدى السفينتين (زينغاي) غادرت فنزويلا يوم الخميس الماضي متجهةً إلى سنغافورة، فيما لم تبحر الأخرى (ثاوزند صني) بعد، وكلاهما كانتا مملوكتان لمشروع مشترك بين شركة النفط الفنزويلية وشركة بيتروتشاينا الصينية حتى وقت سابق من هذا العام، عندما حازت الأخيرة الملكية الكاملة.

ووفقًا لوثائق شركة النفط الفنزويلية، فإن شركة (سيروستراتي المحدودة للتكنولوجيا) هي مشتري الشحنتين.

وانضمت الصين إلى حليفي فنزويلا المقربين: روسيا وكوبا، في انتقادهما العلني للعقوبات المفروضة على فنزويلا العضو في منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك)، وعقدت حكومة مادورو الاشتراكية اجتماعاً مع وفد من المسؤولين ورجال الأعمال الصينيين، الشهر الجاري، للترويج لقانون جديد لتشجيع الاستثمار، يتجاوز العقوبات الأميركية.

ويسمح القانون للحكومة الفنزويلية بالتوقيع على صفقات نفطية جديدة بشكل سري، حسبما أكدت رويترز.

ورغم أن انخفاض الصادرات، هذا العام أدّى إلى زيادة في المخزونات؛ ما أجبر شركة النفط الفنزويلّية على خفض الإنتاج في حزام أورينوكو النفطي -وهو أكبر منطقة إنتاج في البلاد- إلّا إن وثائق شركة النفط الوطنية كشفت أن اثنين من مشروعاتها في الحزام (بتروموناجاس وبتروزينوفينسا) استأنفا الإنتاج في أواخر الربع الثالث من العام الجاري.

وبتروموناجاس عبارة عن مشروع فنزويلّي مشترك مع شركات حكومية روسيّة، أمّا بتروزينوفينسا، فهو مشروع مشترك مع شركات حكومية صينية، وأنتجا معًا نحو 93 ألف برميل يوميًا من النفط الخام، في منتصف أكتوبر/تشرين الأوّل الماضي.

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق