هل تبدأ منصّات التنقيب الأميركية عن النفط رحلة التعافي؟
إغلاق نحو 500 حفّارة في 2020 حتّى الآن
سالي إسماعيل
تواصل منصّات التنقيب عن النفط في الولايات المتّحدة الصعود، للأسبوع الـ5 على التوالي، بعد إغلاق الشركات الأميركية ما يقلّ قليلاً عن 500 منصّة، هذا العام، حتّى الآن.
وتنبع أهمّية هذا المؤشّر، الذي يهدف لقياس عدد منصّات النفط العاملة في الولايات المتّحدة، من كونه يعطي صورة واضحة حول كمّية الخام التي يمكن إنتاجها في المستقبل القريب.
وشهدت الأسابيع الـ5 الماضية إضافة الشركات الأميركية ما مجموعه 32 حفّارة، في إشارة على عودة نشاط الحفر والآبار المستقبلية.
ومؤخّرًا، بلغ عدد المنصّات الأميركية للتنقيب عن النفط 211 منصّة، في الأسبوع المنتهي يوم 23 أكتوبر/تشرين الأوّل، وهو التوقيت الذي شهد قفزة قدرها 1.2 مليون برميل يوميًا، في إنتاج الخام الأميركي.
الشركات الأميركية تغلق 32 حفّارة للتنقيب عن النفط في غضون 5 أسابيع
ومع ذلك، كان إنتاج الولايات المتّحدة النفطي مذبذبًا في غضون هذه الأسابيع الـ5، حيث تأرجح بين الصعود والهبوط، لكنّه في المجمل ارتفع من 10.700 إلى 11.100 مليون برميل يوميًا، وفق تقديرات إدارة معلومات الطاقة الأميركية.
ويظلّ الإنتاج الأميركي من الخام أقلّ بنحو مليوني برميل يوميًا عند المقارنة مع الذروة المسجّلة عند 13.100 مليون برميل يوميًا، في الأسبوع المنتهي في 13 مارس/آذار الماضي.
وفي الأسبوع الثاني، من شهر يونيو/حزيران، تراجع عدد الحفّارات الأميركية دون 200 منصّة لأوّل مرّة، منذ عام 2009، لكنّه عاود الصعود مؤخّرًا ليرتفع من 179 منصّة إلى 211 منصّة، حسب بيانات شركة خدمات الآبار التي تتّخذ من تكساس مقرًّا لها.
وفي الواقع، فإن عدد الحفّارات الأميركية، خلال الأسبوع الماضي، لا يزال أقلّ بنحو 485 منصّة، مقارنةً مع الفترة نفسها من عام 2019، ما يعني أن تعافي نشاط الحفر سوف يستغرق بعض الوقت.
ومن غير المرجّح أن يتعافى إنتاج الولايات المتّحدة من الخام إلى مستوى 13 مليون برميل يوميًا، في أيّ وقت قريب، وفق تصريحات وزير الطاقة الأميركي "دان بروليت"، خلال مشاركته في منتدى الطاقة الهندي.
وتابع: "يكمن السبب في ذلك في أن طلب المستهلكين ليس كافيًا لدفع الطلب على النفط الخام، ببساطة ليس لدينا طلب على الإنتاج، حتّى الآن".
واستشهد وزير الطاقة الأميركي بمعلومات إدارة معلومات الطاقة الأميركية، بأن الأمر سوف يستغرق 18 شهرًا قبل عودة الطلب على الوقود السائل لمستوياته السابقة.
وبحسب تقرير إنتاجية الحفر الشهري الصادر عن إدارة الطاقة الأميركية، من المفترض أن يكون إنتاج شهر نوفمبر أقلّ من مستويات شهر أكتوبر، ما يبدّد أيّة آمال حول تعافي صناعة الذهب الأسود في الولايات المتّحدة، هذا العام.
ومن الناحية التاريخية، بلغت منصّات النفط الأميركية ذروتها عند 1609 منصّة، وذلك في الأسبوع المنتهي يوم 10 أكتوبر/تشرين الأوّل من عام 2014، قبل أن تُخفَّض إلى 325 حفّارة فقط في غضون عامين، كما تشير بيانات شركة "بيكر هيوز".
وكان عدد منصّات التنقيب عن النفط، في بداية العام الجاري، يبلغ 670 منصّة قبل أن يتّخذ اتّجاهًا هبوطيًا، تخلّله بعض الارتفاعات المحدودة، بفعل تداعيات الوباء التي أثّرت بالسلب في الإنتاج الأميركي للخام ونشاط الحفر.
عدد منصّات التنقيب عن النفط في الولايات المتّحدة بلغ 670 منصّة في بداية 2020، قبل أن يتّخذ اتّجاهًا هبوطيًا تخلّله بعض الارتفاعات المحدودة
ومع تسارع إصابات (كوفيد-19) مرّة أخرى في الولايات المتّحدة وبعض دول العالم، فإن خطر عودة قيود الإغلاق مجدّدًا باتت تلوح في الأفق، ما يعني أن نشاط الحفر الأميركي عرضة للتوقّف.
وبدأ الهبوط الفعلي في عدد الحفّارات، خلال شهر مارس/آذار الماضي، مع انتشار فيروس (كورونا) والانخفاض الناتج في الطلب على الخام وهبوط الأسعار.
ومع ذلك، يظلّ عدم اليقين هو الكلمة الرئيسة، ليس فقط في صناعة النفط، ولكن بالنسبة للمتضرّرين الآخرين من الوباء، لدرجة إحداث تغييرات في نماذج الأعمال.
وفي واقع الأمر، يوجد حقيقة مؤكّدة في هذا الشأن: كلّما استمرّت الزيادة في الإصابات الجديدة، طالت مدّة عودة الصناعة إلى طريق التعافي والنموّ، وفق ما كتبته الخبيرة في مجال الطاقة "إيرينا سلاف"، خلال تقرير في موقع "أويل برايس".