سبب مفاجئ يوقف أوّل محطّة نووية لبيلاروسيا بعد افتتاحها بساعات
لايوجد قدرات منتجة من المشروع حتّى الآن
محمد فرج
توقّفت أوّل محطّة للطاقة النووية في بيلاروسيا، عن توليد الكهرباء في اليوم التالي لافتتاحها رسميًا، وفقًا لما ذكره مسؤول بيلاروسي لوكالة أنباء أسوشيتد برس الأميركية، صباح الأربعاء.
وقال المستشار في إدارة السلامة النووية والإشعاعية بوزارة الطوارئ، أوليغ سوبوليف: إن "بعض معدّات محطّة الطاقة النووية تعطّلت، وتحتاج إلى الاستبدال، ولا يوجد مشكلة في الأمر، ولا تشكّل تهديدًا أو مخاوف تتعلّق بالسلامة النووية لبيلاروسيا أو ليتوانيا المجاورة".
وأضاف أن توربينات المحطّة توقّفت بالفعل، ولا يوجد قدرات منتجة من المشروع، "ولا يوجد أيّ تأثير على السلامة النووية والإشعاعية".
وخلال مراسم افتتاح المحطّة، نهاية الأسبوع الماضي، قال الرئيس لوكاشينكو، إن المشروع سيكون بمثابة قوّة دفع "لجذب أكثر التكنولوجيات تقدّمًا إلى البلاد، والاتّجاهات المبتكرة في العلوم والتعليم".
معارضة من ليتوانيا
تعارض ليتوانيا، منذ فترة طويلة، المشروع الذي يقع على بعد 40 كيلومترًا جنوب شرق عاصمتها فيلنيوس، حيث ذكرت السلطات الليتوانية أن هناك "تجاوزات عديدة في بناء المشروع".
ورفضت شركة روساتوم النووية الروسيّة الحكومية التي بنت المحطّة، الشكاوى الليتوانية، قائلة: إن "تصميم المحطّة يتّفق مع أعلى المعايير الدولية التي أكّدتها الوكالة الدولية للطاقة الذرّية".
ووفقًا لقانون يحظر واردات الكهرباء من بيلاروسيا، بمجرّد بدء تشغيل المحطّة النووية، قطعت شركة ليتغريد الليتوانية تدفّق الكهرباء من بيلاروسيا، عندما بدأت المحطّة في إنتاج التيّار.
اكتمال المحطّة في 2022
عند اكتمال المحطّة، عام 2022، ستُنشأ وحدتان للمفاعلات، كلّ منهما ينتج 1200 ميغاواط، ويوم السبت، كان المفاعل الذي يعمل فقط يولّد 400 ميغاواط.
وأوضحت وزارة الطاقة البيلاروسيّة في بيان، الإثنين الماضي، أنّه جرى خلال الاختبارات تحديد الحاجة إلى استبدال بعض معدّات القياس الكهربائي.
لكن لم يوضّح البيان موعد استبدال المعدّات، أو الفترة التي تستغرقها.
-
بيلاروسيا تنهي أزمة المستحقّات المتأخّرة للغاز الروسي
-
ميزانية بيلاروسيا تخسر 20.4 مليار دولار بسبب “المواجهات النفطية”
وتأخّر بناء محطّة توليد الكهرباء، عندما انزلقت سفينة مفاعل إلى الأرض، عام 2016، بعد فشل العمّال في ربطها بشكل صحيح خلال التركيب.
وأصرّت روساتوم، في ذلك الوقت، على أن المفاعل لم يكن متضرّرًا، لكنّها وافقت على استبدال الوحدة بناءً على طلب السلطات البيلاروسيّة.
وعانت بيلاروسيا من أضرار جسيمة، جراء كارثة تشيرنوبيل النووية، عام 1986، التي قذفت التداعيات المشعّة من محطّة في أوكرانيا السوفياتية آنذاك، عبر مناطق واسعة من أوروبّا، وقد غذّى هذا الإرث المؤلم المعارضة لمشروع المحطّة النووية في بيلاروسيا.
وأغلقت ليتوانيا محطّة الطاقة النووية الوحيدة التي صنعها الاتّحاد السوفيتي، عام 2009، وفي الأسابيع الأخيرة وزّعت السلطات "حبوب اليود" مجّانًا على السكّان الذين يعيشون بالقرب من الحدود مع بيلاروسيا، حيث إن اليود يمكن أن يساعد في الحدّ من تراكم الإشعاع في الغدّة الدرقية، حال وجود تسرّب بالمحطّة النووية.