جنرال موتورز تتخلّى عن ترمب في أزمة "انبعاثات كاليفورنيا"
الشركة تراجعت عن دعمها للرئيس الأميركي
محمد فرج
- الشركة تؤكد أن قرارها بالتدخل في التقاضي ليس انحياز لـ"ترمب"
- جنرال موتورز : أهداف بايدن تتماشى مع تغير المناخ والحد من الانبعاثات
- تويوتا تدرس كل الاحتمالات..و"نيسان" و"فيات" و"كرايسلر" يرفضون التعليق
- دعم السيارات الكهربائية لتقليل الانبعاثات الكربونية
تخلّت شركة جنرال موتورز الأميركية عن دعمها في المعركة القانونية لإدارة ترمب مع كاليفورنيا، بشأن معايير انبعاثات السيّارات.
ومنحت كاليفورنيا -على مدى عقود- إعفاءات متكرّرة من قبل الحكومة الفيدرالية، ما يسمح لها بوضع قواعد خاصّة بها لجودة الهواء وانبعاثات السيّارات، التي كانت عادةً أكثر صرامة من القواعد الفيدرالية.
والتزمت عدّة ولايات أخرى بهذه القواعد منذ سنوات، إلى جانب شركات صناعة السيّارات، لكن إدارة ترمب -التي أرادت التراجع بشكل كبير عن معايير الاقتصاد الفيدرالي في استهلاك الوقود والانبعاثات- أعلنت، عام 2019، إلغاء ما يسمّى بتنازل كاليفورنيا.
وقد رفعت كاليفورنيا وغيرها من الولايات دعوى قضائية لمنع هذا الإلغاء، وفي الوقت نفسه، أبرمت شركات فورد، وبي إم دبليو، وهوندا، وفولكس فاغن، صفقة مع كاليفورنيا، ووافقت على أن يكون لديها أسطول من المركبات بمتوسّط 50 ميلًا للغالون الواحد، ومن ثمّ خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، بحلول عام 2026.
وتعهّدت الشركات بالتمسّك بهذا المعيار في جميع أنحاء البلاد، وليس فقط في كاليفورنيا، لكن جنرال موتورز وغيرها من شركات صناعة السيّارات -بما في ذلك تويوتا وفيات كرايسلر- انضمّت إلى جانب إدارة ترمب لدعم معيار وطني واحد.
وقالت شركات صناعة السيّارات، إنّها تخشى وجود مجموعتين منفصلتين من معايير الاقتصاد في استهلاك الوقود والانبعاثات، واحدة لكاليفورنيا، والولايات الـ 14 الأخرى التي اتّبعت -أو تخطّط لاتّباع- معايير الولاية، وأخرى لبقيّة البلاد.
مع قدوم إدارة أميركية جديدة في يناير/كانون الثاني، قرّرت جنرال موتورز الانسحاب من المعركة.
وترى المتحدّثة باسم جنرال موتورز جانين جينيفان، أن "دعم جنرال موتورز للدعوى القضائية لا يتعلّق بدعم رغبة الإدارة في التراجع عن معايير الاقتصاد في استهلاك الوقود".
وأضافت في رسالة عبر البريد الإلكتروني: "قرارنا بالتدخّل في التقاضي لم يكن يتعلّق بالانحياز إلى جانب ترمب.. القرار كان متّسقًا مع رغبتنا في وضع معيار وطني واحد لا نزال نؤيّده".
وقالت، إن جنرال موتورز كانت تأمل أن تشارك في المفاوضات من أجل تسوية محتملة بين الجانبين.
وتابعت: "من خلال الانسحاب من التقاضي، نأمل أن يعزّز ذلك الحوار الضروري بشكل أفضل، ونعتقد أن أهداف الكهرباء الطموحة للرئيس المنتخب (جو بايدن) تتماشى مع تغيّر المناخ، من خلال الحدّ بشكل كبير من انبعاثات السيّارات.
وردًّا على إعلان جنرال موتورز، قال المتحدّث باسم وكالة حماية البيئة، جيمس هيويت: "من المثير للاهتمام دائمًا أن نرى المواقف المتغيّرة للشركات الأميركية".
وأعلنت جنرال موتورز مؤخّرًا أنّها تزيد التزامها ببناء السيّارات الكهربائية، على أمل أن تكون 40% من مبيعاتها في الولايات المتّحدة كهربائية، بحلول عام 2025.
وفي وقت سابق من هذا العام، أعلن حاكم كاليفورنيا عن خطّة لحظر بيع مركبات الاحتراق الداخلي في الولاية، بحلول سنة 2035.
موقف غامض لـ"نيسان" و"فيات" و"كرايسلر"
قالت نائبة مدير الإستراتيجيات الوطنية لحملة النقل النظيف للجميع في نادي سييرا "كاثرين غارسيا": إنّنا "نطالب تويوتا وفيات كرايسلر بأن تحذو حذونا، وتنسحب من هجوم إدارة ترمب".
فيما أوضح متحدّث باسم تويوتا، أن شركة صناعة السيّارات تدرس عددًا من الاقتراحات.
وقالت تويوتا في بيان عبر البريد الإلكتروني: "نظرًا للظروف المتغيّرة، فإنّنا نقيّم الوضع، لكنّنا نبقى ملتزمين بهدفنا المتمثّل في وضع مجموعة موحّدة متّسقة من معايير الاقتصاد في استهلاك الوقود المطبّقة في جميع الولايات".
ولم تردّ نيسان و فيات كرايسلر -فورًا- على طلبات أرسلتها رويترز للتعليق.
فيما أصدر مجلس الدفاع عن الموارد الطبيعية بيانًا يؤيّد فيه تحرّك جنرال موتورز، داعًيا الشركة أيضًا إلى بذل المزيد من العمل في المستقبل.
وقالت المجموعة في بيان: "إذا كانت جنرال موتورز ستفي بوعدها بأن تكون جزءًا من حلّ أزمة المناخ، فيجب عليها دعم معايير السيّارات النظيفة".