كيف خفضت الطاقة المتجدّدة الانبعاثات في أستراليا رغم كورونا؟
رقم قياسي لتوليد الطاقة المتجدّدة بنحو 26.5%
أدّى إنتاج الكهرباء من مصادر الطاقة المتجدّدة، إلى خفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري في أستراليا بشكل كبير، بالتزامن مع تفشّي وباء كورونا (كوفيد- 19).
جاء ذلك وفق تحليل أجراه استشاري الطاقة، الأستاذ المشارك الفخري في الجامعة الوطنية الأستراليّة هيو سادلر، موضّحًا أن حصّة الطاقة المتجدّدة من توليد الكهرباء بلغت رقمًا قياسيًا بنحو 26.5%، في الولايات الـ5 التي تشكّل سوق الطاقة، حتّى نهاية سبتمبر/أيلول الماضي، واستمر النموّ في توليد الطاقة المتجدّدة، مع تنفيذ العديد من محطّات طاقتي الشمس والرياح.
وتشمل البيانات المستخدمة في التحليل -التي أُنتجت لمؤسّسة التفكير التقدّمية التابعة لمعهد أستراليا- توليد الكهرباء في السوق الوطنية، فضلًا عن استهلاك الغاز والنفط.
3.4 تريليون دولار تحتاجها أستراليا للحفاظ على المناخ
أوضح التحليل أن عدم اتّخاذ إجراءات المناخ على مدى 50 عامًا، سيكلّف الاقتصاد الأسترالي نحو 3.4 تريليون دولار و880 ألف وظيفة- حسب صحيفة الغارديان الأستراليّة-.
وتشكّل كوينزلاند ونيو ساوث ويلز وإقليم العاصمة الأستراليّة وفيكتوريا وجنوب أستراليا وتسمانيا، سوق الكهرباء الوطنية التي تزوّد نحو 9 ملايين عميل.
وفي الوقت نفسه، كان هناك انخفاض حادّ في استخدام وقود الطيران، ويعدّ السبب الرئيس لتراجع الانبعاثات، استخدام المصادر المتجدّدة "الشمس والرياح"، التي أدّت إلى إزاحة الفحم في سوق الطاقة الأستراليّة.
-
أستراليا ترفض الالتزام بالوصول للحياد الكربوني في 2050 (فيديو)
-
بيع 75% من صندوق الطاقة المتجدّدة الأسترالي بـ287 مليون دولار
وذكر التحليل أن وباء كورونا لم يُحدِث تغييرًا واضحًا في استخدام الكهرباء، لكن مصادر الطاقة المتجدّدة تأخذ حصّة أكبر من أيّ وقت مضى.
كما إن الحصّة القياسية لمصادر الطاقة المتجدّدة تعني انخفاض حصّة توليد الوقود الأحفوري، ووصلت الكهرباء الناتجة عن حرق الفحم الأسود إلى مستوى قياسي منخفض، بلغ 40.5% من التوليد عبر السوق الوطنية.
انخفاض مساهمة الفحم في توليد الكهرباء
يقول سادلر، إن مساهمة الفحم الأسود في توليد الكهرباء انخفضت إلى أقلّ من 50%، لمدّة أربعة أشهر على التوالي، وهي المرّة الأولى التي يحدث فيها هذا الأمر.
وتابع: "لا تزال حصّة الطاقة المتجدّدة من الطلب على الكهرباء تُحطّم الأرقام القياسية، وفى يوم 10 أكتوبر/تشرين الأوّل الماضي، بلغ توليد الطاقة المتجدّدة -بما في ذلك الطاقة الشمسية على الأسطح- رقمًا كبيرًا، هو 53.6% من إجمالي الطلب على الكهرباء".
ويُعدّ أغسطس/آب، وسبتمبر/أيلول، من الأشهر الجيّدة للطاقة المتجدّدة، ويتوقّع تحليل سادلر، استمرار حصّة مصادر الطاقة المتجدّدة بتوليد الكهرباء في تحطيم الأرقام القياسية، خلال نوفمبر/تشرين الثاني.
الطاقة المتجدّدة أرخص من الوقود الأحفوري
قال مدير برنامج المناخ والطاقة في معهد أستراليا، ريتشي مرزيان، في تصريحات لصحيفة الغارديان الأستراليّة: "أصبحت مصادر الطاقة المتجدّدة في أستراليا الآن أرخص وأكثر شعبية من الوقود الأحفوري، ونتوقّع الكثير من مصادر الطاقة المتجدّدة قريبًا".
وأوضح أن مصادر الطاقة المتجدّدة تساعد على خفض الانبعاثات أكثر من التباطؤ الاقتصادي، ومن الممكن أن يكون لها تأثير أكبر في تخفيض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري في أستراليا.
وتابع: "هذه هي البداية فقط.. يجب أن تسير أستراليا وفق خطّة متكاملة تتضمّن كهربة كلّ شيء من مصادر الطاقة المتجدّدة".