نهج بايدن تجاه إيران يؤشّر بانتعاش أجهزة غسل الغاز
تستخدمها السفن لتلبية معايير المنظّمة البحرية الدولية
ترجمة: محمد زقدان
قد تجعل العودة المحتملة للولايات المتّحدة إلى الاتّفاق النووي الإيراني في عهد الرئيس المنتخب جو بايدن، وما سيتبع ذلك من زيادة متوقّعة في إمدادات زيت الوقود الإيراني عالي الكبريت، أجهزة تنقية انبعاثات السفن "استثمارات اقتصادية على نحو أكبر"، وفق موقع أرغوس ميديا المعني بشؤون الطاقة.
وفي مايو/أيار 2018، انسحبت إدارة الرئيس الحالي دونالد ترمب -الخاسر في انتخابات الرئاسة الأميركية- من الاتّفاق النووي الإيراني الموقّع في 2015 بين إيران ومجموعة (5+1)، التي تضمّ روسيا وبريطانيا والصين والولايات المتّحدة وفرنسا وألمانيا، وفرض ترمب عقوبات اقتصادية على طهران.
ويخلق فوز بايدن (الذي أعلنته وسائل إعلام أميركية كبرى) فرصة لعودة الحياة إلى الاتّفاق النووي الإيراني، من خلال رفع العقوبات التي أعادت فرضها إدارة ترمب، في أغسطس/آب 2018.
وفي حين إن حدوث هذا الأمر قد يستغرق عدّة سنوات، فإن تدفّق المزيد من زيت الوقود الإيراني عالي الكبريت (HSFO)، على السوق، في غضون ذلك، سوف يخفض سعر هذا النوع من الوقود، مقارنةً بزيت الوقود منخفض الكبريت (VLSFO).
ويعتمد مالكو السفن مقارنة قسط زيت الوقود منخفض الكبريت (VLSFO)، بـ عالي الكبريت (HSFO) مقياسًا لاتّخاذ قرار بشأن إجراء استثمارات في أجهزة غسل الغاز.
وتقوم أجهزة غسل الغاز بإزالة أكاسيد الكبريت من غازات العادم الناتجة من احتراق الوقود عالي الكبريت الأرخص سعرًا، داخل محرّك السفينة، عن طريق مرورها بحمّامات مياه قبل خروجها للجوّ، وجعلها متوافقة مع غطاء الوقود البحري الذي خفضته المنظّمة البحريّة الدولية من 3.5 إلى 0.5%، في يناير/كانون الثاني.
وكلّما كان نطاق فرق سعر قسط الوقود منخفض الكبريت، مقارنةً بعالي الكبريت، أوسع، كان مردود الاستثمار في أجهزة غسل الغاز أقصر.
- ترجيحات بعودة بايدن للاتّفاق النووي الإيراني.. وهذه أبرز العقبات
- سياسة بايدن تجاه المناخ تضغط على “كربون أستراليا”
وأظهرت بيانات من شركة فورتكسا لتحليلات النفط، أن إيران صدّرت 13.5 مليون طنّ متري من زيت الوقود المكرّر، في 2017، بينما انخفضت صادرات إيران، في 2019، إلى 9.7 مليون طنّ، وهي في طريقها للوصول إلى قرابة 5 مليون طنّ في 2020.
وفي الأشهر العشرة الأولى من عام 2020، جرى تصدير أكثر من نصف زيت الوقود الإيراني المكرّر إلى الإمارات، فيما شملت الوجهات الأخرى سنغافورة، وماليزيا، وسوريا.
الموقف الأميركي من فنزويلا
قد ينعكس النهج الدبلوماسي المحتمل للرئيس بايدن تجاه إيران، في موقف واشنطن أيضًا تجاه فنزويلا، التي كانت مصدرًا سابقًا لواردات زيت الوقود عالي الكبريت الأميركي.
ومع اقتراب إجراء انتخابات الجمعية الوطنية (الهيئة التشريعية) الفنزويلّية، في ديسمبر/كانون الأوّل، تكاد تتلاشى الجهود الأميركية للإطاحة بالرئيس الحالي نيكولاس مادورو.
ووفق "أرغوس ميديا"، فإن العقوبات لن تختفي في عهدة بايدن، لكنّه قد يوسّع طريقًا للخروج منها عبر منح مادورو وداعميه العسكريّين المزيد من الحوافز، لإجراء عملية انتخابية ذات مصداقية.
وحسب بيانات فورتكسا، فإن فنزويلا صدرت 8.6 مليون طنّ من زيت الوقود المكرّر، عام 2018، منها 2.9 مليون طنّ إلى الولايات المتّحدة. فيما انخفض إجمالي صادرات زيت الوقود الفنزويلّي المكرر إلى 4.3 مليون طنّ، في 2019، بعد العقوبات الأميركية.
وفي عام 2020، ذهب ما يقرب من نصف صادرات زيت الوقود الفنزويلّي إلى سنغافورة، ثمّ كوبا والصين ودول أخرى.