مصادر: الالتزام باتّفاق خفض الإنتاج حدَّ من معروض النفط العالمي بـ1.6 مليار برميل
ولكن مازالت عدّة دول لم تلتزم بالاتّفاق بشكل كامل
مكرم فلتس
بلغ حجم إنتاج النفط الخام لمنظّمة أوبك (باستثناء إيران وليبيا وفنزويلا) 21.591 مليون برميل يوميًا، خلال أكتوبر/تشرين الأوّل الماضي. وقالت مصادر تحدّثت لـ"الطاقة" -شرط عدم الإفصاح عن هويتها-، إن إنتاج النفط الخام لأوبك كان أقلّ من مستوى الإنتاج المطلوب بمقدار 224 ألف برميل يوميًا.
- أوبك+ تدرس 4 سيناريوهات للتطوّرات المحتملة في سوق النفط
- الأمير عبدالعزيز بن سلمان: “هذه عادة وانقطعت إلى الأبد”
وأوضحت أنّه، بين مايو/أيّار وأكتوبر/تشرين الأوّل الماضيين، "أسهمت مشاركة أوبك والدول غير الأعضاء في الحدّ من المعروض العالمي بنحو 1.6 مليار برميل، بما في ذلك التخفيضات الطوعية، وكان هذا مفتاحًا لإعادة توازن السوق".
وكشفت المصادر عن جزء من المناقشات التي دارت، اليوم الثلاثاء، في اجتماع اللجنة الوزارية في أوبك+، قائلة: "إن إنتاج النفط الخام في الدول المشاركة من خارج أوبك -باستثناء المكسيك- بلغ 12.725 مليون برميل يوميًا، خلال الشهر الماضي".
في حين حقّقت دول أوبك مستوى التزام، خلال أكتوبر/تشرين الأول، في اتّفاق خفض إنتاج النفط 105%، أمّا المشاركة من خارج أوبك فقد وصلت إلى 96%، ليصل مستوى الالتزام العامّ 101%، في أكتوبر.
وبلغ إنتاج النفط الخام في إيران، نحو 1.9 مليون برميل يوميًا، في أكتوبر، وفي ليبيا نحو 463 ألف برميل يوميًا، و372 ألف برميل يوميًا في فنزويلا، حسب تقرير أوبك الشهري، الذي صدر الأسبوع الماضي.
وذكرت المصادر، أن اللجنة ناقشت، أمس، تعافي الطلب على النفط العالمي في 2021، والتي توقّعت بأن يكون أقلّ من المتوقّع من قبل، في ظلّ استمرار تفشّي جائحة كورونا، وقالت: "بالنسبة لعام 2021، يُتوقّع نموّ الطلب 6.2 مليون برميل يوميًا، على أساس سنوي، وهو ما يمثّل تعديلًا بالهبوط قدره 300 ألف برميل يوميًا، مقارنةً بتقييم الشهر الماضي".
ووفق مصادر من داخل أوبك+ تحدّثت لـ"الطاقة"، فإن الدول الأعضاء عرضت 4 سيناريوهات متوقّعة، خلال العام 2021، في أسواق النفط.
أمّا الأوّل، فهو أن تنخفض مخزونات الدول الأعضاء في منظّمة التعاون والتنمية، ولكنّها تظلّ 125 مليون برميل فوق متوسّط 5 سنوات الأخيرة، في نهاية 2021، وهو لا يزال انخفاضًا كبيرًا مقارنةً بمستويات سبتمبر/أيلول. وهذا يفترض أن تلتزم كلّ الدول الأعضاء بحصصها الإنتاجية طيلة الفترة، كما ينصّ الاتّفاق.
أمّا الثاني، فهو احتمال تراجع مخزونات النفط التجارية لدى دول منظّمة التعاون الاقتصادي والتنمية إلى 73 مليون برميل فوق متوسّط خمس سنوات، في عام 2021، في حالة تمديد التخفيضات إلى مارس/آذار المقبل.
كما استعرضت أوبك+، اليوم، احتمال تراجع المخزونات لتبلغ 21 مليون برميل فقط فوق متوسّط خمس سنوات، في العام المقبل، في حالة تمديد اتّفاق التخفيض إلى يونيو/حزيران.
وهناك احتمال أو سيناريو رابع، وهو تصوّر بديل، تفترض على أساسه المنظّمة طلبًا أضعف على النفط، وهنا تزيد مخزونات منظّمة التعاون الاقتصادي والتنمية لتسجّل 470 مليون برميل فوق متوسّط خمس سنوات، بنهاية 2021.
وتعقد أوبك+ اجتماعًا، يومي 30 نوفمبر/تشرين الثاني وأوّل/ديسمبر كانون الأوّل، لتحديد سياسة الإنتاج لعام 2021، بعد الأخذ في الاعتبار هذه المناقشات والتوصيات، اليوم.
وذكرت المصادر أن دول أوبك+ عوّضت ما مجموعه 768 ألف برميل يوميًا، عن حصصها التي تخطّتها من نسبة التزامها في اتّفاق خفض إنتاج النفط، ممّا أدّى إلى تحقيق مستوى 99.5% من التزامات خفض الإنتاج، منذ مايو/أيّار الماضي.
وأشارت المصادر إلى أن اللجنة الوزارية استعرضت، اليوم، أنباء إيجابية لأسواق النفط، من النموّ الاقتصادي في آسيا، إلى إمكان طرح لقاح لكورونا قريبًا، ممّا يزيد الطلب العالمي على النفط.
وأوضحت بأن هناك مطالبات مستمرّة بالالتزام الكامل بحصص تخفيض الإنتاج والتعويض أيضًا، لتوازن السوق، خاصّةً أن عددًا من الدول لم تلتزم بالحصص الإنتاجية، حتّى الآن.
ويشير جدول -اطّلعت عليه "الطاقة"- إلى أنّه من ضمن الدول العشر الأعضاء في أوبك المشارِكة في اتّفاقية الإنتاج، هناك 4 دول فقط التزمت بالحصص الإنتاجية، وليس عليها أيّ تعويض للإنتاج، وهي: الجزائر والكويت والسعودية والإمارات. أمّا الدول الأخرى، فقد تجاوزت حصصها الإنتاجية، حيث تشير البيانات إلى أن أكثر الدول تجاوزًا، بين شهري مايو/أيّار وأكتوبر/تشرين الأوّل، هي الغابون والعراق ونيجيريا.
أمّا بالنسبة لدول خارج أوبك -وعددها 9 بعد استثناء المكسيك-، فهناك 3 دول فقط التزمت بحصصها الإنتاجية، وليس عليها أيّ تعويض، وهي: البحرين وماليزيا وعمان. وأكثر الدول تجاوزًا لحصصها الإنتاجية، في الفترات الماضية، هي روسيا وجنوب السودان وقازاخستان.