باركيندو: الاجتماع القادم لمنتجي النفط سيكون الأكثر أهمّية في تاريخ أوبك
تعافي الطلب يستغرق وقتًا أطول من المتوقّع
سالي إسماعيل
تواجه سوق النفط رياحًا عكسية مع فقدان الزخم الاقتصادي العالمي، وسط تسارع الموجة الثانية لوباء كورونا (كوفيد-19)، لكن الأنظار تتجه إلى الاجتماع المرجّح أن يكون الأكثر أهمّية في تاريخ "أوبك"، من وجهة نظر الأمين العامّ للمنظّمة محمد باركيندو.
ويرى باركيندو في مقابلة مع رئيس منتدى الطاقة العالمي جو ماكمونيغل، أن الموجة الجديدة من الفيروس -سواء عمليات الإغلاق الجديدة في أوروبّا، أو ارتفاع معدّلات انتقال العدوى في الولايات المتّحدة- ستُضعِف بالتأكيد الزخم الذي تراكم، خلال الربع الثالث.
وتابع: "الطلب على النفط قضية رئيسة في الصناعة، وبالنظر إلى الربعين الأول والثاني من عام 2020، فقد شهدنا صدمة في جانب الطلب".
توقّعات الطلب
أشار الأمين العامّ إلى مواجهة هذه الصدمة من خلال اتّخاذ تحالف (أوبك+) قرارًا تاريخيًا للغاية على جانب العرض، في إشارة إلى اتّفاق خفض إنتاج النفط بوتيرة قياسية، بلغت 9.7 مليون برميل يوميًا.
وقال، إن تسارع الإصابات يُلقي بظلاله على توقّعات الطلب الخاصّة بالعام المقبل، حتّى في ظلّ عودة الطلب على الوقود في الصين والهند للمستويات التي كانت عليها قبل تفشّي الوباء، هذا العام.
وأوضح باركيندو، أنّه خلال اجتماع منظّمة أوبك، في شهري أبريل/نيسان ويونيو/حزيران، كانوا يأملون حدوث تعافٍ قوي، في النصف الثاني من العام الجاري.
وتابع: "يزداد الطلب على النفط مع نموّ الاقتصاد العالمي، واليوم نستمرّ في رؤية أدلّة على أن الطلب آخذ في التعافي مع تعافي الاقتصاد، لكن بوتيرة أبطأ من المتوقّعة سابقًا".
- أوبك: اتّفاق خفض الإنتاج حالَ دون حدوث صدمة أكبر لسوق النفط
- أوبك وروسيا تبحثان استعادة استقرار سوق النفط
- وزير الطاقة الجزائري: أوبك + تتّجه لتأجيل زيادة إنتاج النفط
وعلى صعيد التوقّعات لعام 2021، عبر باركيندو عن تفاؤله الحذِر، مع الإشارة إلى أن تعافي الطلب على النفط قد يستغرق وقتًا أطول من المتوقّع.
واستطرد: لكن هذه التوقّعات تعتمد على قوّة انتشار فيروس (كورونا) في أنحاء أوروبّا والولايات المتّحدة، كما أن الهند لا تزال تكافح من أجل احتواء الوباء.
اجتماع مرتقب
من المرجّح أن يكون اجتماع (أوبك+) القادم، المقرّر عقده يوم 30 نوفمبر/تشرين الثاني، على المستوى الوزاري، أحد أهمّ المؤتمرات في تاريخ أوبك، من وجهة نظر باركيندو.
وقال الأمين العامّ، إن هذه الأهمّية تنبع من التأثير غير المسبوق للوباء على الاقتصاد العالمي وصناعة النفط، مشيرًا إلى اتّخاذ قرار تاريخي في السابق، لكن الآن نشهد مرحلة التنفيذ.
ومن المقرّر تقليص وتيرة خفض إنتاج النفط، بداية من العام المقبل، بنحو مليوني برميل يوميًا عن المستويات الحاليّة البالغة 7.7 مليون برميل يوميًا، كما هو مخطّط سابقًا.
لكن تشير تقارير إعلامية نقلتها وكالة "بلومبرغ"، إلى أن كلاً من السعودية وروسيا تضغطان على بقيّة الأعضاء لإطالة أمد اتّفاق خفض الإمدادات الحالي.
وبالنسبة لعام 2021، يوجد خطط لعقد العديد من الاجتماعات، من بينها اجتماع نوفمبر/تشرين الثاني القادم، لمدّة يومين، حسبما أكّد باركيندو.
اجتماع (أوبك+) سيشهد مراجعة الأمور الفنّية واتّخاذ القرارات المثلى التي من شأنها تسريع وتيرة تعافي الطلب الحاليّة
ومن المقرّر أن تُراجِع الدول الأعضاء في أوبك ومنتجي الخام غير الأعضاء في المنظّمة، تنفيذ هذا القرار التاريخي، ومستوى الامتثال، ومدى تأثير الالتزام بالاتّفاق على عملية التعافي، وكيف سنواصل ذلك، في 2021، وفقًا لـ"باركيندو".
كما سيناقش الاجتماع الوزاري لتحالف (أوبك+) كلّ هذه الموضوعات الفنّية، ومن ثمّ اتّخاذ القرارات المثلى التي من شأنها تسريع وتيرة تعافي الطلب التي نشهدها حاليًا.
وفي سياق آخر، سلّط الأمين العامّ للمنظّمة، الضوء على الجهود المستمرّة لإعلان التعاون من أجل إعادة الاستقرار في أسواق النفط العالمية، والتحدّيات المتعلّقة بالاستثمارات، وكذلك أهمّية الحوار والتعاون متعدّد الأطراف.
وأكّد أن المنظّمة تكافح مع المجتمع الاستثماري من أجل إقناعه بالاستمرار في الاستثمار بالصناعة، لأنه "لا يعني الاستثمار في الحاضر فقط، ولكن كذلك الاستثمار في المستقبل".
وأضاف أنّه يوجد لديهم تحدٍّ كبير، حيث يعتمد مستقبل هذه الصناعة بدرجة ما على القدرة على تحويل الجانب الأكاديمي كي يبدو تنافسيًّا وجذّابًا.
وتابع: "تستمرّ التوقّعات في الصناعة من أوبك أو إدارة معلومات الطاقة الأميركية أو وكالة الطاقة الدولية، في إظهار أن صناعة النفط والغاز ستهيمن على توفير الطاقة في المستقبل القريب".