منتجو السيّارات يحذّرون من خروج بريطانيا من الاتّحاد الأوروبّي دون اتّفاق
47 مليار جنيه خسائر متوقّعة للصناعة خلال 5 سنوات
حياة حسين
حذّرت شركات السيّارات البريطانية من زيادة خسائرها، في حالة عدم التوصّل إلى اتّفاق للخروج من الاتّحاد الأوروبي.
وبحسب تقرير لوكالة بلومبرغ، اليوم الثلاثاء، خسرت الشركات نحو 735 مليون جنيه إسترليني (970 مليون دولار)، على الأقلّ، بسبب تجهيزات الخروج البريطاني من الاتّحاد، والمعروف باسم بريكست.
وجاءت الخسائر -التي كان لهذا العام النصيب الأكبر منها، بنسبة الثلث تقريبًا- بسبب تجهيز الشركات للعمل بنظامي تعرفة جمركية وتخزين جديدين، بعد خروج بلادها من عضوية الاتّحاد، وفقًا لجمعية مصنّعي وتجّار السيّارات.
وقالت الجمعية، إن مصنّعي السيّارات والمورّدين، اضطرّوا لتوظيف وكالات متخصّصة في وضع مستندات التعرفات الجمركية، وأيضًا استهلاك بعض المخزونات، في إطار تلك الاستعدادات.
وأضافت الجمعية، أنّه من المتوقّع أن يخسر القطاع نحو 47 مليار جنيه إسترليني، بسبب انخفاض حجم تجارة السيّارات، خلال 5 سنوات، في حالة مغادرة الاتّحاد دون اتّفاق.
وقبل 8 أسابيع من خروج بريطانيا من الاتّحاد، الذي يُنفَّذ في 31 ديسمبر/كانون الأوّل المقبل، طلبت الجمعية منح شركات السيّارات مهلة إضافية لمدّة عام، للحصول على إقرارات المورّدين، وتحديد إجراءات إثبات منشأ منتجاتهم .
"الخروج باتّفاق، أمر ضروري، ومع ذلك، إذا كان هناك اتّفاق لا يتضمّن تعرفة جمركية صفرية مع دول الاتّحاد، وأيضًا حصّة محدّدة من سوق السيّارات الأوروبّية، فهو يساوي الخروج دون اتّفاق. ويؤدّي ذلك إلى فقد الوظائف، وخسارة المملكة المتّحدة لمكانتها بصفتها قائدًا عالميًا في هذه الصناعة." قال الرئيس التنفيذي للجمعية، مايك هاويز.
وكانت المملكة المتّحدة قد صدّرت نحو 80% من إجمالي 1.3 مليون سيّارة، أنتجتها العام الماضي. و55% من تلك الصادرات كانت للسوق الأوروبّية.
وكما إن المملكة المتّحدة مصدّر كبير للسيّارات، فهي مستورد لعدد ضخم منها. فقد كانت نسبة 85% من إجمالي 2.3 مليون سيّارة بيعت في السوق البريطانيّة، العام الماضي، مصنّعة خارج البلاد.
يذكر أنّه في استفتاء أجرته المملكة المتّحدة، في 23 يونيو/حزيران من عام 2016، وافق 51.9% من البريطانيّين على الخروج من الاتّحاد الأوروبّي.
وتتعثّر المفاوضات، التي أطاحت برئيسة الوزراء البريطانيّة تيريزا ماي، بشكل حادّ، لدرجة أن الاتّحاد الأوروبّي طالب لندن، قبل 3 أسابيع، بتقديم تنازلات في المفاوضات التجارية بشأن مرحلة ما بعد "بريكست"، وهو ما رفضه رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، مطالبًا الأوروبّيين بإحداث تغيير جوهري في النهج المتّبع في المفاوضات.